أَنْبَأَنَا أَبُو جعفر أَحْمَد بن عَبْد الْعَزِيزِ المكي ، أنا الْحُسَيْن بن يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيمَ ، أنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الشيرازي ، أنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ ، نا مُحَمَّد بن داود ، حَدَّثَنِي أَبُو عمير بن عبد الباقي - صاحب أذنة - قَالَ : حصد عندنا إِبْرَاهِيم بن أدهم فِي المزارع بعشرين دينارا ، ودخل إِلَى أذنة ومعه صاحب له ، فأراد إبراهيم أن يحلق رأسه ويحتجم ، فجاء إلى حجام وجلس بين يديه ، فلما رآهم الحجام حقرهم ، وقال : ما فِي الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء ، فما وجدوا من يخدمهم غيري ، فخدم جماعة وتهاون بإِبْرَاهِيم وصاحبه ، وإِبْرَاهِيم ساكت ينظر ، فلما لم يبق بين يديه ولا عنده أحد التفت الحجام إِلَيْهِمْ فَقَالَ : إيش الذي تريدون ؟ فَقَالَ له إِبْرَاهِيم : أريد أن أحلق رأسي واحتجم ، فوجد صاحب إِبْرَاهِيم الذي معه فِي نفسه من تهاون الحجام بِهِمَا فَقَالَ : أما أنا فليس أحلق ولا احتجم ، فحلق إِبْرَاهِيم واحتجم ، فلما فرغ قَالَ لصاحبه : هات الدنانير التي معك ، فدفعها إِلَى الحجام كما هِيَ العشرين دينارا ، فَقَالَ له صاحبه : حصدت فِي هَذَا الحد فدفعتها إِلَى هَذَا ؟ فَقَالَ له : اسكت ، تركت هَذَا ، لا تحقر فقير أبدا ، ودخل من فوره إِلَى طرسوس ، فلما أصبح قَالَ لصاحبه : هَذِهِ الكتيبات خذها ، ارهنها ، وجئنا بشيء نأكله ، قَالَ ، فخرج صاحبه ليجيء بشيء كما أمره فرأى فِي طريقه خادما عَلَى شهري ، وبين يديه حمارات وخيل وبغال عَلَيْهَا صناديق فِيهَا فوق الستين ألف دينار ، والخادم يَقُول : الذي أبغيه هُوَ أحمر أشقر يعرف بإِبْرَاهِيم بن أدهم ، فتقدم إِلَيْهِ صاحبه وقال له : الرجل الذي تطلب ما يحب هَذِهِ الشهرة ، أنا أدلك عَلَيْهِ ، فَقَالَ لغلامه : كن معه ، فلما ضرب خيمته أخذ بيده فجاء بِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم وَهُوَ جالس ، فلما رآه الخادم وَهُوَ فِي زي الحصادين يستفرغ فِي بكاء شديد ، ثُمَّ قَالَ : يا مولاي بعد ملك خراسان صرت فِي هَذَا الحال ؟ فَقَالَ له إِبْرَاهِيم : اسكت ، إيش وراءك ؟ فَقَالَ : مات الشيخ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيم رحمه اللَّه : موت الشيخ تأتي عَلَى كل ما أتيت بِهِ ، وإيش الذي تريد ؟ فَقَالَ : أنا غلامك وخادمك ، لما مات الشيخ تركت كل رجس هواه ، وأخذوا من جانب الملكة ما استوى لهم وأخذت أنا ما ترى معي ، فأنا عبدك وخادمك ، جئت أطلب الثغر أقيم بِهِ ، وأجاهد فِي سبيل اللَّه ، فَقَالَ لي العلماء : ما يقبل اللَّه منك صرفا ولا عدلا حتى ترجع إِلَى مواليك ، وتضع يدك فِي أيديهم ، فيحكموا فيك وفيما معك ، وقد جئتك فأمرني بما أحببت ، فَقَالَ له إِبْرَاهِيم : إن كنت صادقا فيما تقول ، فأنت حر لوجه اللَّه تَعَالَى وكل ما معك فهو لك إن جئت تنفقه فِي هَذَا الوجه ، ثُمَّ التفت إِلَى صاحبه بعد أن قَالَ للخادم : قم ، اخرج عني ويحك ، خذ هَذِهِ الكتيبات ارهنها وجئنا بشيء نأكله .
الأسم | الشهرة | الرتبة |