أَنْبَأَنَا أَبُو جعفر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الْعَزِيزِ المكي ، أنا الْحُسَيْن بن يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيمَ ، أنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الشيرازي ، أنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بن جهضم ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن داود ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر الفرغاني ، قَالَ : سَمِعْت أبا الحارث الأولاسي ، يَقُول : خرجت من أولاس فرأيت شخصا قائما يصلي تحت شجرة ، فساعة وقعت عيني عَلَيْهِ ألبسني منه هيبة ، فانفتل من صلاته وقال لي : يا أبا الحارث مر ، وار شخصك عني ثلاثة أيام ، ولا تطعم شيئا ، ففعلت ما أمرني ، فمشيت معه عَلَى ساحل البحر ، فحرك شفتيه ، فَإِذَا رف من سمك شايلة رؤوسها من الماء ، رف فوق رف ، فاتحة فاه كالمشيرة بالسلام إِلَى إِبْرَاهِيم بن سعد العلوي ، فقلت فِي نفسي : لو كَانَ بشر الصياد هاهنا طرح شبكته عَلَى هَذِهِ الحيتان لاصطاد منها شيئا كثيرا ، فما تم ذَلِكَ فِي نفسي حتى غاص السمك كله فِي الماء ، والتفت إلي إِبْرَاهِيم فَقَالَ : إيش عرض فِي نفسك ؟ فقلت له : عرض فِي نفسي كذا وكذا ، فَقَالَ : يا أبا الحارث ، ما أنت براد بهذا الأمر ، ورأيت الشيخ إِبْرَاهِيم كأنه وجد ، فَقَالَ : يا أبا الحارث ، قطعت أكثر شرق الإسلام وغربه ، أو بعضه عَلَى السياحة والتوكل ، ورأيت أن البر والبحر لواحد ، فاستعملت لنفسي جلبة ، فركبت فِيهَا وحدي ، ولججت هَذَا البحر ، يعني : بحر الروم ، يرفعني موج ويحطني آخر فبينا أنا كذلك ، إِذَا بحوت قد أقبل إلي فاتح فاه ، يريد يبتلعني ويبتلع الجلبة ، فقلت فِي نفسي : تخلفي عَنْ هَذَا الحوت يضعف إيماني ، ويشين بغيتي ، فطفرت من الجلبة إِلَى فكي الحوت فركعت فِيهِ ركعتين ، ثُمَّ رجعت إِلَى الجلبة ، وخرجت إِلَى البر وأنا فِي هَذَا الجبل ، يعني : اللكام ، انتظر ما ينتظر الموحدون لله عَزَّ وَجَلَّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |