أخبرنا أَبُو العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن كادش - فيما ناولني إياه - وقرأ علي إسناده ، وقال : اروه عني - أنا أَبُو علي الجازري ، أنا المعافى بْن زكريا ، نا عمر بْن علي بْن الحسن بْن علي بْن مالك الشيباني ، نا مُحَمَّد بْن يزيد النحوي ، أنا قعنب ، نا سعيد بْن سلم ، قال : لما ولى المنصور معن بْن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة ، فلما صاروا ببابه ، وأستأذنوا عليه ، فدخل الآذن ، فقال : أصلح اللَّه الأمير بالباب وفد من أهل العراق ، قال : من أي أهل العراق ؟ قال : من الكوفة ، قال : ائذن لهم ، فدخلوا عليه ، فنظر إليهم معن في هيئة زرية ، فوثب على أريكته ، وأنشأ ، يقول : إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم مرمتها ، فالدهر بالناس قلب فأحسن ثوبيك الذي هو لابس وأفره مهريك الذي هو يركب وبادر بمعروف إذا كنت قادرا زوال اقتدار أو غنى عنك يذهب قال : فوثب إليه رجل من القوم ، فقال : أصلح اللَّه الأمير ، ألا أنشدك أحسن من هذا ، قال : لمن ؟ قال : لابن عمك ابن هرمة ، قال : هات ، فأنشأ ، يقول : وللنفس تارات تحل بها العرى وتسخو عن المال النفوس الشحايح إذا المرء لم ينفعك حيا ، فنفعه أقل إذا ضمت عليه الصفايح لأية حال ينفع المرء ماله غدا فغدا والموت غاد ورايح فقال معن : أحسنت والله ، وإن كان الشعر لغيرك ، يا غلام أعطهم أربعة آلاف أربعة ألاف يستعينوا بها على أمورهم ، إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد ، فقال الغلام : يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم ؟ فقال معن : والله لا تكون همتك أرفع من همتي ، يا غلام صفرها لهم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |