ابراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة ابو اسحاق الشهرزوري


تفسير

رقم الحديث : 5102

أَنْبَأَنَا أَبُو غالب بْن البنا ، عن أَبِي طالب مُحَمَّد بْن علي العشاري ، وأبي الفتح بْن المحاملي ، وأبي الحسين بْن الآبنوسي ، عن أَبِي الحسن الدارقطني ، عن أَبِي مُحَمَّد الحسن بْن رشيق ، حدثني أَبُو الْقَاسِم الحسن بْن آدم بْن عَبْد اللَّه ، حدثني أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم ، حدثني عَبْد اللَّه بْن فراس ، قال : سمعت هشام بْن مُحَمَّد بْن يوسف يذكر : أن أَبَا مسلم كان عبدا سراجا من أهل خراسان ، وأنه صبغ خرقا سوداء ، فجعلها في قناة ، قال : وكانوا يسمعون في الحديث أنها تخرج رايات سود من قبل المشرق ، فكانت أنفسهم تتوق إلى ذلك ، فلما فعل أَبُو مسلم ذلك تبعه عُبَيْد ، وغير ذلك ، وقال : من تبعني فهو حر ، ثم خرج هو ومن اتبعه فوقعوا بعامل كان في بعض تلك الكور ، فقتلوه ، وأخذوا ما كان معه ، وازداد من كان معه كثرة ، وسار في خراسان ، فأخذ كبراها ، ثم كتب إلى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد . وكان إِبْرَاهِيم - فيما ذكروا - مختفيا عند رجل من أهل الكوفة ، قد حفر له نفقا في الأرض ، فكتب إليه أَبُو مسلم ، فأرسل إليه رجلا من أصحابه - قد سمى له موضعه ، والرجل الذي هو عنده - فخرج رسوله حتى بلغ الرجل ، فأدخله عليه ، فدفع إليه كتابه ، وجعل إِبْرَاهِيم يسائله ما بلغوا من البلاد ، وأجابه بما أجابه ، فلما ودعه - وهو يريد المسير - قال له إِبْرَاهِيم : أقر صاحبك السلام ، وقل له : لا يمر بشجرة عظيمة في طريقه ، إلا نحاها من طريقه . قال : فلما خرج الرجل ، قال في نفسه : هذا الذي نحن نقاتل له على الدين - زعم - وهو يأمرني بما أمر . قال : فجعل وجهه إلى مروان بْن مُحَمَّد ، وإنما أراد بقوله : لا يمر بشجرة عظيمة إلا نحاها من طريقه يريد ألا يمر برجل كبير القدر إلا قتله . قال : فلما بلغ الرجل دمشق أتى إلى حاجب مروان ، فقال : عندي لأمير المؤمنين نصيحة ، قال : فدخل حاجبه فأعلمه ، فأمره أن يدخله عليه ، فلما أدخل عليه ، قال : يا أمير المؤمنين أتريد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ؟ قال : نعم ، وكيف لي بذلك ؟ قال : وجه معي من أدفعه إليه ، قال : فوجه معه فرسانا إلى الكوفة ، فسار الرجل حتى إذا بلغ الكوفة ، قال للفرسان الذين معه : انظروني حتى أصل إلى الموضع الذي أريد ، فإذا دخلت فاقتحموا أثري . قال : ففعل ، وفعلوا فدخل إلى إِبْرَاهِيم فبينا هو يكلمه إذ دخل القوم فأخذوه فذكروا أنه قال لصاحب منزله : أما أنا فلا أحسب إلا أني قد ذهبت ، فإن كان أمر قولوا لأبي مسلم : فليبايع لابن الحارثية ، وهو أَبُو العباس ، وهو أخوه . قال : فلما ظفر أَبُو مسلم وجه إلى الكوفة نفرا من شيعتهم ، وأمرهم أن يستخرجوا أَبَا العباس ، قال : فاستخرجوه من الموضع الذي كان فيه مختفيا ، قال : فمضوا به إلى مسجد الكوفة ، فأصعد المنبر ، قال وهو حينئذ فتى شاب حين اخضر وجهه ، قال : فذهب يتكلم فأرتج عليه ، قال : فصعد عمه داود بْن علي على المنبر حتى كان دونه بدرجة ، قال : فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال فيما قال : إن اللَّه عز وجل رحم أولكم بأولنا وآخركم بآخرنا ، أما ورب هذه القبلة ما صعد على هذه الأعواد خليفة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وصوابه : على ابن أَبِي طالب - إلا هو ، قال : ثم أمره أَبُو العباس أن يحج بالناس ، فخرج حتى حج بالناس ، ثم فرش له في مسجد الحرام ، فكان ينظر في المظالم ، إذ جاءه حاجبه فقال له : عَبْد اللَّه بْن طاوس ، قال : قدمه ، فلما تقدم إليه ، وسلم عليه رد عليه السلام ، وقال : مرحبا بابن راوية بْن عباس . قال : فبينا هو على ذلك إذ تقدم إليه رجل فقال : أبقى اللَّه الأمير وأتم عليه نعمته ، إني رجل من أهل الطائف من ثقيف ، وإن رجلا من هذه المسودة عدا على غلام لي ، فأخذه ، وقد أتيت إلى الأمير أرجو عدله ونصفته ، فقال له داود : فبئس الرجل أنت ، وبئس الحي حيك ، وسينالهم وبال ذلك ، وسنخلص إليك حصتك من ذلك ، ثم أخذه الجند فأقاموه ، وأبعدوه ، وقد تقدم في تاريخ الخطبي أن الإمام قتل في صفر من سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.