فحدثنا مُحَمَّد بْن موسى بْن حماد البربري ، نا سليمان بْن أَبِي شيخ ، نا صالح بْن سليمان ، قال : كان أَبُو مسلم يكاتب إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد ، فقدم على إِبْرَاهِيم رسوله ، فساءله ، فإذا رجل من عرب خراسان فصيح ، فغمه ذلك ، فكتب إلى أَبِي مسلم : ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا ؟ يطلع مثل هذا على أمرك ؟ فإذا أتاك فاقتله . وحبس الرسول ، فلما خرج من عنده قرأ الكتاب ، فأتى به مروان بْن مُحَمَّد ، فأرسل ، فأخذ إِبْرَاهِيم وحبسه وهو بحران ، وأمر به فغم وقتل في الحبس . قال صالح بْن سليمان : جعلوا على وجهه مرفقة وقعدوا عليها ، ويقال : إن قتله كان بحران في صفر سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وله يومئذ من السن إحدى وخمسون سنة ، وصلى عليه رجل يقال له : المهلهل بْن صفوان . وقد ذكر أن إِبْرَاهِيم الإمام كان حضر الموسم في سنة إحدى وثلاثين ومائة في جماعة من أهله ، ومواليه ، ومعه نحو من ثلاثين نجيبا ، فشهر نفسه في الموسم ، ورآه أهل الشام وغيرهم ، فاشتهر عندهم ، وبلغ مروان خبره في الموسم وما كان معه من الربيء ، والآلة . وقيل له : إن أَبَا مسلم ، ومن لبس السواد يأتمون به ، ويسمونه الإمام ، ويدعون إليه ، فوجه إليه في المحرم بعد منصرفه من الحج ، فأخذه وقتله في صفر .