أخبرنا أَبُو الْقَاسِم بْن السمرقندي ، أنا أَبُو الغنائم حمزة بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عثمان بْن السواق البندار ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن الحسين العكبري ، قالا : أنا أَبُو الفرج أَحْمَد بْن عمر بْن عثمان العصاري ، أنا أَبُو مُحَمَّد جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخواص ، أنا أَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق ، حدثني مُحَمَّد بْن أَبِي علي المصري ، نا أمية بْن خالد ، حدثني عَبْد الرحمن بْن مالك الأنصاري ، عن أبيه ، أنه سمع شيخا لهم ، يقول : قدم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المدينة ، فأتته عجوز من ولد الحارث بْن عَبْد المطلب ، فشكت إليه ضنك المعيشة ، فقال : ما يحضرني لك الكثير ، ولا أرضى لك بالقليل ، وأنا على ظهر سفر اقبلي ما حضر وتفضلي بالعذر ، ثم دعا مولى له ، فقال : ادفع إليها ما بقي من نفقتنا ، وخذي هذا البعير والعبد ، فقالت : بأبي وأمي أجزل اللَّه في الآخرة أجرك ، وأعلى في الدنيا كعبك ، ورفع فيها ذكرك ، وغفر لك يوم الحساب ذنبك ، فأنت كما قالت أم جميل بنت حرب : زين العشيرة كلها في البدو منها والحضر وزينها في النائبات وفي الرحال وفي السفر ورث المكارم كلها وعلا على كل البشر ضخم الدسيعة ماجد يعطي الجزيل بلا كدر قال : وقدم إِبْرَاهِيم الإمام المدنية فأتاه قوم من العرب فسألوه أن يرفدهم في حمالة يحملوها فسألهم عما بقي عليهم فأعطاهم ذلك ، فقلت : بأبي وأمي يا أَبَا إسحاق أنت كما قال الأعشى : يرى البخل مرا والعطاء كأنما يلذ به عذبا من الماء باردا وأحلم من قيس وأمضى من الذي بذي الغيل من خفان يصبح حاردا فقال : يا أخا الأنصار لسنا نفعل ما ترى من سعة ، ولكن ولد أَبِي لا يحسنون إلا ما ترى ، وتمثل بقول لبيد : وبنو الديان لا يأتون لا وعلى ألسنهم خفت نعم زينت أحلامهم أحسابهم وكذاك الحلم زين للكرم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |