قال قال يحيى بْن نجيم : فحدثني أَبُو نخيلة ، قال : وردت على مسلمة بْن عَبْد الملك ، فمدحته ، وقلت له : أمسلم إني يا ابن كل خليفة ويا فارس الهيجاء ويا جبل الأرض شكرتك إن الشكر حبل من التقى وما كل من أوليته نعمة يقضي وألقيت لما أن أتيتك زائرا علي لحافا سابغ الطول والعرض وأحييت لي ذكري وما كان خامدا ولكن بعض الذكر أنبه من بعض قال : فقال لي مسلمة : ممن أنت ؟ قلت : من بني سعد ، فقال : أما لكم - يا بني سعد - وللقصيد ، وإنما حظكم في الرجز ؟ قال : فقلت له : إنا - والله - أرجز العرب ، قال : فأنشدني من رجزك ، فكأني - والله - لما ، قال لي ذلك لم أقل رجزا قط ، أنسانيه اللَّه كله ، فما ذكرت منه ، ولا من غيره شيئا إلا أرجوزة لرؤبة ، وقد كان قالها في تلك السنة ، فظننت أنها لم تبلغ مسلمة ، فأنشدته إياها ، فنكس وتتعتعت فرفع رأسه إلي ، وقال : لا تتعب نفسك ، فأني أروى لها منك ، قال : فانصرفت ، وأنا أكذب الناس عنده ، وأخزاهم عند نفسي ، حتى تلطفت بعد ذلك ، ومدحته برجز كثير ، فعرفني وقربني ، وما رأيت ذلك أثر فيه ، ولا قرعني به حتى افترقنا .