أخبرنا أَبُو الحسن بْن قبيس ، نا وأبو منصور بْن خيرون ، نا أَبُو بكر الخطيب ، قال : قرأت على الحسن بْن علي الجوهري ، عن أَبِي عُبَيْد اللَّه المرزباني ، نا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن إسحاق الوشاء ، نا أَبُو علي إسماعيل بْن يحيى بْن المبارك اليزيدي ، قال : قال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي مُحَمَّد : إني كنت عند المأمون وليس معنا إلا المعتصم فذكر كلامًا ، قال : فلم أحتمل ذلك منه يعني من المعتصم ، وأجبته ، فأخفى ذلك المأمون ، ولم يظهره ذلك الإظهار ، فلما صرت من غد إلى المأمون كما كنت أصير ، قال لي الحاجب : أمرت أن لا آذن لك ، فدعوت بدواة ، وقرطاس ، وكتبت إليه : أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما كرهت وما إن يستوي السكر والصحو ولا سيما إذ كنت عند خليفة وفي مجلس ما أن يليق به اللغو ولولا حميا الكأس كان احتمال ما بدهت به لا شك فيه هو السرو تنصلت من ذنبي تنصل ضارع إلى من إليه يغفر العمد والسهو فإن تعف عني ألف خطوي واسعا وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو قال : فأدخلها الحاجب ، ثم خرج إلي فأدخلني ، فمد المأمون باعيه ، فأكببت على يديه فقبلتهما ، فضمني إليه وأجلسني . قال المرزباني : وحدثني العباس بْن أَحْمَد النحوي : أن المأمون وقع على ظهر هذه الأبيات : إنما مجلس الندامى بساط للمودات بينهم وضعوه فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا من حديث ولذة رفعوه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |