أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن صابر ، وأبو زكريا يحيى بْن تمام بْن علي الربعي المقدسي الخطيب ، قالا : أنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن يونس بْن مُحَمَّد - قراءة عليه بدمشق - أنا أَبُو عثمان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ورقا الأصبهاني - بقراءتي عليه ببيت المقدس - أنا القاضي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن داود بْن أَحْمَد بْن سليمان بْن الربيع العسقلاني ، إجازة ، أنا أَبُو الحسين علي بْن الحسين الفرغاني ، نا عَبْد اللَّه بْن الحسين البغدادي ، نا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي ، حدثني الزبير بْن أَبِي بكر ، حدثني عمر بْن أَبِي بكر المؤملي ، حدثني عَبْد اللَّه بْن أَبِي عبيدة بْن مُحَمَّد بْن عمار بْن ياسر ، قال : دخل الأحمر بْن سالم المري على عَبْد الملك بْن مروان ، فقال له : يا أحمر ، كيف قلت : مقل رأى الإقلال عارا فلم يزل يجوب بلاد اللَّه حتى تمولا فأنشده فأصغى إليه مطرقا ، فلما فرغ قال له : حاجتك ؟ قال : أنت يا أمير المؤمنين أعلى بالجميل عينا ، فافعل ما أنت أهله ، فإني لما أوليتني غير كافر ، فأمر له عَبْد اللَّه بعشرة آلاف درهم ، وألحقه في الشرف ، فخرج من عند عَبْد الملك وهو يقول : بكف ابن مروان حييت وناشني إلهي من دهر كثير العجائب فلما أنشد عَبْد الملك قال : أحسنت ، ويحك يا ابن سالم ، هل كنت هيأت شيئا مما قلت قبل اليوم ؟ قال : لا ، قال : ويحك قد أمكنك القول فلا تكثر ، وقليل كاف خير من كثير غير شاف ، ثم أمر له بخلعة وأربعة آلاف ، وحمله ، وقال : الزم بابي ، وإياك وأعراض الناس ، فإني أرى لك لسانا لا يدعك حتى يوقعك في ورطة يوما ، فاحذر أن يوردك شعرك مورد سوء يصيرك تحت كلكل هزبر أَبِي أشبل يضغمك ضغما لا بقية بعد ضغمه فيك ، فلم يلبث الأحمر بْن سالم أن قدم العراق ، فهجا الحجاج بْن يوسف ، وقال في هجائه : ثقيف بقايا من ثمود وما لهم أب ماجد من قيس عيلان ينسب إذ انتسبوا في قيس عيلان كذبوا وقالوا : ثمود جدكم والمغيب هم ولدوكم غير شك فيمموا بلاد ثمود حيث كانوا وعذبوا وأنت دعي يا ابن يوسف فيهم زنيم إذا ما حصلوا تتذبذب فطلبه الحجاج وأجعل فيه ، وتقدم إلى سائر عماله أن لا يفلتهم ، فأخذه صاحب هيت ، ووجه به مقيدا ، فلما أدخل على الحجاج بْن يوسف قال : ما جزاؤك عندي إلا أن أعذبك بما اختاره اللَّه لأعدائه من أليم عقابه ، فأحرق بالنار .
الأسم | الشهرة | الرتبة |