قرأت في كتاب أَبِي الفرج علي بْن الحسين الكاتب ، قال : ونسخت من كتاب أَحْمَد بْن يحيى ثعلب ، عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن الأعرابي ، قال : كان عَبْد اللَّه بْن الحجاج قد خرج من نجدة بْن عامر الحنفي الشاري ، فلما انقضى أمره هرب ، وضاقت عليه الأرض من شدة الطلب ، فقال في ذلك : رأيت بلاد اللَّه وهي عريضة على الخائف المطرود كفه حابل تؤدي إليه أن كل ثنية تيممها ترمي إليه بقاتل قال : ثم لجأ إلى أحيح بْن خالد بْن عقبة بْن أَبِي معيط ، فسعى به إلى الوليد بْن عَبْد الملك ، فأخذ من دار أحيح ، فأتي به الوليد ، فحبسه ، فقال وهو في الحبس : أقول وذاك فرط الشوق مني لعيني - إذ نأت ظمياء - فيضي فما للقلب صبر يوم بانت وما للدمع يسفح من مغيضي كأن معتقا من أذرعات بماء سحابة خصر بضيض بفيها إذ تخافتني حياء بسر لا تبوح به خفيض يقول فيها : فإن يعرض أَبُو العباس عني ويركب بي عروضا عن عروض ويجعل عرفه يوما لغيري ويبغضني فإني من بغيض فإني ذو غنى وكريم قوم وفي الأكفاء ذو وجه عريض غلبت بني أَبِي العاص سماحا وفي الحرب المذكرة العضوض خرجت عليهم في كل يوم خروج القدح من كف المفيض فدى لك من إذا ما جئت يوما تلقاني بجامعة ربوض على جنب الخوان وذاك لؤم ويئست تحفة الشيخ المريض كأني إذ فزعت إلى أحيح فزعت إلى مقرقبة بيوض إوزة غيضة لقحت كشافًا لقحقحها إذا درجت نقيض قال : فدخل أحيح على الوليد بْن عَبْد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين إن عَبْد اللَّه بْن الحجاج قد هجاك ، قال : بماذا فأنشده قوله : فإن يعرض أَبُو العباس عني ويركب بي عروضا عن عروض ويجعل عرفه يوما لغيري ويبغضني فإني من بغيض فقال الوليد : فأي هجاء في هذا ؟ هو من بغيض إن أعرضت عنه أو أقبلت عليه أو أحببته أو أبغضته ، ثم ماذا ؟ فأنشده : كأني إذ فزعت إلى أحيح فزعت إلى مقرقبة بيوض فضحك الوليد وقال : ما أراه هجا غيرك ، فلما خرج من عنده أحيح ، أمر بتخلية سبيل عَبْد اللَّه بْن الحجاج ، فأطلق .
الأسم | الشهرة | الرتبة |