أَخْبَرَنَا أَبُو العز بْن كادش ، إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده ، أنا أَبُو علي الجازري ، أنا المعافى بْن زكريا ، نا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي ، نا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطالقاني ، حَدَّثَنِي فضل اليزيدي ، عن مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن صبيح ، قَالَ : قَالَ الرشيد للفضل بْن يحيى ، وهو بالرقة : قد قدم إسماعيل بْن صالح بْن علي ، وهو صديقك ، وأريد أن أراه ، فقَالَ له : ويحك إن أخاه عَبْد الملك في حبسك ، وقد نهاه أن يجيئك ، قَالَ الرشيد : فإني أتعلل حتى يجيئني عائدا ، فتعلل . فقَالَ الفضل لإسماعيل : ألا تعود أمير المؤمنين ؟ قَالَ : بلى ، فجاءه عائدا فأجلسه ، ثُمَّ دعا بالغداء فأكل ، وأكل إسماعيل بين يديه ، فقَالَ له الرشيد : كَأنَي قد نشطت برؤيتك لشرب قدح ، فشرب وسقاه ، ثُمَّ أمر فأخرج جوار يغنين ، وضربت ستارة وأمر بسقيه ، فلما شرب أخذ الرشيد العود من يد جارية ووضعه في حجر إسماعيل ، وجعل في عنق العود سبحة فِيهَا عشر درات اشتراها بثلاثين ألف دينار ، وقَالَ : غن يا إسماعيل ، وكفر عن يمينك بثمن هذه السبحة ، فاندفع يغني بشعر الوليد بْن يزيد في عالية أخت عمر بْن عَبْد العزيز ، وكَانَت تحته وهو الذي ينسب إليها سوق عالية بدمشق : فأقسم ما أدنيت كفي لريبة ولا حملتني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها ولا ذلني رأي عليها ولا عقلي واعلم أني لم تصبني مصيبة من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي فسمع الرشيد أحسن غناء من أحسن صوت ، وقَالَ : الرمح يا غلام ، فجيء بالرمح ، فعقد له لواء على إمارة مصر . قَالَ إسماعيل : فوليتها ست سنين أوسعتهم عدلا ، وانصرفت بخمسمائة ألف دينار . قَالَ : وبلغت عَبْد الملك أخاه ولايته ، فقَالَ : غنى والله الخبيث لهم ، ليس هو لصالح بابن . وقد وقفت هذه الحكاية إلي عن الصولي من وجه آخر فِيهَا زيادة ألفاظ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |