أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفُرَاتِ ، أنا رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرٍ ، أنا أَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ ، أنا أَبِي ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ، عَنِ الأَعْرَجِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ : أَلا رَسُولَ لَنَا مِنَّا يُخَبِّرُنَا مَا بُعْدُ غَايَتِنَا مِنْ رَأْسِ مُجْرَانَا ؟ قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ أُمَيَّةُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ ، وَنُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقَامَ أُمَيَّةُ بِالْبَحْرَيْنِ ثَمَانِي سِنِينَ ، ثُمَّ قَدِمَ الطَّائِفَ ، فَقَالَ لَهُمْ : مَا يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالُوا : يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، فَهُوَ الَّذِي كُنْتَ تَتَمَنَّى ، قَالَ : فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ ، قَالَ : فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، مَا هَذَا الَّذِي تَقُولُ ؟ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقُولُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّ اللَّهَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ " ، قَالَ : فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ ، تَعِدُنِي غَدًا ؟ قَالَ : فَمَوْعِدُكَ غَدًا ، قَالَ : فَتُحِبُّ أَنْ آتِيكَ وَحْدِي أَوْ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي ، وَتَأْتِي وَحْدَكَ أَوْ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّ ذَلِكَ شِئْتَ " ، قَالَ : فَإِنِّي آتِيكَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَأْتِ فِي جَمَاعَةٍ . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، غَدَا أُمَيَّةُ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : وَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى جَلَسُوا فِي ظِلِّ الْبَيْتِ ، قَالَ : فَبَدَأَ أُمَيَّةُ فَخَطَبَ ، ثُمَّ سَجَعَ ، ثُمَّ أَنْشَدَ الشِّعْرَ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ ، قَالَ : أَجِبْنِي يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يس { 1 } وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ سورة يس آية 1-2 ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا ، وَثَبَ أُمَيَّةُ يُجَرِّرُ رِجْلَيْهِ ، قَالَ : فَتَبِعَتْهُ قُرَيْشٌ ، تَقُولُ : مَا يَقُولُ يَا أُمَيَّةُ ؟ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّهُ عَلَى الحَقٍّ ، قَالُوا : فَهَلْ تَتْبَعُهُ ؟ قَالَ : حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِهِ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ أُمَيَّةُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى نَزَلَ بَدْرًا ، قَالَ : ثُمَّ تَرَحَّلَ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَقَالَ قَائِلٌ : يَا أَبَا الصَّلْتِ ، مَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ مُحَمَّدًا ، قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : أُؤْمِنُ بِهِ وَأُلْقِي إِلَيْهِ مَقَالِيدَ هَذَا الأَمْرِ ، وَقَالَ : تَدْرِي مَنْ فِي الْقَلِيبِ ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَهُمَا ابْنَا خَالِكَ ، وَأُمُّهُ رُقَيْقَةُ بِنْتُ عَبْدِ شَمْسٍ ، قَالَ : فَجَدَعَ أَنْفَ نَاقَتِهِ ، وَقَطَعَ ذَنَبَهَا ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى الْقَلِيبِ ، يَقُولُ : مَاذَا بِبَدْرٍ فَالْعَقَنْقَلُ مِنْ مَرَازِبَةٍ جَحَاجِحْ قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ ، وَتَرَكَ الإِسْلامَ ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ الطَّائِفَ ، فَقَدِمَ عَلَى أُخْتِهِ فَوَجَدَهَا تُجَلِّي أَدَمًا لَهَا ، قَالَ : فَقَالَ : دَعِينِي حَتَّى أَنَامَ ، قَالَ : فَوَضَعَ رَأْسَهُ ، قَالَتْ أُخْتُهُ : إِلَى أَنْ شَقَّتْ نَاحِيَةً مِنْ سَقْفِ الْبَيْتِ ، فَإِذَا طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ ، فَوَقَعَ أَحَدُهُمَا عَلَى الشِّقِّ ، وَوَقَعَ أَحَدُهُمَا عَلَى بَطْنِ أُمَيَّةَ ، فَنَقَرَ صَدْرَهُ نَقْرَةً شَقَّهُ فَأَخْرَجَ قَلْبَهُ ، ثُمَّ شَقَّ قَلْبَهُ ، فَقَالَ لَهُ الطَّائِرُ الأَعْلَى : أَوَعَى ؟ قَالَ : وَعَى ، قَالَ : قَبِلَ ؟ قَالَ : أَبَى ، قَالَ : ثُمَّ رَدَّ قَلْبَهُ وَطَارَ ، قَالَ : فَأَتْبَعَهُمَا بَصَرُهُ ، فَقَالَ : لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا ، لا مَالَ يُغْنِينِي ، وَلا عَشِيرَةَ تَحْمِينِي ، قَالَ : فَأَقْبَلَ الطَّيْرُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى بَطْنِهِ فَنَقَرَ صَدْرَهُ ، فَأَخْرَجَ قَلْبَهُ ، ثُمَّ شَقَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الطَّائِرُ الأَعْلَى أَوَعَى ؟ قَالَ : وَعَى ، قَالَ : قَبِلَ ؟ قَالَ : أَبَى ، قال : فَرَدَّهُ ، ثُمَّ طَارَ ، فَأَتْبَعَهُمَا أُمَيَّةُ بَصَرُهُ ، فَقَالَ : لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا ، لا بَرِئٌ فَأَعْتَذِرَ ، وَلا ذُو عَشِيرَةٍ فَأَنْتَصِرَ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ الطَّائِرُ ، فَوَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ ، فَنَقَرَ صَدْرَهُ نَقْرَةً شَقَّهُ ، فَأَخْرَجَ قَلْبَهُ فَشَقَّهُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الطَّائِرُ الأَعْلَى : أَوَعَى ؟ قَالَ : وَعَى ، قَالَ : قَبِلَ ؟ قَالَ : أَبَى ، قَالَ : فَرَدَّهُ ثُمَّ طَارَ فَأَتْبَعَهُمَا أُمَيَّةُ طَرْفُهُ ، فَقَالَ : لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا هَأَنَذَا لَدَيْكُمَا ، مَحْفُودٌ بِالنِّعَمِ ، مَخْضُودٌ بِالدَّمِ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ الطَّيْرُ فَوَقَعَ عَلَى بَطْنِهِ ، قَالَ : فَنَقَرَ صَدْرَهُ نَقْرَةً شَقَّهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ قَلْبَهُ فَشَقَّهُ ، قَالَ : فَقَالَ الطَّائِرُ الأَعْلَى : أَوَعَى ؟ قَالَ : وَعَى ، قَالَ : أَفَقَبِلَ ؟ قَالَ : فَأَبَى ، قَالَ : فَرَدَّهُ ثُمَّ طَارَ فَأَتْبَعَهُمَا أُمَيَّةُ بَصَرُهُ ، فَقَالَ : لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا هَا أَنَا ذَا لَدَيْكُمَا : إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمًّا وَأَيُّ عَبْدٌ لَكَ إِلا أَلَمَّا فَاسْتَوَى السَّقْفُ ، وَاسْتَوَى أُمَيَّةُ جَالِسًا ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ : يَا أَخِي ، هَلْ تَجِدُ شَيْئًا ؟ قَالَ : لا ، إِلا حَرًّا فِي صَدْرِي ، قَالَ : وَجَعَلَ يَمْسَحُ بِيَدِهِ صَدْرَهُ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ : لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي فِي قِنَانِ الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولا فَاجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ وَاحْذَرْ غَوْلَةَ الدَّهْرِ ، إِنَّ لِلدَّهْرِ غَوْلا نَائِلا طَرْفُهَا الْقَسَاوِرَ وَالصُّدْعَانَ وَالطِّفْلَ فِي الْمَنَارِ الشَّكِيلا وَبُغَاثَ النَّيَافِ الْيَعْفُرَ النَّافِرَ وَالْعَوْهَجَ التَّوْأَمَ الضَّئِيلا قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ بَيْتِهَا وَبَيْنَ بَيْتِهِ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ ، قَالَ : فَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا سورة الأعراف آية 175 . الْقَسَاوِرُ الأَسَدُ ، الْوَاحِدُ قَسْوَرَةٌ ، وَالصُّدْعَانُ : ثِيرَانُ الْوَحْشِ الْوَاحِدُ صَدَعٌ ، وَالطِّفْلُ الشَّكِيلُ مِنَ الشُّكْلَةِ ، وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي الْعَيْنِ ، وَالْبُغَاثُ : الْرَخَمُ وَاحِدُهَا بُغَاثَةٌ ، وَالنِّيَافُ : الْجِبَالُ ، وَالْيَعْفُرُ : الظَّبْيُ ، وَالْعَوْهَجُ : وَلَدُ النَّعَامَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ | عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي | مقبول |
الأَعْرَجِ الزُّهْرِيِّ | عبد العزيز بن عمران الزهري / توفي في :197 | متروك الحديث |
يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ | يحيى بن خالد بن يحيى | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ | محمد بن أحمد الترمذي / ولد في :200 / توفي في :295 | ثقة متقن فقيه ورع |
أَبِي | عبد الله بن أحمد الدمشقي / ولد في :255 / توفي في :329 | ضعيف الحديث |
أَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ | محمد بن عبد الله الربعي / توفي في :379 | ثقة مأمون |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرٍ | عبد الوهاب بن جعفر الميداني / ولد في :338 / توفي في :418 | صدوق حسن الحديث |
رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ | رشاء بن نظيف الدمشقي | ثقة |
أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفُرَاتِ | أحمد بن علي الدمشقي | مقبول |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ | عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني / توفي في :558 | ضعيف الحديث |