قرأت على أَبِي الوفاء حفاظ بْن الْحَسَن الْغَسَّانِيّ ، أنا عبد الْوَهَّاب الميداني ، أنا أَبُو سُلَيْمَان بْن زبر ، أنا عبد اللَّه بْن أَحْمَد الفرغاني ، أنا مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي ، قَالَ : حدثت عَنْ أَبِي عبيدة معمر بْن المثنى ، أن يونس بْن حبيب الْجَرْمِيّ حدثه ، قَالَ : لما قتل عبيد اللَّه بْن زياد الْحُسَيْن بْن علي ، وبني أَبِيهِ بعث برءوسهم إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة ، فسر بقتلهم أولا ، وحسنت بذلك منزلة عبيد اللَّه عنده ، ثُمَّ لم يلبث إلا قليلا حَتَّى ندم على قتل الْحُسَيْن ، فكان يَقُول : وما كَانَ علي لو احتملت الأذى ، وأنزلته معي فِي داري ، وحكمته فيما يريد ، وإن كَانَ فِي ذَلِكَ وكف ووهن فِي سلطاني ، حفظا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ورعاية لحقه وقرابته ، لعن اللَّه بْن مرجانة ، فإنه أخرجه وأضطره ، وقد كَانَ سأل أن يخلى سبيله ، ويرجع من حيث أقبل ، أو يأتيني فيضع يده فِي يدي ، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين ، حَتَّى يتوفاه اللَّه ، فأبى ذَلِكَ ، ورده عليه وقتله ، فبغضني بقتله إِلَى المسلمين ، وزرع لِي فِي قلوبهم العداوة ، وأبغضني البر والفاجر بما استعظم الناس من قتلي حسينا ، ما لِي ولابن مرجانة لعنه اللَّه وغضب عليه . ثُمَّ إن عبيد اللَّه بْن زياد ، بعث مولى لَهُ ، يقال لَهُ : أَيُّوب بْن حمران إِلَى الشام ليأتيه بخبر يَزِيد ، فركب عبيد اللَّه ذات يَوْم ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي رحبة القصابين ، إِذَا هم بأيوب بْن حمران ، قد قدم فلحقه ، فأسر إليه بموت يَزِيد بْن مُعَاوِيَة ، فرجع عبيد اللَّه من مسيره ذَلِكَ وأتى منزله ، وأمر عبد اللَّه بْن حصن أحد بني ثعلبة بْن يربوع ، فنادى : أن الصلاة جامعة ..
الأسم | الشهرة | الرتبة |