بشر بن ابراهيم ابو سعيد القرشي ويقال ابو عمرو الانصاري المفلوج


تفسير

رقم الحديث : 8077

كَتَبَ إِلَيَّ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِيُّ ، وَأَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ عَنْهُمَا ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاطِرْقَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُسَامَةَ التُّجِيبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَزِيرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، أَرْسَلَ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ الْقُرَشِيَّ الْعَامِرِيَّ فِي جَيْشٍ مِنَ الشَّامِ ، فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَعَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَهَرَبَ مِنْهُ أَبُو أَيُّوب إِلَى عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ ، فَصَعِدَ بُسْرٌ مِنْبَرَ الْمَدِينَةِ ، وَلَمْ يُقَاتِلْهُ بِهَا أَحَدٌ ، فَجَعَلَ يُنَادِي : يَا دِينَارُ ، يَا زُرَيْقُ ، يَا نَجَّارُ ، شَيْخٌ سَمْحٌ عَهِدْتُهُ هَهُنَا بِالأَمْسِ - يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، وَاللَّهِ لَوْلا مَا عَهِدَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَرَكْتُ بِهَا مُحْتَلِمًا إِلا قَتَلْتُهُ ، وَبَايَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِمُعَاوِيَةَ ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي سَلَمَةَ ، فَقَالَ : لا وَاللَّهِ مَا لَكُمْ عِنْدِي مِنْ أَمَانٍ وَلا مُبَايَعَةٍ حَتَّى تَأْتُونِي بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ خَفِيًّا ، فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّهْ ، إِنِّي خَشِيتُ عَلَى دِينِي ، وَهَذِهِ بَيْعَةُ ضَلالَةٍ ، فَقَالَتْ لَهُ : أَرَى أَنْ تُبَايِعَ ، فَقَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أَنْ يُبَايِعَ ، فَخَرَجَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَبَايَعَ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ لِمُعَاوِيَةَ ، وَهَدَمَ بُسْرُ دُورًا كَثِيرًا بِالْمَدِينَةِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، فَخَافَهُ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ ، فَتَنَحَّى عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ بُسْرًا ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأُوذِي أَبَا مُوسَى ، مَا أَعْرَفَنِي بِحَقِّهِ وَفَضْلِهِ ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الْيَمَنِ ، وَعَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَامِلا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَمَّا بَلَغَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَنَّ بُسْرًا قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ ، هَرَبَ إِلَى عَلِيٍّ ، وَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَدانِ الْمُرَادِيَّ ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمدَانِ ، قَدْ وَلَدَتْ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ غُلامَيْنِ مِنْ أَحْسَنِ صِبْيَانِ النَّاسِ ، وَأَرْضَاهُ ، وَأَنْظَفِهِ فَذَبَحَهُمَا ذَبْحًا ، وَكَانَتْ أُمُّهُمَا قَدْ هَامَتْ بِهِمَا ، وَكَادَتْ تُخَالَطُ فِي عَقْلِهَا ، وَكَانَتْ تُنْشِدُهُمَا فِي الْمَوْسِمِ فِي كُلِّ عَامٍ تَقُولُ : هَا مِنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا كَالدُّرَّتَيْنِ تَجَلا عَنْهُمَا الصَّدَفُ هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا سَمْعِي وَقَلْبِي فَقَلْبِي الْيَوْمَ مُخْتَطَفُ هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا مُخُّ الْعِظَامِ فَمُخِّي الْيَوْمَ مُزْدَهِفُ حدّثْتُ بُسْرًا وَمَا صَدَّقْتُ مَا زَعَمُوا مِنْ قَوْلِهِمْ وَمِنَ الإِفْكِ الَّذِي وَصَفُوا أُنْحَى عَلَى رُوحَيِ ابْنَيَّ مُرْهَفَةً مُشَحْوَذَةً وَكَذَاكَ الإِثْمُ يُعْتَرَفُ مَنْ ذَا لِوَالِهَةٍ حَرَّى مُفَجَّعَةٍ عَلَى صَبِيَّيْنِ ضَلا إِذْ غَدَا السَّلَفُ قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَسِيرُ بُسْرٍ ، وَمَا صَنَعَ بَعَثَ فِي عَقِبِ بُسْرٍ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ الشَّامِ جَارِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ السَّعْدِيَّ ، فَجَعَلَ لا يَلْقَى أَحَدًا خَلَعَ عَلِيًّا إِلا قَتَلَهُ ، وَأَحْرَقَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْيَمَنِ ، فَلِذَلِكَ سَمَّتِ الْعَرَبُ جَارِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ مُحَرِّقًا . قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : وَيُقَالُ : إِنَّ أُمَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَقُثَمَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ قَارِظٍ الْكِنَانِيَّةُ ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ ، قَدْ جَعَلَ ابْنَيْهِ هَذَيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَقُثَمَ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ ، وَكَانَا صَغِيرَيْنِ ، فَلَمَّا انْتَهَى بُسْرٌ إِلَى بَنِي كِنَانَةَ بَعَثَ إِلَيْهِمَا لِيَقْتُلَهُمَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْكِنَانِيُّ دَخَلَ بَيْتَهُ ، أَخَذَ السَّيْفَ ثُمَّ خَرَجَ يَشُتدُ عَلَيْهِمْ بِسَيْفِهِ حَاسِرًا وَهُوَ يَقُولُ : اللَّيْثُ مَنْ يَمْنَعُ حَافاتِ الدَّارِ وَلا يَزَالُ مُصَانًا دُونَ الدَّارِ أَلا فَتًى أَزوع غَيْرُ غَدَّارِ فَقَالَ لَهُ بُسْرٌ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَا قَتْلَكَ ، فَلِمَ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ لِلْقَتْلِ ؟ فَقَالَ : أُقْتَلُ دُونَ جَارِي فَعَسَى أُعْذَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ النَّاسِ ، فَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ ، وَقَدِمَ بُسْرٌ الْغُلامَيْنِ ، فَذَبَحَهُمَا ذَبْحًا ، فَخَرَجَتْ نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ ، فَقَالَتْ مِنْهُنَّ قَائِلَةٌ : مُهِيمٌ يَا هَذَا ، هَذا الرِّجَالُ قَتَلْتَ ، فَعَلامَ تَقْتُلُ الْوِلْدَانَ ؟ وَاللَّهِ مَا كَانُوا يُقْتَلُونَ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ ، وَاللَّهِ إِنَّ سُلْطَانًا لا يَقُومُ إِلا بِقَتْلِ الضَّرْعِ الصَّغِيرِ ، وَالْمِدْرَهِ الْكَبِيرِ ، وَبِرَفْعِ الرَّحْمَةِ ، وَعُقُوقِ الأَرْحَامِ لِسُلْطَانُ سُوءٍ ، فَقَالَ لَهَا بُسْرٌ : وَاللَّهِ لَهَمَمْتُ أَنْ أَضَعَ فِيكُنَّ السَّيْفَ ، فَقَالَتْ لَهُ : تَاللَّهِ ، إِنَّهَا لأُخْتُ الَّتِي صَنَعْتَ ، وَمَا أَنَا لَهَا مِنْكَ بِآمِنَةٍ ، ثُمَّ قَالَتْ لِلنِّسَاءِ : وَاللاتِي حَوْلَهَا ، وَيْحَكُنَّ تَفَرَّقْنَ ، فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ أُمُّ الْغُلامَيْنِ : امْرَأَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ تَبْكِيهِمَا ، وَذَكَرَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ بِعَيْنِهَا أَوْ نَحْوِهَا . وَقَالَ هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ : مَنْ قَالَ إِنَّ أُمَّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُدَانِ بْنِ الدَّيَّانِ ، فَقَدْ أَخْطَأَ ، لَمْ تَلِدْ لَهُ عَائِشَةُ الْحَارِثِيَّةُ إِلا ابْنَهُ الْعَبَّاسَ وَابْنَتَهُ الْعَالِيَةَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الشَّعْبِيِّ

ثقة

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ

صدوق حسن الحديث

الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ

متروك الحديث

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَزِيرِ

ثقة

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ

ثقة

أَبُو بَكْرٍ الْبَاطِرْقَانِيُّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

أَبُو بَكْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.