أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم العلوي ، حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز الْكَتَّانِيّ ، حَدَّثَنَا تَمَّام الرَّازِيّ ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو الْحُسَيْن ، حَدَّثَنِي أَبُو الطيب مُحَمَّد بْن حميد بْن سُلَيْمَان ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد المنقري ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الأسود ، قَالَ : كَانَ فتى من أهل البصرة محبا لابنة عم لَهُ ، وكانت له كذلك ، وأنه خرج فِي جند المهلب إِلَى قتال الأزارقة ، فكان لا يزال ينصرف إِلَى البصرة ويترك العسكر شوقا إِلَى ابنة عم لَهُ ، فأخذه مصعب فِي ناس من العصاة ، فبعث بهم إِلَى المهلب فضربهم وأغرمهم ، فكان ذَلِكَ لا يمنع الفتى من المجيء إِلَى ابنة عمه لما لها فِي قلبه من المودة حَتَّى قتل مصعب ، وولي بِشْر بْن مَرْوَان ، فأخذ ناسا من العصاة ، وتخلفوا عَنِ العسكر ، فأقامهم على الكراسي ، ثُمَّ سمر أكفهم إِلَى الحيطان ، ثُمَّ نزع الكراسي من تحتهم ، فبلغ ذَلِكَ الفتى وَهُوَ فِي عسكر المهلب ، فغمه ذَلِكَ وبلغ منه إبطاؤه ، عَنْ بنت عمه ، فكتب إليها : لولا مخافة بِشْر أو عقوبته وأن ينوطني بالكف مسمار إذا تعطلت ثغري ثُمَّ زرتكم إن المحب إِذَا ما اشتاق زوار فلما انتهى إليها كتابه وقرأته ، كتبت إليه : إن المحب الَّذِي لا عيش ينفعه أو يستقر ومن يهواه فِي دار ليس المحب الَّذِي يخشى العقاب ولو كانت عقوبته فِي كبة النار فلما أتاه كتابها استحيا حياء شديدا ، ولم يأخذه القرار حَتَّى أقبل إِلَى البصرة ، وَهُوَ يَقُول : أستغفر اللَّه إذ خفت الأمير ولم أخش العقوبة منها غير منتصر فسار بِشْر بكفي فيعلقها أو يقف عفو أمير خير مقتدر فما أبالي إِذَا أمسيت راضية ما نيل يا هند من شعري ومن بشري إن السخي نفسي إذ غضب ولو ألقيت للسبع أو ألقيت فِي سقر ثم دخل البصرة ، فلما وصل إِلَى أهله حَتَّى غمز به ، فأتى بشرا ، فَقَالَ لَهُ : يا فاسق ، تدخل البصرة وأنت عاص لله ولولاة الأمر ، ثُمَّ أمر به أَن يسمر كفاه ، فَقَالَ : أيها الأمير ، اسمع عذري ، فَقَالَ : وما عذرك فيما أتيت ؟ فقص عليه قصته وقصة ابنة عمه وشدة وجده بها ، وأنشده الشعر ، فرق لَهُ بِشْر ، وأحسن جائزته وخلى سبيله .
الأسم | الشهرة | الرتبة |