نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ لَفْظًا ، وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدَانَ قِرَاءَةً ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَقَبِ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : قَالَ الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ : إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبَا بَكْرٍ اعْتَزَلا فِي غَارٍ ، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ أَنْ مَرَّ بِهِمَا بِلالا وَهُوَ فِي غَنَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَبِلالُ مَوْلِدُ مِنْ مَوْلِدِي مَكَّةَ ، قَالَ : وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ بِمَكَّةَ مِائَةُ مَمْلُوكٍ مُوَلَّدُ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِمْ ، فَأُخْرِجُوا مِنْ مَكَّةَ إِلا بِلالا ، يَرْعَى عَلَيْهِ غَنَمَهُ تِلْكَ ، فَأَطْلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْغَارِ ، فَقَالَ : " يَا رَاعِي ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ " ، فَقَالَ بِلالٌ : مَا لِي إِلا شَاةٌ مِنْهَا قُوتِي ، فَإِنْ شِئْتُمَا آثَرْتُكُمَا بِلَبَنِهَا الْيَوْمَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْتِ بِهَا " ، فَجَاءَ بِهَا ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَعْبِهِ ، فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَلَبَ فِي الْقَعْبِ حَتَّى مَلأَهُ ، فَشَرِبَ حَتَّى رُوِيَ ، ثُمَّ حَلَبَ ، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ احْتَلَبَ حَتَّى مَلأَهُ ، فَسَقَى بِلالا حَتَّى رُوِيَ ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا ، وَهِيَ أَحْفَلُ مَا كَانَتْ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا غُلامُ ، هَلْ لَكَ فِي الإِسْلامِ ؟ " فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ ، وَقَالَ : " أكْتُمْ إِسْلامَكَ " ، فَفَعَلَ ، وَانْصَرَفَ بِغَنَمِهِ ، وَبَاتَ بِهَا ، وَقَدْ أُضْعِفَ لَبَنُهَا ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ : لَقَدْ رَعَيْتَ مَرْعًى طَيِّبًا ، فَعَلَيْكَ بِهِ ، فَعَادَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ يَسْقِيهِمَا وَيَتَعَلَّمُ الإِسْلامَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ ، فَمَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِأَهْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدعَانَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَرَى غَنَمَكُمْ قَدْ نَمَتْ وَكَثُرَ لَبَنُهَا ، فَقَالُوا : قَدْ كَثُرَ لَبَنُهَا مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَمَا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهَا ، فَقَالَ : عَبْدُكُمْ وَرَبُّ الْكَعْبَةِ يَعْرِفُ مَكَانَ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ ، فَامْنَعُوهُ أَنْ يَرْعَى ذَلِكَ الْمَرْعَى ، فَمَنَعُوهُ مِنْ ذَلِكَ المرعى ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ ، فَاخْتَفَى فِي دَارٍ عِنْدَ الْمَرْوَةِ ، وَأَقَامَ بِلالٌ عَلَى إِسْلامِهِ ، فَدَخَلَ يَوْمًا الْكَعْبَةَ ، وَقُرَيْشٌ فِي ظَهْرِهَا لا تَعْلَمُ ، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ أَحَدًا أَتَى الأَصْنَامَ ، فَجَعَلَ يَبْصُقُ عَلَيْهَا ، وَيَقُولُ : خَابَ وَخَسِرَ مَنْ عَبَدَكُنَّ ، فَطَلَبَتْهُ قُرَيْشٌ ، وَهَرَبَ حَتَّى دَخَلَ دَارَ سَيِّدِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ ، فَاخْتَفَى فِيهَا ، وَنَادَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ ، فَخَرَجَ ، فَقَالُوا : أَصَبَوْتَ ؟ قَالَ : وَمِثْلِي يُقَالُ لَهُ هَذَا ؟ فَعَلَيَّ نَحْرُ مِائَةِ نَاقَةٍ لِلاتِ وَالْعُزَّى ، فَقَالُوا : إِنَّ أَسْوَدَكَ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا ، فَدَعَا بِهِ ، فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ ، فَأَتَوْهُ بِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، فَدَعَا خَوَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ أَلَمْ آمُرُكَ أَنْ لا يَبْقَى بِهَا أَحَدٌ مِنْ مُوَلِّدِيهَا إِلا أَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : كَانَ يَرعَى غَنَمَكَ ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهَا غَيْرُهُ ، فَقَالَ لأَبِي جَهْلٍ ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ : شَأْنَكُمَا فَهُوَ لَكُمَا ، اصْنَعَا بِهِ مَا أَحْبَبْتُمَا ، فَخَرَجَا بِهِ إِلَى الْبَطْحَاءِ يَبْسُطَانِهِ عَلَى رَمْضَائِهَا ، فَيَجْعَلانِ رَحًى عَلَى كَتِفَيْهِ ، وَيَقُولانِ : اكْفُرْ بِمُحَمَّدٍ ، فَيَقُولُ : لا ، وَيُوَحِّدُ اللَّهَ ، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِهِمَا أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : مَا تُرِيدَانِ بِهَذَا الأَسْوَدِ ، وَاللَّهِ مَا تَبْلُغَانِ بِهِ ثَأْرًا ، فَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ لأَصْحَابِهِ : أَلا أَلْعَبَنِيكُمْ بِأَبِي بَكْرٍ لُعْبَةٌ مَا لَعِبَهَا أَحَدٌ ، ثُمَّ تَضَاحَكَ ، وَقَالَ : هُوَ عَلَى دِينِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَاشْتَرِهْ مِنَّا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَعْطِنِي عَبْدَكَ فُسْطَاسًا - وَفُسْطَاسُ عَبْدٌ لأَبِي بَكْرٍ - حَدَّادٌ يُؤَدِّي خَرَاجَهُ نِصْفَ دِينَارٍ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنْ فَعَلْتَ تَفْعَلْ ؟ فَقَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، فَتَضَاحَكَ ، وَقَالَ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَعَهُ امْرَأَتَهُ ، قَالَ : إِنْ فَعَلْتَ تَفْعَلْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَذَلِكَ لَكَ ، قَالَ : فَتَضَاحَكَ ، وَقَالَ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي ابْنَتَهُ مَعَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ : إِنْ فَعَلْتَ تَفْعَلْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَدْ فَعَلْتُ ، فَتَضَاحَكَ ، وَقَالَ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تُزِيدُنِي مَعَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنْتَ رَجُلٌ لا تَسْتَحِي مِنَ الْكَذِبِ ، قَالَ : لا وَاللاتِ وَالْعُزَّى ، لَئِنْ أَعْطَيْتَنِي لأَفْعَلَنَّ ، فَقَالَ : هِيَ لَكَ ، فَأَخَذَهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ | الوضين بن عطاء الخزاعي / ولد في :79 / توفي في :149 | صدوق حسن الحديث |
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ | الوليد بن مسلم القرشي / ولد في :121 / توفي في :194 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ | محمد بن عائذ بن أحمد / ولد في :150 / توفي في :233 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ | أحمد بن إبراهيم العامري | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَقَبِ | علي بن يعقوب الهمداني / ولد في :261 / توفي في :353 | ثقة مأمون حافظ مشهور |
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ | أبو محمد بن أبي نصر التميمي / ولد في :327 / توفي في :420 | ثقة مأمون |
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ | علي بن أبي العلاء السلمي / ولد في :400 / توفي في :487 | صدوق حسن الحديث |
وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدَانَ | الخضر بن أبي عبد الله الأزدي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ | علي بن المسلم الدمشقي / ولد في :451 / توفي في :533 | ثقة ثبت |