بندار بن عمر بن محمد بن احمد ابو سعيد التميمي الروياني


تفسير

رقم الحديث : 8679

أخبرنا أَبُو الوحش سبيع بْن المسلم ، وَأَبُو تراب حيدرة بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن - إذنا - قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيب ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه ، أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن سندي ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علي القطان ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو حذيفة ، عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان ، قَالَ : سمعت من حَدَّثَنِي ، عَنْ كَعْب الحبر ، وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ، ومحمد بْن إِسْحَاق ، عَنْ سَالِم أَبِي النضر ، وعن عُثْمَان بْن الساج ، عَنِ الكلبي ، عَنْ أَبِي صَالِح ، وأبي إلياس ، عَنْ وهب بْن منبه ، كل هؤلاء يحدثون ، عَنْ قصة بلعم بْن باعوراء ، فزاد بعضهم على بعض ، قَالُوا : إن بلعم بْن باعوراء كَانَ ينزل قرية من قرى البلقاء ، وَكَانَ يحسن اسم اللَّه الأعظم ، وَكَانَ متمسكا بالدين ، وإن مُوسَى لما نزل أرض كنعان من الشام بين أريحاه وبين الأردن ، وجبل البلقاء والتيه ، فيما بين هذه المواضع ، قَالَ : فأرسل إليه بالق الملك ، فَقَالَ : إنا قد رهبنا من هؤلاء القوم - يعني مُوسَى بْن عِمْرَان - وإنه قد جاز البحر ليخرجنا من بلادنا ، وينزلها بني إسرائيل ، ونحن قومك ، وليس لك بقاء بعدنا ، ولا خير لك فِي الحياة بعدنا ، وأنت رجل مجاب الدعوة ، فاخرج فادع عليهم ، فَقَالَ بلعم : ويلكم نبي اللَّه معه الملائكة والمؤمنون ، كيف أدعو اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليهم ، وأنا أعلم من اللَّه ما أعلم ، وإني لا أدخل فِي شيء من أموركم فاعذروني ، فَقَالُوا : ما لنا من منزل فِي هذه الحال ، فلم يزالوا يترفقون به ويتضرعون إليه ، قَالَ بعض هؤلاء المسلمين بإسنادهم : أَنَّهُ كانت لَهُ امرأة أنسب منها يحبها ويطيعها وينقاد لها ، فدسوا لها هدايا فقبلتها ، ثُمَّ أتوها ، فَقَالُوا لها : قد نزل بنا ما ترين ، فنحب أن تكلمي بلعام ، فإنه مجاب الدعوة ، فيدعو اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، فإنه لا خير فيه بعدنا ، فقالت لبلعم : إن لهؤلاء القوم حقا وجوارا وحرمة ، وليس مثلك أَسْلَم جيرانه عند الشدائد ، وقد كانوا مجملين فِي أمرك ، وأنت جدير أن تكافئهم وتهتم بأمرهم ، فَقَالَ لها : لولا أني أعلم أن هَذَا الأمر من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لأجبتهم إِلَى مرادهم ، فقالت : انظر فِي أمرهم ، ولينفعهم جوارك ، فلم تزل به حَتَّى ضل وغوى ، وَكَانَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عزم لَهُ فِي أول مرة على الرشد ، ففتنته فافتتن ، فركب حمارة فوجهها إِلَى الجبل الَّذِي يطلعه على عسكر بني إسرائيل ، فلما سار غير بعيد ربضت به حمارته ، فنزل عنها فضربها حَتَّى أذلقها ، فقامت فلم تسر إلا قليلا حَتَّى ربضت ، ففعل بها مثل ذَلِكَ ، فقامت ، فلم تسر إلا قليلا حَتَّى ربضت ، فضربها حَتَّى أذلقها ، فقامت فأذن لها فكلمته ، فقالت : يا بلعم ، إني مأمورة فلا تظلمني ، فَقَالَ لها : ومن أمرك ؟ قالت : اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أمرني ، انظر إِلَى ما بين يديك ، ألا ترى إِلَى الملائكة أمامي تردني عَنْ وجهي هَذَا ، يقولون : أتذهبين إِلَى نبي اللَّه والمؤمنين يدعو عليهم بلعم ؟ وَقَالَ : بعض هؤلاء المسمين : إن الحمارة ، قالت : ألا ترى الوادي أمامي قد اضطرم نارا ؟ قَالَ : فخلى سبيلها ، ثُمَّ انطلق حَتَّى أشرف على رأس جبل يطل على بني إسرائيل ، فجعل يدعو عليهم ، فلا يدعو بشيء من سوء إلا صرف اللَّه لسانه إِلَى قومه ، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لسانه إِلَى بني إسرائيل ، وجعل يترحم على بني إسرائيل ، ويصلي على مُوسَى ، فَقَالَ لَهُ قومه : يا بلعم ، أتدري ما تصنع ، إنما تدعو لهم ، فَقَالَ : هَذَا ما لا أملك ، وهذا شيء قد غلب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليه ، وأدلع لسانه ، فَقَالَ بعض هؤلاء المسلمين : جاءته لمعة ، فذهبت ببصره فعمي ، فَقَالَ لهم : قد ذهبت الدنيا والآخرة مني ، ولم يبق إلا المكر والحيلة ، وليس إليهم سبيل ، وسأمكر لكم واحتال لهم ، اعلموا أنهم قوم إِذَا أذنب مذنبهم ، ولم تغير عامتهم ، عمهم البلاء ، فَقَالُوا لَهُ : كيف لنا بشيء يدخل عليهم منه ذنب يعمهم من أجله العذاب ؟ قَالَ : تدسون فِي عسكركم النساء ، فإني لا أعلم فتنة أوشك صرعة للرجل من المرأة ، فانظروا نساء لهن جمال ، فأعطوهن السلع ، ثُمَّ أرسلوهن إِلَى العسكر تبيعها فيه ، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل إِذَا أرادها ، فإنهم إن زنى رجل منهم كفيتموهم ، ففعلوا ذَلِكَ ، فلما دخل النساء العسكر ، مرت امرأة من الكنعانيين بنت صوريا برأس سبط بْن شمعون بْن يَعْقُوب - وَهُوَ زمري شلوم - فقام إليها ، فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها ، ثُمَّ أقبل بها حَتَّى وقف بها على مُوسَى ، فَقَالَ : إني لأظنك يا مُوسَى ستقول هذه حرام عليك ! فَقَالَ مُوسَى : أجل ، إنها حرام فلا تقربها ، فَقَالَ : والله لا أطيعك فِي هَذَا ، ثُمَّ دخل بها قبته فوقع عليها ، فأرسل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الطاعون فِي بني إسرائيل ، وَكَانَ فنحاص بْن العيزار بْن هَارُون ، وَهُوَ صاحب أمر مُوسَى ، وَكَانَ رجلا قد أتي بسطة فِي الخلق ، وقوة فِي البطش ، وَكَانَ غائبا حين صنع زمري بْن شلوم ما صنع ، فجاء والطاعون قد وقع فِي بني إسرائيل ، فأخبر الخبر ، فأخذ حربته - وكانت حربته من حديد كلها - فدخل عليهما القبة ، وهما مضطجعان ، فانتظمهما بحربته ، ثُمَّ خرج بهما ، وقد رفعهما إِلَى السماء بحربته قد أخذها بذراعيه ، واعتمد بمرفقيه على خاصرته ، وأسند الحربة إِلَى لحيته ، فجعل يَقُول : اللهم هكذا نفعل بمن عصاك ، فرفع اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الطاعون عنهم ، فحسب من هلك منهم فِي الطاعون سبعون ألفا من بني إسرائيل ، فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة يذبحونها القبة والذراع واللحي لاعتماده بالحربة على خاصرته ، وأخذه إياها إِلَى لحيته ، والبكر من أموالهم ، وأنفسهم ، لأنه كَانَ البكر من ولد هَارُون . فَقَالَ بعض هؤلاء المسلمين ، عَنْ وهب بْن منبه : أن بلعم أخذ أسيرا فأتي به مُوسَى عليه السلام فقتله ، وهكذا كانت سنتهم ، وفيه نزلت : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ سورة الأعراف آية 175 ، يعني : حديث الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا سورة الأعراف آية 175 إِلَى آخر الآية ، يعني : فَانْسَلَخَ مِنْهَا سورة الأعراف آية 175 يَقُول : الاسم الَّذِي أعطاه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، وما كَانَ يجاب إِذَا دعاه .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُثْمَان بْن الساج

منكر الحديث

سَالِم أَبِي النضر

ثقة ثبت

ومحمد بْن إِسْحَاق

صدوق مدلس

وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان

متروك متهم بالكذب

من

مقاتل بْن سُلَيْمَان

متروك الحديث

أَبُو حذيفة

متهم بالكذب

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى

ثقة

الْحَسَن بْن علي القطان

ثقة

أَحْمَد بْن سندي

ثقة

أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه

ثقة متقن

أَبُو بَكْر الْخَطِيب

ثقة حجة

أَبُو الوحش سبيع بْن المسلم

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.