تميم بن محمد بن طمغاج ابو عبد الرحمن الطوسي


تفسير

رقم الحديث : 9147

أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُجْلَى ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، فِي قَوْلِهِ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ سورة المائدة آية 106 ، نَزَلَتْ فِي بُدَيْلِ بْنِ أَبِي مَارِيَةَ مَوْلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ ، كَانَ خَرَجَ مُسَافِرًا فِي الْبَحْرِ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ ، وَمَعَهُ رَجُلانِ نَصْرَانِيَّانِ ، أَحَدُهُمَا يُسَمَّى : تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ الدَّارِيُّ ، وَكَانَ مِنْ لَخْمٍ ، وَعَدِيُّ بْنُ بَندَّا . فَمَاتَ بُدَيْلُ وَهُمْ فِي السَّفِينَةِ فِي الْبَحْرِ ، قَالَ : حِينَ الْوَصِيَّةِ سورة المائدة آية 106 . وَذَلِكَ أَنَّهُ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ ، ثُمَّ جَعَلَهُ فِي مَتَاعِهِ ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى تَمِيمٍ وَصَاحِبِهِ ، وَقَالَ لَهُمَا : بَلِّغَا هَذَا الْمَتَاعَ أَهْلِي . فَجَاءَا بِبَعْضِ الْمَتَاعِ ، وَحَبَسَا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُمَوَهًا بِالذَّهَبِ ، فَنَزَلَتْ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ سورة المائدة آية 106 ، يَقُولُ : عِنْدَ الْوَصِيَّةِ يَشْهَدُ وَصِيَّتَهُ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ سورة المائدة آية 106 مِنَ الْمُسْلِمَيْنِ فِي دِينِهِمَا ، أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ سورة المائدة آية 106 يَعْنِي مِنْ غَيْرِ أَهْلِ دِينِكُمُ النَّصْرَانِيَّيْنِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَيدَّا إِنْ أَنْتُمْ سورة المائدة آية 106 يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ سورة المائدة آية 106 ، يَعْنِي بُدَيْلَ بْنَ أَبِي مَارِيَةَ حِينَ انْطَلَقَ تَاجِرًا فِي الْبَحْرِ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ تَمِيمٌ وَعَدِيٌّ صَاحِبَاهُ ، فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَكَتَبَ وَصِيَّةً ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْمَتَاعِ ، فَقَالَ : أَبْلِغَا هَذَا الْمَتَاعَ أَهْلِي ، فَلَمَّا مَاتَ بُدَيْلٌ ، قَبَضَا الْمَالَ ، فَأَخَذَا مِنْهُ مَا أَعَجَبَهُمَا ، وَكَانَ فِيمَا أَخَذَا إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ ، فِيهِمَا ثَلاثُمِائَةِ مِثْقَالٍ مَنْقُوشًا مُمَوَهًا بِالذَّهَبِ ، فَلَمَّا رَجَعَا مِنْ تِجَارَتِهِمَا دَفَعَا بَقِيَّةَ الْمَالِ إِلَى وَرَثَتِهِ ، فَفَقَدُوا بَعْضَ مَتَاعِهِ ، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَصِيَّةِ ، وَوَجَدُوا الْمَالَ فِيهِ تَامًّا لَمْ يَبِعْ مِنْهُ وَلَمْ يَهَبْ . فَكَلَّمُوا تَمِيمًا وَصَاحَبَهُ فَسَأَلُوهُمَا : هَلْ بَاعَ صَاحِبُنَا شَيْئًا أَوِ اشْتَرَى فَخَسِرَ فِيهِ ، أَوْ طَالَ مَرَضُهُ وَأَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قَالا : لا ، قَالُوا : فَإِنَّا قَدِ افْتَقَدْنَا بَعْضَ مَا أَبْدَى بِهِ صَاحِبُنَا ، قَالا : مَا لَنَا عِلْمٌ بِمَا أَبْدَى وَلا بِمَا كَانَ فِي وَصِيَّتِهِ ، وَلَكِنَّهُ دَفَعَ إِلَيْنَا هَذَا الْمَالَ فَبَلَّغْنَاكُمَا إِيَّاهُ . فَرَفَعُوا أَمْرَهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَتْ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ سورة المائدة آية 106 ، يَعْنِي بُدَيْلَ بْنَ أَبِي مَارِيَةَ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ سورة المائدة آية 106 مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيَّانِ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ سورة المائدة آية 106 غَيْرِ أَهْلِ دِينِكُمْ ، يَعْنِي النَّصْرَانِيَّيْنِ إِنْ أَنْتُمْ سورة المائدة آية 106 يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ سورة المائدة آية 106 تُجَّارًا فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ سورة المائدة آية 106 يَعْنِي بُدَيْلَ بْنَ أَبِي مَارِيَةَ مَوْلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ تَحْبِسُونَهُمَا سورة المائدة آية 106 يَعْنِي النَّصْرَانِيَّيْنِ ، تُقِيمُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ سورة المائدة آية 106 يَعْنِي صَلاةَ الْعَصْرِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ سورة المائدة آية 106 يَقُولُ : فَيَحْلِفَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ سورة المائدة آية 106 يَعْنِي : إِنْ شَكَكْتُمْ ، نَظِيرُهَا فِي النِّسَاءِ الصُّغْرَى ، إِنَّ الْمَالَ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الَّذِي آتَيْنَاكُمْ بِهِ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا سورة المائدة آية 106 ، يَقُولُ : لا نَشْتَرِي بَأَيْمَانِنِا عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى سورة المائدة آية 106 ، يَقُولُ : وَلَوْ كَانَ الْمَيِّتُ ذَا قَرَابَةٍ مِنَّا وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ سورة المائدة آية 106 إِنَّا إِذَا كَتَمْنَا شَيْئًا مِنَ الْمَالِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ سورة المائدة آية 106 بِاللَّهِ فَحَلَّفَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ ، وَحَلَفَا أَنَّهُمَا لَمْ يَخُونَا شَيْئًا مِنَ الْمَتَاعِ ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمَا ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وُجِدَ الإِنَاءُ الَّذِي فَقَدَهُ عِنْدَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالُوا : هَذَا كَانَ مِنْ آنِيَةِ صَاحِبِنَا الَّذِي كَانَ أَدَّى بِهَا ، وَقَدْ زَعَمَ تَمِيمٌ أَنَّهُ لَمْ يَبِعْ وَلَمْ يَشْتَرِ ، وَلَمْ يُنْفِقْ عَلَى نَفْسِهِ ، فَقَالا : قَدْ كُنَّا اشْتَرَيْنَاهُ مِنْهُ ، فَنَسِينَا أَنْ نُخْبَرَكُمْ بِهِ . فَرَفَعُوهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ ، فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّا وَجَدْنَا مَعَ هَذَيْنِ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ مِنْ مَتَاعِ صَاحِبِنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا سورة المائدة آية 107 ، يَقُولُ : فَإِنِ اطَّلَعَ عَلَى أَنَّهُمَا يَعْنِي النَّصْرَانِيَّيْنِ كَتَمَا شَيْئًا مِنَ الْمَالِ أَوْ خَانَا فَآخَرَانِ سورة المائدة آية 107 مِنْ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ، وَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيَّانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا سورة المائدة آية 107 يَعْنِي مَقَامَ النَّصْرَانِيَّيْنِ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ سورة المائدة آية 107 الإِثْمَ ، عَلَيْهُمُ الأوَلِينَ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ ، يَعْنِي يَحْلِفَانِ بِاللَّهِ فِي دُبُرِ صَلاةِ الْعَصْرِ ، أَنَّ الَّذِي قَالا فِي وَصِيَّةِ صَاحِبِنَا حَقٌّ ، وَأَنَّ الْمَالَ كَانَ أَكْثَرَ مِمَّا أَتَيْتُمَانَا بِهِ ، وَأَنَّ هَذَا الإِنَاءَ مِنْ مَتَاعِ صَاحِبِنَا الَّذِي خَرَجَ بِهِ مَعَهُ وَكَتَبَهُ فِي وَصِيَّتِهِ ، وَأَنَّكُمَا خُنْتُمَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : لَشَهَادَتُنَا سورة المائدة آية 107 يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا سورة المائدة آية 107 يَعْنِي النَّصْرَانِيَّيْنِ وَمَا اعْتَدَيْنَا سورة المائدة آية 107 الشَّهَادَةَ عَلَيْكُمَا ، يَعْنِي النَّصْرَانَيَّيْنِ بِشَهَادَةِ الْمُسْلِمَيْنِ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ { 107 } ذَلِكَ أَدْنَى سورة المائدة آية 107-108 يَعْنِي أَجْدَرُ ، نَظِيرُهَا فِي النِّسَاءِ أَنْ يَأْتُوا سورة المائدة آية 108 النَّصْرَانِيَّيْنِ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا سورة المائدة آية 108 كَمَا كَانَتْ وَلا يَكْتُمَا شَيْئًا ، أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ سورة المائدة آية 108 ، يَقُولُ : أَوْ يَخَافُوا أَنْ يُطَّلَعَ عَلَى خِيَانَتِهِمَا ، فَتُرَدَّ شهَادَتُهُمَا بِشَهَادَةِ الرَّجُلَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ، فَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ وَالْمُطَّلِبُ كِلاهُمَا أَنَّ الَّذِي فِي وَصِيَّةِ الْمَيِّتِ حَقٌّ ، وَأَنَّ هَذِهِ الآنِيَةُ مِنْ مَتَاعِ صَاحِبِنَا ، فَأَخَذُوا تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ ، وَعَدِيَّ بْنَ بَيدَّاءٍ النَّصْرَانِيَّيْنِ بِتَمَامِ مَا وَجَدُوا فِي وَصِيَّةِ الْمَيِّتِ حَتَّى أَطْلَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خِيَانَتِهِمَا فِي الإِنَاءِ ، ثُمَّ وَعَظَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَ هَذَا ، أَوْ يَشْهَدُوا بِمَا لَمْ يَرَوْا ، أَوْ لَمْ يُعَايِنُوا ، فَقَالَ : يُحَذِّرُهُمْ نِقْمَتَهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ سورة المائدة آية 108 وَاسْمَعُوا مَوَاعِظَهُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ سورة المائدة آية 108 ثُمَّ إِنَّ تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ اعْتَرَفَ بِالْخِيَانَةِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ يَا تَمِيمُ أَسْلِمْ يَتَجَاوَزِ اللَّهُ عَنْكَ مَا كَانَ فِي شِرْكِكِ " ، فَأَسْلَمَ تَمِيمُ الدَّارِيُّ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ ، وَمَاتَ عَدِيُّ بْنُ بَيدَّاءٍ نَصْرَانِيًّا ، كذا قَالَ ، والصواب بْن بداء كما تقدم . .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ

متروك الحديث

الْهُذَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ

مجهول الحال

أَبِي

مجهول الحال

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْمُقْرِئُ

مجهول الحال

عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ

ثقة

الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

ثقة

أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ

ثقة حجة

أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُجْلَى

ضعيف الحديث

Whoops, looks like something went wrong.