أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُبَيْسٍ ، حَدَّثَنَا وَأَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّافِقِيُّ فِي كِتَابِهِ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ شَاهِينَ ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَدَّاحِ ، قَالَ : كَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ شَدِيدَ النَّفْسِ ، وَكَانَ لَهُ بَلاءٌ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمَدَائِنِ ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الْكُوفَةَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَبْغِي مَكَانَهُ ، انْصَرَفَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَيَجِدُ الأَنْصَارَ مُجْتَمِعَةً فِي مَسْجِدِ بَنِي ظَفَرَ ، يُرِيدُونَ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي حُقُوقِهِمْ أَوَلَ مَا اسْتُخْلِفَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حَبَسَهُمْ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا لَمْ يُعْطِهِمْ شَيْئًا ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : نُرِيدُ أَنْ نَكْتُبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : مَا تَصْنَعُونَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ ، يَكْتُبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا ، فَإِنْ كَانَتْ كَائِنَةٌ بِرَجُلٍ مِنْكُمْ ، فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَقَعَ بِكَمْ جَمِيعًا ، وَتَقَعُ أَسْمَاؤُكُمْ عِنْدَهُ ، فَقَالُوا : فَمَنْ ذَلِكَ الَّذِي يَبْذُلُ نَفْسَهُ لَنَا ؟ قَالَ : أَنَا ، قَالُوا : فَشَأْنُكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ، وَبَدَأَ بِنَفْسِهِ ، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْهَا : نُصْرَةُ النَّبِيِّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ ، وَقَالَ : حَبَسْتَ حُقُوقَنَا ، وَاعْتَدَيْتَ عَلَيْنَا ، وَظَلَمْتَنَا ، وَمَا لَنَا إِلَيْكَ ذَنْبٌ إِلا نُصْرَتُنَا النَّبِيِّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قَدِمَ كِتَابُهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ دَفَعَهُ إِلَى يَزِيدَ فَقَرَأَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : مَا الرَّأْيُ ؟ فَقَالَ : تَبْعَثُ فَتَصْلِبَهُ عَلَى بَابِهِ ، فَدَعَا كُبَرَاءَ أَهْلِ الشَّامِ فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَقَالُوا : تَبْعَثُ إِلَيْهِ حَتَّى تَقْدَمَ بِهِ هَهُنَا ، وَتَقْفَهَ لِشِيعَتِكَ وَلأَشْرَافِ النَّاسِ حَتَّى يَرَوْهُ ، ثُمَّ تَصْلِبَهُ ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ غَيْرُ هَذَا ؟ قَالُوا : لا ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ ، وَمَا ذَكَرْتَ النَّبِيَّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهَا كَانَتْ ضَجْرَةً لِشَغْلِي ، وَمَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي شَهَرْتَ فِيهَا نَفْسَكَ ، فَأَنْظِرْنِي ثَلاثًا ، فَقَدِمَ كِتَابُهُ عَلَى ثَابِتٍ ، فَقَرَأَهُ عَلَى قَوْمِهِ ، وَصَبَحَهُمُ الْعَطَاءُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ . قَالَ ابن القداح : حدثني بهذا الحديث كله محمد بْن صالح بْن دينار مرسلا ، وحدثني ابنه صالح بْن مُحَمَّد ، قَالَ : سمعت يعقوب بْن عمر بْن قتادة يحدث بهذا الحديث ، ثم أتاه بعد ، فأقام عنده ، فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ، ثم استأذنه للخروج ، فبعث إليه بمائة ألف درهم ، فوضعها في منزله وتركها ، وخرج . كذا في رواية الخطيب جملة ، عن ابن القداح ، ورأيت في نسخة أخرى من كتاب ابن القداح ، كأنه زيادة من مصعب على ابن القداح ، وقال في آخره : قَالَ مصعب : حدثني بهذا الحديث كله مُحَمَّد بْن صالح بْن دينار ، مرسل ، وحدثني به ابنه صالح بْن مُحَمَّد بْن صالح ، قَالَ : سمعت يعقوب بْن عمر بْن قتادة ، يحدث بهذا الحديث ، ثم أتاه بعد ، فأقام عنده ، فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ، ثم استأذنه للخروج ، فبعث إليه بمائة ألف درهم ، فوضعها في منزله ، وتركها وخرج ، وفي هذا حديث طويل وشعر كله في حديث صالح بْن مُحَمَّد بْن صالح ، وقال : هذا أحرى بالصواب .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ | ثابت بن دينار الأنصاري | مجهول الحال |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَدَّاحِ | عبد الله بن وهب القرشي / توفي في :63 | ثقة |
مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ | مصعب بن عبد الله الزبيري / ولد في :156 / توفي في :236 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ شَاهِينَ | أحمد بن سعيد البغدادي | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي | أحمد بن كامل القاضي | ثقة |
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّافِقِيُّ | الحسين بن محمد الجريري | مقبول |