أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَبُو الْوَحْشِ سُبَيْعُ بْنُ الْمُسْلِمِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّولابِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَعْلَبَكِّيُّ ، أَنْبَأَنَا يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْشٍ ، أَنْبَأَنَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهِ الْمِصِّيصِيُّ ، نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو جَهْضَمٍ الأَزْدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الأَزْدِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ صَدِيقًا لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَكُنْتُ قَلَّ مَا أُفَارِقُهُ ، قَالَ : وَكَانَ مِمَّا يَسْتَشِيرُنِي فِي الأَمْرِ إِذَا نَزَلَ بِهِ ، فَكُنْتُ أُشِيرُ عَلَيْهِ بِمَبْلَغِ رَأْيِي ، قَالَ : فَكَانَ يَقُولُ : إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَمَيْمُونُ الرَّأْيِ ، وَأَقَلُّ مَا أَشَرْتُ عَلَيْهِ بِمَشُورَةٍ إِلا رَأَيْتُ عَاقِبَتَهَا تُؤَدِّي إِلى السَّلامَةِ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ غَدَا إِلَى عَسْكَرِ الرُّومِ يَعْنِي يَوْمَ الْيَرْمُوكِ سَأَلَنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُ ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلْنَا عَسْكَرَهُمْ ، وَضَرَبْتُ قُبَّتَهُ ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بَاهَانُ لِيَلْقَاهُ ، قَالَ لِي : قُمْ ، فَقُمْتُ مَعَهُ ، وَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا أَرَادُوكَ ، وَلا أَرَاهُمْ يُرِيدُونِي مَعَكَ ، قَالَ : امْضِهْ , فَمَضَيْتُ ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ بَاهَانَ ، وَعَلَى رَأْسِهِ أُلُوفُ رِجَالٍ مَا يُرَى مِنْهُمْ إِلا الْحِدَقُ ، وَفِي أَيْدِيهِمُ الْعُمُدُ الْحَدِيدُ ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ جَالَ التُّرْجُمَانُ ، قَالَ : أَيُّكُمَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ؟ قَالَ خَالِدٌ : أَنَا ، قَالَ : أَقْبِلْ أَنْتَ ، وَلْيَرْجِعْ هَذَا ، فَقَامَ خَالِدٌ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي ، وَلَسْتُ أَسْتَغْنِي عَنْ رَأْيِهِ ، فَرَجَعَ إِلَى بَاهَانَ ، فَقَالَ : دَعُوهُ ، فَلْيَأْتِ مَعَهُ ، فَاحْتَمَلَنَا مَعَهُ نَحْوَهُ ، وَلَمْ نَمْشِ إِلا خُطًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا حَتَّى جَاءَنَا التُّرْجُمَانُ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشْرَةٍ ، فَقَالَ لِي : ضَعْ سَيْفَكَ ، وَلَمْ يَقُولُوا لِخَالِدٍ شَيْئًا ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَالِدٍ ، فَقَالَ خَالِدٌ : مَا كَانَ لِيَضَعَ عِزَّهُ مِنْ عُنُقِهِ أَبَدًا قَدْ بَعَثْتُمْ إِلَيْنَا فَأَتَيْنَاكُمْ ، فَإِنْ تَرَكْتُمُونَا جَلَسْنَا إِلَيْكُمْ ، وَسَمِعْنَا مِنْكُمْ ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَخَلُّوا سَبِيلَنَا نَنْصَرِفْ عَنْكُمْ ، فَرَجَعَ التُّرْجُمَانُ إِلَى بَاهَانَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : دَعُوهُمَا بِأَسْيَافِهِمَا ، قَالَ : فَأَقْبَلْنَا فَرَّحَبَ بِخَالِدٍ ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ ، قَالَ : وَجِئْتُ أَنَا ، فَجَلَسْتُ عَلَى نَمَارِقَ مَطْرُوحَةٍ لِلنَّاسِ حَيْثُ أَسْمَعُ مُرَاجَعَتَهُمَا ، قَالَ : فَلَمَّا قَالَ بَاهَانُ لِخَالِدٍ : إِنَّكَ مِنْ ذَوِي أَحْسَابِ الْعَرَبِ ، قَالَ خَالِدٌ : إِنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا : " إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دِينُهُ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ دِينٌ ، فَلا حَسَبَ لَهُ " , وَقَالَ لَنَا : " إِنَّ خَيْرَ الشَّجَاعَةِ عَاقِبَةً مَا كَانَ مِنْهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، وَذَكَرْتَ أَنِّي أُوتِيتُ عَقْلا وَوَفَاءً ، فَإِنْ أَكُنْ أُوتِيتُهُ ، فَاللَّهُ الْمَحْمُودُ عَلَى ذَلِكَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
خَالِدٌ | خالد بن الوليد المخزومي | صحابي |
أَبُو جَهْضَمٍ الأَزْدِيُّ ، عَنْ | أبو جهضم | مجهول الحال |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ | عبد الله بن ربيعة القيسي | منكر الحديث |
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهِ الْمِصِّيصِيُّ ، نَبَّأَنَا | محمد بن إبراهيم المصيصي | مجهول الحال |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَعْلَبَكِّيُّ | عبد الله بن محمد البعلبكي / توفي في :380 | ضعيف الحديث |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ | عبد العزيز بن أحمد الدمشقي / ولد في :389 / توفي في :466 | ثقة مأمون |
وَأَبُو الْوَحْشِ سُبَيْعُ بْنُ الْمُسْلِمِ | سبيع بن المسلم الدمشقي | ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | علي بن إبراهيم الحسيني / ولد في :424 / توفي في :508 | ثقة |