أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَيْضًا ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ ، نَبَّأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ قَسَمَ الأَمْوَالَ بَيْنَ النَّاسِ ، فَآثَرَ أَهْلَ بَدْرٍ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ آثَرُ النَّاسِ عِنْدَهُ فِي الْقَسْمِ بَعْدَ أَهْلِ بَدْرٍ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ مَنْ قُتِلَ أَبُوهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا ، ثُمَّ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْقَسْمُ أَوَّلَ فَيْءٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْقَسْمُ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ، وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَلَمْ يَبْلُغْ بِهَا عُمَرُ فِي الْقَسْمِ مَا بَلَغَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالا : يَا عُمَرُ ، لا تُؤْثِرُونَ عَلَيْنَا أَحَدًا ، فَإِنَّا قَدْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدْنَا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُمَا عُمَرُ : إِنِّي لَمْ أُوثِرْ عَلَيْكُمَا مَنْ آثَرْتُ مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلا أَنَّهُمْ سَبَقُوكُمْ بِالْهِجْرَةِ ، وَلَوْ كُنْتُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ لَمْ أُوثِرْ عَلَيْكُمَا أَحَدًا , قَالا : فَإِنْ كُنَّا قَدْ سُبِقْنَا بِالْهِجْرَةِ ، فَإِنَّا لَمْ نُسْبَقْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , انْتَهَى , قَالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيَر الْمُؤْمِنِينَ ، حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ النَّصِيحَةُ لَكَ ، وَالاجْتِهَادُ فِي أَدَاءِ حَقِّكَ ، لِمَا أُفْضِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي وُلِّيتَ ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَمْرِكَ كُلِّهِ ، سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ ، وَالاعْتِصَامِ بِمَا تَعْرِفُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي شَرَعَ لَكَ ، وَهَدَاكَ لَهُ ، فَإِنَّ كُلَّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلَّ مَؤْتَمَنٍ مَسْئُولٌ عَنْ أَمَانَتِهِ ، وَالْحَاكِمُ أَحْوَجُ إِلَى الْعَدْلِ مِنَ الْمَحْكُومِ عَلَيْهِ , فَنَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكَ التَّقْوَى ، وَالْعَافِيَةَ ، وَتَمَامَ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَنَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ , فَقَالَ عُمَرُ : هَدَاكَ اللَّهُ ، وَأَعَانَكَ ، وَصَحْبَكَ ، عَلَيْكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ فِي أَمْرِكُمَا كُلِّهِ ، وَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ سورة النحل آية 128 ، فَأَمَرَ عُمَرُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ عَوْنًا عَلَى جِهَادِهِمَا ، فَخَرَجَا إِلَى الشَّامِ ، فَلَمْ يَزَالا مُجَاهِدَيْنِ ، فَقُتِلَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا ، وَتُوُفِّيَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ | إسماعيل بن عيسى السلمي | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ | الحسن بن علويه القطان | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ | محمد بن أحمد الصواف / ولد في :270 / توفي في :359 | ثقة مأمون |