حامد بن سهل بن الحارث ابو محمد البخاري


تفسير

رقم الحديث : 10222

أَخْبَرَنَا أبو العز بْن كادش ، إذنًا ومناولة ، وقرأ علي إسناده ، أَنْبَأَنَا أبو علي الجازري ، حينئذ . وأَخْبَرَنَا أبو الحسن بْن قبيس ، نَبَّأَنَا , وأبو النجم الشيحي ، أَنْبَأَنَا بكر الخطيب ، أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني ، قالا : نَبَّأَنَا المعافى بْن زكريا ، نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن محمود الخزاعي ، نَبَّأَنَا علي بْن الجهم ، قال : كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بِهم من جامع المدينة , فيتناشدون الشعر ، ويعرض كل واحد منهم على أصحابه ما أحدث من القول بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها , فبينما أنا في جمعة من تلك الجمع ، ودعبل ، وأبو الشيص ، وابن أبي فنن , مجتمعون ، والناس يستمعون إنشاد بعضنا بعضًا ، أبصرت شابًا في أخريات الناس , جالسًا في زي الأعراب وهيئتهم ، فلما قطعنا الإنشاد ، قال لنا : قد سمعت إنشادكم منذ اليوم , فاسمعوا إنشادي ، قلنا : هات , فأنشدنا : فحواك عين على نجواك يا مذل حتام لا يتقضى قولك الخطل فإن أسمج من يشكو إليه هوى من كان أحسن شيء عنده العذل ما أقبلت أوجه اللذات سافرة مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره دموعنا يوم بانوا , فهي تنهمل ولو ترانا وإياهم وموقفنا في موقف البين لاستهلالنا زجل من حرقة أطلقتها فرقة أسرت قلبًا , ومن عذل في نحره عذل وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر عين طوتهن في أحشائها الكلل ثم مر فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم : تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل قال : فعقد أبو الشيص عند هذا البيت خنصره ، ثم مر فيها إلى آخرها ، فقلنا : زدنا , فأنشدنا : دمن ألم بِهَا فقال سلام كم حل عقدة صبره الإلمام ثم أنشدها إلى آخرها ، وهو يمدح فيها المأمون ، فاستزدناه فأنشدنا قصيدته التي أولها : قدك اتئب أربيت في الغلواء كم تعذلون وأنتم سجرائي حتى انتهى إلى آخرها , فقلنا له : لِمن هذا الشعر ؟ قال : لِمن أنشدكموه , قلنا : ومن تكون ؟ قال : أنا أبو تمام حبيب بْن أوس الطائي ، فقال له أبو الشيص : تزعم أن هذا الشعر لك ، وتقول : تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل قال : نعم ، لأني سهرت في مدح ملك ، ولم أسهر في مدح سوقة ، فرفعناه حتى صار معنا في موضعنا ، ولم نزل نتهاداه بيننا , وجعلناه كأحدنا , واشتد إعجابنا لدماثته ، وظرفه وكرمه ، وحسن طبعه ، وجودة شعره ، وكان ذلك اليوم أول يوم عرفناه فيه ، ثم تراقت حاله حتى كان من أمره ما كان . زاد ابن كادش : قال القاضي : قول أبي تمام : يا مذل , المذل : الفتور والخدر . .

الرواه :

الأسم الرتبة
بكر الخطيب

ثقة حجة

Whoops, looks like something went wrong.