قرأت خط أبي الحسن رشأ بْن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، قال : أَنْبَأَنَا أبو أَحْمَد عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد الشرقي ، أَنْبَأَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي ، نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن يزيد بْن عبد الأكبر ، قال : قدم عمارة بْن عقيل إلى بغداد , فاجتمع الناس إليه , وكتبوا شعره , وسمعوا منه ، وعرضوا عليه الأشعار ، فقال له بعضهم : ههنا شاعر يزعم قوم أنه أشعر الناس طرًا ، ويزعم غيرهم أنه ضد ذلك ، فقال : أنشده لي ، فأنشدوه : غدت تستجير الدمع خوف نوى غد وعاد قتادا عندها كل مرقد وأنقذها من غمرة الموت إنه صدود فراق لا صدود تعمد فأجرى لَها الإشفاق دمعا موردا من الدر يجري فوق خد مورد هي البدر يغنيها تودد وجهها إلى كل من لاقت وإن لم تودد ثم قطع المنشد ، فقال له عمارة : زدنا من هذا , فوصل نشيدًا ، وقال : ولكنني لم أجد وفرًا مجمعًا ففزت به إلا بشمل مبدد ولم تعطني الأيام نومًا مسكنًا ألذ به إلا بنوم مشرد فقال عمارة : لله دره ، لقد تقدم في هذا المعنى جميع ما سبقه من القول , على كثرة القول فيه حتى تحبب الاغتراب ، هيه , فأنشده : وطول مقام المرء بالحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد فإني الشمس الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد فقال عمارة : كمل والله ، إن كان الشعر بجودة اللفظ ، وحسن المعاني , وإطراد المرادف , واستواء الكلام ، فصاحبكم هذا أشعر الناس ، وإن كان بغيره فلا أدري . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |