الحجاج بن يوسف بن الحكم بن ابي عقيل بن مسعود بن جابر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو ب...


تفسير

رقم الحديث : 10540

أَخْبَرَنَا أبو العز بْن كادش ، فيما قرأ علي إسناده ، وقال : اروه عني ، وناولني إياه ، أَنْبَأَنَا أبو علي مُحَمَّد بْن الحسين ، أَنْبَأَنَا المعافى بْن زكريا القاضي ، نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري ، حَدَّثَنِي أبي ، أخبرني أَحْمَد بْن عبيد ، عن أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن زياد الأعرابي ، قال : بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة ، يقال له : جحدر بْن مالك ، فَتَّاكًا شجاعًا قد أغار على أهل حجر وناحيتها ، فبلغ ذلك الحجاج بْن يوسف , فكتب إلى عامله باليمامة يوبخه بتلاعب جحدر به ويأمره بالإجهاد في طلبه والتجرد في أمره ، فلما وصل الكتاب إليه أرسل إلى فتية من بني يربوع من بني حنظلة , فجعل لَهم جعلا عظيمًا إن هم قتلوا جحدرًا ، أو أتوا به أسيرًا , فانطلق الفتية حتى إذا كانوا قريبًا منه أرسلوا إليه إنهم يريدون الاستماع إليه والتحرز به , فاطمأن إليهم , ووثق بِهم , فلمَّا أصابوا منه غرة شدوه كتافَا وقدموا به على العامل , فوجه به معهم إلى الحجاج ، وكتب يثني عليهم خيرًا , فلما أدخل على الحجاج ، قال له : من أنت ؟ قال : أنا جحدر بْن مالك ، قال : ما حملك على ما كان منك ؟ قال : جرأة الجنان ، وجفاء السلطان ، وكلب الزمان ، فقال له الحجاج : قال : وما الذي بلغ منك فيجترئ جنانك ، ويجفوك سلطانك ، ويكلب زمانك ؟ قال : لو بلاني الأمير أكرمه اللَّه لوجدني من صالح الأعوان وبهم الفرسان , ولوجدني من أنصح رعيته ، وذلك أني ما لقيت فارسًا قط إلا كنت عليه في نفسي مقتدرًا ، قال له الحجاج : إنا قاذفون بك في حائر فيه أسد عاقر ضار ، فإن هو قتلك كفانا مؤنتك ، وإن أنت قتلته خلينا سبيلك ، قال : أصلح اللَّه الأمير ، عظمت المنة ، وأعطيت المنية , وقويت المحنة ، فقال الحجاج : فإنا لسنا بتاركيك لتقاتله إلا وأنت مكبل بالحديد ، فأمر به الحجاج , فغلت يمينه إلى عنقه ، وأرسل به إلى السجن ، فقال جحدر لبعض من يخرج إلى اليمامة : تَحمل عني شعرًا ، وأنشأ يقول : ألا قد هاجني فازددت شوقًا بكاء حمامتين تجاوبان تجاوبتا بلحن أعجمي على غصنين من غرب وبان فقلت لصاحبي وكنت أحزوا ببعض الطير ماذا تحزوان فقالا الدار جامعة قريب فقلت بل أنتما متمنيان فكان البان أن بانت سليمى وفي الغرب اغتراب غير داني أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا فداك بنا تداني بلى ونرى الهلال كما تراه ويعلوها النهار إذا علاني إذا جاوزتما نخلات حجر وأودية اليمامة فانعياني وقولا جحدرا أمسى رهينا بحاذر وقع مصقول يماني قال : وكتب الحجاج إلى عامله بكسكر ، أن يوجه إليه بأسد ضار عات ، يجر على عجل ، فَلَمَّا ورد كتابه على العامل امتثل أمره ، فلما ورد الأسد على الحجاج أمر به ، فجعل في حائر ، وأجيع ثلاثة أيام ، وأرسل إلى جحدر فأوتي به من السجن ، ويده اليمنى مغلولة إلى عنقه ، وأعطي سيفًا ، والحجاج وجلسائه في منظرة لَهم , فلمَّا نظر جحدر إلى الأسد ، أنشد يقول : ليث وليث في مجال ضنك كلاهما ذو أنف ومحك وشدة في نفسه وفتك أن يكشف اللَّه قناع الشك فهو أحق منزل بترك فهو أحق منزل بترك فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة شديدة وتمطى وأقبل نحوه ، فلما صار منه على قدر رمح وثب وثبة شديدة ، فتلقاه جحدر بالسيف فضربه ضربة حتى خالط ذباب السيف لهواته ، فخر الأسد كأنه خيمة قد صرعتها الريح ، وسقط جحدر على ظهره من شدة رمية الأسد وموضع الكبول ، فكبر الحجاج والناس جَميعًا ، وأنشأ جحدر يقول : يا جمل إنك لو رأيت كريهتي في يوم هول مسدف وعجاج وتقدمي الليث أسفر موثقًا كيما أثاوره على الإحراج شثن براثنه كان نيوبه زرق المعاول أو شباه زجاج يسموا بناظرتين يحسب فيهما لهبا أحدهما شعاع سراج وكأنما خيطت عليه عباءة برقاء أو خرق من الديباج لعلمت إني ذو حفاظ ماجد من نسل أقوام ذوي أمراج ثم التفت إلى الحجاج ، فقال : ولئن قصدت لي المنية عامدًا إني لخيرك يا ابن يوسف راج علم النساء بأنني لا أنثني إذ لا يثقن بغيرة الأزواج وعلمت أني إن كرهت نزاله إني من الحجاج لست بناج فقال له الحجاج : إن شئت أسنينا عطيتك ، وإن شئت خلينا سبيلك ، قال : لا بل أختار مجاورة الحجاج أكرمه اللَّه ، ففرض له ولأهل بيته وأحسن جائزته ، انتهى . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.