قَالَ : وَنَبَّأَنَا قَالَ : وَنَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْخَوْلانِيُّ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَحْبِيلَ , شَيْخٌ ثِقَةٌ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الشَّامِ ، قَالَ : لَمَّا بُعِثَ بِحُجْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الأَدْبَرِ وَأَصْحَابِهِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ اسْتَشَارَ النَّاسَ فِي قَتْلِهِمْ , فَمِنْهُمُ الْمُشِيرُ وَمِنْهُمُ السَّاكِتُ ، فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ ، قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمَدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَامَ الْمُنَادِي فَنَادَى : أَيْنَ عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيُّ ؟ فَقَامَ فَحَمَدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا بحصن من اللَّه حصين لم نؤمر بتركه ، قولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية ، ألا وأنت أعلمنا برأيهم وأقدرنا على دوائهم ، وإنما علينا أن نقول : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ سورة البقرة آية 285 ، قَالَ معاوية : أما عمرو بْن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم ورمى بِها ما بين عيني معاوية ، ثم قام المنادي فنادى : أين أبو مسلم الخولاني ؟ فقام فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه ، ثم قَالَ : أما بعد ، فوالله ما أبغضناك منذ أحببناك ، ولا عصيناك منذ أطعناك ، ولا فارقناك منذ جامعناك ، ولا نكثنا ببيعتك منذ بايعناك ، سيوفنا على عواتقنا , إن أمرتنا أطعناك ، وإن دعوتنا أجبناك ، وإن سبقتنا أدركناك ، وإن سبقناك نظرناك ، ثم جلس ، ثم قام المنادي , فقال : أين عبد اللَّه بْن مُحَمَّد الشرعبي ؟ فقام فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه ، ثم قَالَ : وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق إن تعاقبهم فقد أصبت ، وإن تعفو فقد أحسنت ، ثم جلس ، ثم قام المنادى ، فنادى : أين عبد اللَّه بْن أسد القشيري ؟ فقام فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه ، ثم قَالَ : يا أمير المؤمنين , رعيتك وولايتك وأهل طاعتك , إن تعاقبهم فقد جنوا على أنفسهم العقوبة ، وإن تعفو فإن العفو أقرب للتقوى ، يا أمير المؤمنين , لا تطع فينا من كان غشومًا لنفسه ، ظلومًا بالليل نئومًا عن عمل الآخرة ، سئومًا ، يا أمير المؤمنين , إن الدنيا قد انخسفت أوتادها ومالت بِها عمادها ، وأحبها أصحابها واقترب منها ميعادها ، ثم جلس , فقلت لشرحبيل : فكيف صنع ؟ قَالَ : قتل بعضا , واستحيا بعضًا ، وكان فيمن قتل حجر بْن عدي بْن الأدبر , قَالَ : فلمَّا قَدِّمَ لِتُضْرَبَ عنقه , قَالَ : لا تُطلقوا عَنِّي حَديدًا فادفنوني ، وما أصاب الثرى من دمي فإني ألتقي أنا ومعاوية غدًا بالجادة ، قَالَ أبي : قَالَ أبو المغيرة : قَالَ : فكان ابن عَيَّاش لا يكادُ يحدث بِهذا الحديث إلا بكى بكاءً شديدًا ، انتهى . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |