الحسن بن عبد الواحد بن عبد الاحد بن معدان ابو عبد الله الحراني الشاهد


تفسير

رقم الحديث : 11539

قَالَ : وأنا قَالَ : وأنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيّ ، أَنَا مُحَمَّد بْن عِمْرَان بْن مُوسَى ، نَا عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي ، نَا أَبُو خازم القاضي ، وَأَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل ، قَالَا : نَا أَبُو سهل الرازي ، حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي ، قَالَ : ضقت ضيقة بلغت فيها إِلَى الغاية , حَتَّى ألح عَلِيّ القصاب ، والبقَالَ ، والخباز ، وسائر المعاملين ، ولم يبق لي حيلة فإني ليوما عَلَى تلك الحال ، وأنا مفكر فِي الحيلة , فَدَخَلَ عَلِيّ الغلام ، فَقَالَ : حاجي بالباب يستأذن ؟ فقلت : ائذن لَهُ ، فَدَخَلَ الخراساني فسلم ، وَقَالَ : ألست أبا حسان ؟ قلت : نعم , فما حاجتك ؟ قَالَ : أَنَا رجل غريب وأريد الحج , ومعي عشرة آلاف درهم , واحتجت أن تكون قبلك إِلَى أن أقضي حجي وأرجع ، فقلت : هاتها ، فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها ، فلما خرج فككت الخاتم عَلَى المكان , ثُمَّ أحضرت المعاملين ، فقضيت كل من لَهُ عَلِيّ دين , واتسعت وأنفقت ، وقلت : أضمن هَذَا المال للخراساني فإلى أن يجيء يكون قَدْ أتى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بفرج من عنده ، فكنت يومي ذَلِكَ فِي سعة وأنا لا أشك فِي خروج الخراساني ، فلما أصبحت من غد ذَلِكَ اليوم دَخَلَ الغلام ، فَقَالَ : الخراساني الحاج بالباب يستأذن ، فقلت : ائذن لَهُ , فَدَخَلَ ، فَقَالَ : إني كنت عازما عَلَى ما أعلمتك , ثُمَّ ورد عَلِيّ الخبر بوفاة والدي ، وقَدْ عزمت عَلَى الرجوع إِلَى بلدي ، فتأمر لي بالمال الَّذِي أعطيتك أمس ، فورد عَلِيّ أمر لم يرد عَلِيّ مثله قط ، وتحيرت , فلم أدر بما أجيبِهِ وفكرت , وقلت : ماذا أقول للرجل ؟ ثُمَّ قلت لَهُ : نعم , عافاك اللَّه , منزلي هَذَا ليس بالحريز ، ولما أخذت مَالِك وجهت بِهِ إِلَى من هُوَ قبله , فتعود فِي غد فتأخذه , فانصرف ، وبقيت متحيرا لا أدري ما أعمل , إن جحدته قَدْمني واستخلفني ، وكانت الفضيحة فِي الدُّنْيَا والآخرة والهتك ، وإن دافعته صاح وهتكني وغلظ الأمر عَلِيّ جدا , وأدركني الليل ، وفكرت فِي بكور الخراساني إلي فلم يأخذني النوم ولا قَدْرت عَلَى الغمض ، فقمت إِلَى الغلام فقلت : اسرج البغلة ، فَقَالَ : يا مولاي , هَذِهِ العتمة بعد , وما مضى من الليل شيء ، فإلى أين تمضي ؟ فرجعت إِلَى فراشي فَإِذَا النوم ممتنع ، فلم أزل أقوم إِلَى الغلام وهُوَ يردني حَتَّى فعلت ذَلِكَ ثلاث مرات ، وأنا لا يأخذني القرار , وطلع الفجر ، فأسرج البغلة وركبت , وأنا لا أدري أين أتوجه ، وطرحت عنان البغلة , وأقبلت أفكر وهِيَ تسير , حَتَّى بلغت الجسر فعدلت بي إِلَيْهِ فتركتها فعبرت ، ثُمَّ قلت : إِلَى أين أعبر ؟ وإلى أين أمضي ؟ ولكن إن رجعت وجدت الخراساني عَلَى بابي , أدعها تمضي حيث شاءت ، ومضت البغلة , فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة نحو دار المأمون , فتركتها إِلَى أن قاربت باب المأمون والدُّنْيَا بعد مظلمة ، فَإِذَا فارس قَدْ تلقاني فنظر فِي وجهِيَ ثُمَّ سار وتركني ، ثُمَّ رجع إلي , فَقَالَ : ألست بأبي حسان الزيادي ؟ قلت : بلى ، قَالَ : أجب الأمير الْحَسَن بْن سهل ، فقلت فِي نفسي : وما يريد الْحَسَن بْن سهل مني ؟ ثُمَّ سرت معه حَتَّى حضرنا إِلَى بابِهِ ، واستأذن لي عَلَيْهِ فدخلت ، فَقَالَ : أبا حسان , ما خبرك ؟ وكيف حالك ؟ ولم انقطعت عنا ؟ فقلت : لأسباب وذهبت لأعتذر ، فَقَالَ : دع هَذَا عنك أنت فِي لوثة أو فِي أمر فما هُوَ ؟ فإني رأيتك البارحة فِي النوم فِي تخليط كثير ، فابتدأت فشرحت لَهُ قصتي من أولها إِلَى أن لقيني صاحبِهِ ، ودخلت عَلَيْهِ ، فَقَالَ : لا يغمك اللَّه يا أبا حسان , قَدْ فرج اللَّه عنك , هَذِهِ بدرة للخراساني مكان بدرته ، وبدرة أخرى لك تتسع بها ، وَإِذَا نفذت أعلمتنا , فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني , واتسعت وفرج اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وله الحمد . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.