قَالَ : ثُمَّ قَالَ : ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا بُنَيَّ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا فَقَرَ أَشَدَّ مِنَ الْجَهْلِ ، وَلا مَالَ أَعْوَدَ مِنَ الْعَقْلِ ، وَلا وَحْدَةَ أَوْحَشَ مِنَ الْعَجَبِ ، وَلا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقَ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ ، وَلا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ ، وَلا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ ، وَلا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ ، وَآفَةُ الْحَدِيثُ الْكَذِبُ ، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ ، وَآفَةُ الْحِلْمِ السَّفَهُ ، وَآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَقْرُ ، وَآفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ ، وَآفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ ، وَآفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ ، وَآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلاءُ ، وَآفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ " . يَا بُنَيَّ , لا تَسْتَخِفَّنَّ بِرَجُلٍ تَرَاهَ أَبَدًا ، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَعُدَّ أَنَّهُ أَبُوكَ ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَكَ فَهُوَ أَخُوكَ ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَاحْسِبْ أَنَّهُ ابْنُكَ . فَهَذَا مَا سَاءَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنَهُ الْحَسَنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَأَجَابَهُ الْحَسَنُ ، وَاللَّفْظُ لِرِوَايَةِ ابْنِ كَادِشٍ وَزَادَ ، قَالَ : قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ : فِي هَذَا الْخَبَرِ مِنْ جَوَابَاتِ الْحَسَنِ أَبَاهُ عَمَّا سَاءَلَهُ عَنْهُ مِنَ الْكُمَّةِ وَجَزِيلِ الْفَائِدَةِ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ رَاعَاهُ وَحَفِظَهُ ، وَوَعَاهُ وَعَمِلَ بِهِ ، وَأَدَّبَ نَفْسَهُ بِالْعَمَلِ عَلَيْهِ ، وَهَذَّبَهَا بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ ، وَتَتَوَفَّرُ فَائِدَتُهُ بِالْوُقُوفِ عِنْدَهُ . وَفِيمَا رَوَاهُ فِي أَضْعَافِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لا غِنًى بِكُّلِ لَبِيبٍ عَلِيمٍ وَمِدْرَهٍ حَلِيمٍ , عَنْ حِفْظِهِ وَتَأَمُّلِهِ ، وَالْمَسْعُودُ مَنْ هُدِيَ لِتَقَبُّلِهِ ، وَالْمَحْدُودُ مَنْ وُفِّقَ لامْتِثَالِهِ وَتَقَبُّلِهِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٌّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |