أَخْبَرَنَا أبو السعود أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد ، نا أبو الْحُسَيْن بْن المهتدي ، أنا أبو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن المأمون ، نا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم بْن بشار ، حدثني أبي ، نا عامر بْن عمران أبو عكرمة الضبي . حدثني سليمان ابْن أبي شيخ ، قال : لما فتح قتيبة بْن مسلم سمرقند أمر بفرشه ، ففرشت ، فأجلس الناس عَلَى مراتبهم ، وأمر بقدور الصفر ، فنصبت ، فلم ير الناس مثلها في الكبر ، إنما يرقى إليها بالسلالم ، فالناس منها متعجبون ، وأذن للعامة ، واستأذنه أخوه عبد الله بْن مسلم في أن يكلم الحضين بْن المنذر الرقاشي عَلَى جهة التعبث به ، وكان عبد الله بْن مسلم يحمق ، فنهاه قتيبة عن كلام الحضين بْن المنذر الرقاشي ، وقال : هو باقعة العرب ، وداهية الناس ، ومن لا تطيقه ، فخالفه ، وأبى إلا كلامه . فقال للحضين : يا أبا ساسان ، أمن الباب دخلت ؟ فقال له : ما لعمك بصر يتسور الجدران ، قال : أفرأيت القدور ؟ قال : هي أعظم من أن لا ترى ، قال : أفتقدر أن رقاش رأت مثلها ؟ قال : ولا رأى مثلها عيلان ، ولو رأى مثلها عيلان لسمي شبعان ، ولم يسم عيلان ، قال : أفتعرف الذي يقول : عزلنا وأمرنا وبكر بْن وائل تجر خصاها تبتغي من تحالف قال : نعم ، وأعرف الذي يقول : فخيبة من يخيب عَلَى غني وباهلة ويعصر والرباب والذي يقول : إن كنت تهوى أن تنال رغيبة في دار باهلة بْن يعصر فارحل قوم قتيبة أمهم وأبوهم لولا قتيبة أصبحوا في مجهل قال عبد الله بْن مسلم : فهو الذي يقول : سد حضين بابه خشية القرى بإصطخر والكبش السمين بدرهم ثم قال عبد الله : يا أبا ساسان ، دعنا من هذا ، هل تقرأ من القرآن شيئا ؟ قال : إني لأقرأ منه الكثير الطيب : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا سورة الإنسان آية 1 ، فاغتاظ عبد الله ، وقال : لقد بلغني أن امرأتك زفت إليك ، وهي حامل ، فقال الحضين : يكون ماذا ؟ تلد غلاما ، فيقال : فلان بْن الحضين ، كما قيل : عبد الله بْن مسلم ، فقال له قتيبة : اكفف لعنك الله ، فأنت عرضت نفسك لهذا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |