أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، نَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَأَبُو مَعْشَرٍ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، وَأَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِ تَبُوكَ ، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ ، وَغَيْرُ هَؤُلاءِ قَدْ حَدَّثَنِي مِمَّنْ لَمْ أُسَمِّ ، ثِقَاتٌ ، وَقَدْ كَتَبْتُ كُلَّ مَا حَدَّثُونِي . قَالُوا : كَانَتِ الطَّائِفَةُ ، وَهُمُ الأَنْبَاطُ ، يَقْدَمُونَ الْمَدِينَةَ بِالدَّرْمَكِ وَالزَّيْتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ الإِسْلامُ ، فَإِنَّمَا كَانَتْ أَخْبَارُ الشَّامِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كُلَّ يَوْمٍ ، لِكَثْرَةِ مَنْ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ مِنَ الأَنْبَاطِ ، فَقَدِمَتْ مِنْهُمْ قَادِمَةٌ فَذَكَرُوا أَنَّ الرُّومَ قَدْ جَمَعَتَ جُمُوعًا كَثِيرَةً بِالشَّامِ ، وَأَنَّ هِرَقْلَ قَدْ رَزَقَ أَصْحَابَهُ لِسَنَةٍ ، وَأَجْلَبَتْ مَعَهُ لَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ . وَزَحَفُوا وَقَدَّمُوا مُقَدِّمَاتِهِمْ إِلَى الْبَلْقَاءِ وَعَسْكَرُوا بِهَا ، وَتَخَلَّفَ هِرَقْلُ بِحِمْصَ . وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ قِيلَ لَهُمْ قَالُوهُ . وَلَمْ يَكُنْ عَدُوٌّ أَخْوَفَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ لِمَا عَايَنُوا مِنْهُمْ إِذْ كَانُوا يَقْدَمُونَ عَلَيْهِمْ تُجَّارًا مِنَ الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْكِرَاعِ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْزُو غَزْوَةً إِلا وَرَّي بِغَيْرِهَا لِئَلا تَذْهَبُ الأَخْبَارُ بِأَنَّهُ يُرِيدُ كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوًا وَعَدَدًا كَثِيرًا ، فَجَلا لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا لِذَلِكَ أُهْبَةَ عَدُّوِّهِمْ وَأَخْبَرَهُمْ بَالْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُ . وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقَبَائِلِ وَإِلَى مَكَّةَ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ . فَبَعَثَ إِلَى أَسْلَمَ بُرْيدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَبْلُغَ الْفُرْعَ ، وَبَعَثَ أَبَا زَهْمٍ الْغِفَارِيَّ إِلَى قَوْمِهِ أَنْ يَطْلُبِهُمْ بِبِلادِهِمْ ، وَخَرَجَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ فِي قَوْمِهِ ، وَخَرَجَ أَبُو جَعْدٌ الضَّمْرِيُّ فِي قَوْمِهِ بِالسَّاحِلِ ، وَبَعَثَ رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ وَجُنْدَبَ بْنَ مَكِيثٍ فِي جُهَيْنَةَ ، وَبَعَثَ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ فِي أَشْجَعَ ، وَبَعَثَ فِي بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو عِدَّةً : بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ ، وَعَمْرَو بْنَ سَالِمِ ، وَبِشْرَ بْنَ سُفْيَانَ . وَبَعَثَ فِي سُلَيْمٍ عِدَّةً مِنْهُمُ : الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ . وَحَضَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِهَادِ وَرَغَّبَهُمْ فِيهِ ، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ ، فَحَمَلُوا صَدَقَاتٍ كَثِيرَةً فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ جَاءَ بِمَالِهِ كُلِّهِ أَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ شَيْئًا ؟ " قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنِصْفِ مَالِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ أَبَقَيْتَ شَيْئًا ؟ " قَالَ : نَعَمْ نِصْفَ مَا جِئْتُ بِهِ . وَبَلَغَ عُمَرَ مَا جَاءَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، فَقَالَ : مَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلا سَبَقْتَنِي إِلَيْهِ . وَحَمَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالا ، وَحَمَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالا ، وَحَمَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَيْهِ مِائَتَيْ أَوْقِيَةٍ ، وَحَمَلَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَيْهِ مَالا ، وَحَمَلَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَيْهِ مَالا ، وَتَصَدَّقَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ بِتِسْعِينَ وَسْقًا تَمْرًا ، وَجَهَّزَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِهِمْ نَفَقَةً حَتَّى كَفَى ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ مُؤْنَتَهُمْ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُقَالُ مَا بَقِيَتْ لَهُمْ حَاجَةً ، حَتَّى كَفَاهُمْ شَنْقَ أَسْقِيَتَهُمْ ، فَيُقَالُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ : " مَا يَضُرُّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ هَذَا " . وَرَغَّبَ أَهْلَ الْغِنَا فِي الْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ ، وَاحْتَسَبُوا فِي ذَلِكَ الْخَيْرَ ، وَقَوَّى نَاسٌ دُونَ هَؤُلاءِ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُمْ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِالْبَعِيرِ إِلَى الرَّجُلِ وَالرَّجُلَيْنِ فَيَقُولُ : هَذَا الْبَعِيرُ بَيْنَكُمَا تَعْتَقِبَانِهِ ، وَيَأْتِي الرَّجُلُ بِالنَّفَقَةِ فَيُعْطِيهَا بَعْضَ مَنْ يَخْرُجُ ، حَتَّى إِنْ كُنَّ النِّسَاءُ لَيُعِنَّ بِكُلِّ مَا قَدَرْنَ عَلَيْهِ . . لَقَدْ قَالَتْ أُمُّ سِنَانٍ الأَسْلَمِيَّةُ : لَقَدْ رَأَيْتُ ثَوْبًا مَبْسُوطًا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فِيهِ مِسْكٌ وَمَعَاضِدُ وَخَلاخَلُ وَأَقْرَطَةٌ وَخَوَاتِيمُ وَخَدَمَاتٌ ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ النِّسَاءُ يُعِينُونَ بِهِ الْمُسْلِمِينَ فِي جَهَازِهِمْ . وَالنَّاس فِي عُسْرَةٍ شَدِيدَةٍ ، وَحِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَأَحَبَّتِ الظِّلالُ ، فَالنَّاسُ يُحِبُّونَ الّمَقَامَ وَيَكْرَهُونَ الشُّخُوصَ عَنْهَا عَلَى الْحَالِ مِنَ الزَّمَانِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ . وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ بِالانْكِمَاشِ وَالْجِدِّ ، وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَسْكَرَهُ بِثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ ، وَالنَّاسُ كَثِيرٌ لا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ . قَلَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلا ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ سَيُخْفَى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَلَمَّا اسْتَمَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرُهُ وَأَجْمَعَ الْمَسِيرَ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ لَمْ يَتَخَلَّفَ عَنْهُ فِي غَزْوَةٍ غَيْرَهَا ، وَيُقَالُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَأَثْبَتُهُمْ عِنْدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا مَا دَامَ مُنْتَعِلا " . فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخَلَّفَ ابْنُ أُبَيٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ تَخَلَّفَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَقَالَ : يَغْزُوا مُحَمَّدٌ بَنِي الأَصْفَرِ مَعَ جَهْدِ الْحَالِ وَالْحَرِّ وَالْبَلَدِ الْبَعِيدِ إِلَى مَا لا قِبَلَ لَهُ بِهِ يَحْسَبُ مُحَمَّدٌ أَنَّ قِتَالَ بَنِي الأَصْفَرِ اللَّعِبُ . وَنَافَقَ مَنْ هُوَ مَعَهُ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ . ثُمَّ قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ : وَاللَّهِ لَكَأَنِي أَنْظُرُ إِلَى أَصْحَابِهِ غَدًا مُقَرَّنِينَ فِي الْجِبَالِ إِرْجَافًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ . فَلَمَّا رَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَنِيَةِ الْوَدَاعِ إِلَى تَبُوكَ وَعَقَدَ الأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ ، فَدَفَعَ لِوَاءَهُ الأَعْظَمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَرَايَتَهُ الْعُظْمَى إِلَى الزُّبَيْرِ ، وَدَفَعَ رَايَةَ الأَوْسِ إِلَى أُسَيْدِ بْن الْحُضَيْرِ ، وَلِوَاءَ الْخَزْرَجِ إِلَى أَبِي دُجَانَةَ ، وَيُقَالُ إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ . قَالَ : وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَصَبَّحَ ذَا خُشُبٍ فَنَزَلَ تَحْتَ الدَّوْمَةِ ، وَكَانَ دَلِيلُهُ إِلَى تَبُوكَ عَلْقَمَةَ بْنَ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيَّ . فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الدَّوْمَةَ فَرَاحَ مِنْهَا مُمْسِيًا حَيْثُ أَبْرَدَ . وَكَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ . قَالُوا : وَكَانَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثِينَ أَلْفًا ، وَمِنَ الْخَيْلِ عَشَرَةُ آلافِ فَرَسٍ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ بَطْنٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَتَّخِذَ لِوَاءً أَوْ رَايَةً ، وَالْقَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ فِيهَا الرَّايَاتُ وَالأَلْوِيَةُ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ دَفَعَ رَايَةَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ إِلَى عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ . قَالَ عُمَارَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ ، قَالَ : " لا وَاللَّهِ ، وَلَكِنْ قَدِّمُوا الْقُرْآنَ ، وَكَانَ زَيْدٌ أَكْثرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ مِنْكَ ، وَالْقُرْآنُ يُقَدَّمُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ مُجْدَعًا " . وَأَمَرَ فِي الأَوْسِ والْخَزْرَجِ أَنْ يَحْمِلَ رَايَاتِهِمْ أَكْثَرُهُمْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ . وَكَانَ أَبُو زَيْدٍ يَحْمِلُ رَايَةَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانَ مُعَاذِ بْنُ جَبَلٍ يَحْمِلُ رَايَةَ بَنِي سَلَمَةَ . قَالَ : وَكَانَ هِرَقْلُ قَدْ بَعَثَ رَجُلا مِنْ غَسَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى صِفَتِهِ وَإِلَى عَلامَاتِهِ ، إِلَى حُمْرَةٍ فِي عَيْنَيْهِ وَإِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَسَأَلَ فَإِذَا هُوَ لا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ ، فَوَعَى أَشْيَاءَ مِنْ حَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى هِرَقْلَ يَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ ، فَدَعَا قَوْمَهُ إِلَى التَّصْدِيقِ بِهِ فَأَبَوْا حَتَّى خَافَهُمْ عَلَى مُلْكِهِ ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِهِ لَمْ يَتَحَرَّكْ وَلَمْ يَزْحَفْ . وَكَانَ الَّذِي خُبِّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْثَتِهِ أَصْحَابِهِ ، وَدُنُوِّهِ إِلَى أَدْنَى الشَّامِ بَاطِل ، لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ وَلَمْ يَهِمَّ بِهِ . وَشَاوَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فِي التَّقَدُّمِ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِالسَّيْرِ فَسِرْ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أُمِرْتُ بِهِ مَا اسْتَشَرْتُكُمْ فِيهِ " ، قَالَ : يا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ لِلرُّومِ جُمُوعًا كَثِيرَةً وَلَيْسَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، وَقَدْ دَنَوْتَ مِنْهُمْ حَيْثُ تَرَى وَقَدْ أَفْزَعَهُمْ دُنُوِّكَ ، فَلَوْ رَجَعْتَ هَذِهِ السَّنَةَ حَتَّى تَرَى ، أَوْ يُحْدِثَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ فِي ذَلِكَ أَمْرًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَأَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ | أيوب بن النعمان الأنصاري | مجهول الحال |
وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ | أبو بكر بن أبي سبرة القرشي / ولد في :102 / توفي في :162 | متهم بالوضع |
وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ | يعقوب بن محمد | مجهول الحال |
وَأَبُو مَعْشَرٍ ، | نجيح بن عبد الرحمن السندي / توفي في :170 | ضعيف أسن واختلط |
وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ | عبد الحميد بن جعفر الأنصاري / ولد في :83 / توفي في :153 | ثقة |
وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ | موسى بن محمد الهذلي | مجهول |
وَعُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ | عمر بن سليمان | مجهول الحال |
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ | عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي | مقبول |
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ | عبد الرحمن بن عبد العزيز الإمامي / ولد في :89 / توفي في :162 | مقبول |
وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ | ربيعة بن عثمان التيمي | صدوق حسن الحديث |
وَابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ | إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي | ضعيف الحديث |
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى | محمد بن يحيى الأنصاري | مقبول |
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ | عبد الله بن جعفر الزهري / توفي في :174 | ثقة |
عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ | عمرو بن عثمان القرشي | مقبول |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ | محمد بن شجاع البغدادي / ولد في :181 / توفي في :266 | يضع الحديث |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ | عبد الوهاب بن عيسى الوراق / توفي في :319 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ | أبو عمر بن حيويه / ولد في :295 / توفي في :381 | ثقة مأمون |
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ | الحسن بن علي الجوهري | ثقة محدث |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي | محمد بن عبد الباقي الأنصاري / ولد في :443 / توفي في :535 | ثقة |