باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبته ومراسلته منها الملوك


تفسير

رقم الحديث : 927

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، نَا مُحَمَّدٌ ، نَا الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا وَأَنْ يُحَرِّقَ . قَالُوا : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُسَامَةَ : " امْضِ عَلَى اسْمِ اللَّهِ " فَخَرَجَ بِلِوَائِهِ مَعْقُودًا فَدَفَعَهُ إِلَى بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الأَسْلَمِيِّ ، فَخَرَجَ بِهِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ فَعَسْكَرَ بِالْجُرْفِ ، وَضَرَبَ عَسْكَرَهُ فِي مَوْضِعَ سِقَايَةِ سُلَيْمَانَ الْيَوْمَ ، وَجَعَلَ النَّاسَ يُجِدُّونَ بِالخُرُوجِ إِلَى الْعَسْكَرِ فَيَخْرُجُ مَنْ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى مُعَسْكَرِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ فَهُوَ عَلَى فَرَاغٍ ، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ إِلا انْتُدِبَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَأَبُو الأَعْوَرِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي رِجَالٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ عِدَّةٍ : قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، وَسَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ . فَقَالَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَكَانَ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ قَوْلا عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ : يَسْتَعْمِلُ هَذَا الْغُلامَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ؟ فَكَثُرَتِ الْقَالَةُ فِي ذَلِكَ فَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْضَ ذَلِكَ الْقَوْلِ ، فَرَدَّهُ عَلَى مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ مَنْ قَالَ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا ، فَخَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ عُصَابَةً ، وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَمَا مَقَالةٌ بَلَغَتْنِي عَنْ بَعْضِكُمْ فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أُسَامَةَ ، لَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أَبَاهُ مِنْ قَبْلِهِ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لِلإِمَارَةِ لَخَلِيقًا ، وَأَنَّ ابْنَهُ مِنْ بَعْدِهِ لَخَلِيقٌ لِلإِمَارَةِ ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَإِنَّهُمَا لَمُخَيَّلانِ لِكُلِّ خَيْرٍ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ " ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَهُ ، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ . وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مَعَ أُسَامَةَ يُوَدِّعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ . وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ " وَدَخَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ تَرَكْتَ أُسَامَةَ يُقِيمُ فِي مُعَسْكَرِهِ حَتَّى تَتَمَاثَلَ ، فَإِنَّ أُسَامَةَ إِنْ خَرَجَ عَلَى حَالِهِ هَذِهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ " . فَمَضَى النَّاسُ إِلَى الْمُعَسْكَرِ فَبَاتُوا لَيْلَةَ الأَحَدِ ، وَنَزَلَ أُسَامَةُ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَقِيلٌ مَغْمُورٌ ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لَدُّوهُ فِيهِ ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْنَاهُ تُهْمِلانِ ، وَعِنْدَهُ الْعَبَّاسُ وَالنِّسَاءُ حَوْلَهُ ، فَطَأْطَأَ عَلَيْهِ أُسَامَةُ فَقَبَّلَهُ . وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَتَكَلَّمُ ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَصُبُّهُمَا عَلَى أُسَامَةَ ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو لِي . قَالَ أُسَامَةُ : فَرَجَعْتُ إِلَى مُعَسْكَرِي . فَلَمَّا أَصْبَحَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ غَدَا مِنِ مُعَسْكَرِهِ ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفِيقًا ، فَجَاءَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ : اغْدُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، فَوَدَّعَهُ أُسَامَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفِيقٌ مُرِيحٌ مُفِيقٌ ، وَجَعَلَ نِسَاؤُهُ يَتَمَاشَطْنَ سُرُورًا بِرَاحَتِهِ . وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحْتَ مُفِيقًا بِحَمْدِ اللَّهِ ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ ابْنَةٍ خَارِجَةَ فَائْذَنْ لِي ، فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى السُّنَحِ ، وَرَكِبَ أُسَامَةُ إِلَى مُعَسْكَرِهِ ، وَصَاحَ فِي أَصْحَابِهِ بِالِلُّحُوقِ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَانْتَهَى إِلَى مُعَسْكَرِهِ وَنَزَلَ . وَأَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ ، وَقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ ، فَبَيْنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ مِنَ الْجُرْفِ ، أَتَاهُ رَسُولُ أُمِّ أَيْمَنَ وَهِيَ أُمُّهُ ، تُخْبِرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُوتُ ، فَأَقْبَلَ أُسَامَةُ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَهُ عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، فَانْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُوتُ فَتُوُفِّيَ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لاثْنَتَيْ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ . وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ عَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَدَخَلَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بِلِوَاءِ أُسَامَةَ مَعْقُودًا ، حَتَّى أَتَى بِهِ بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَرَزَهُ عَنْدَهُ . فَلَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ أَمَرَ بُرَيْدَةَ أَنْ يَذْهَبَ بِالِلِّوَاءِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ ، وَلا يَحُلَّهُ أَبَدًا حَتَّى يَغْزُوَهُمْ أُسَامَةُ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ : فَخَرَجْتُ بِالِلِّوَاءِ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ ، ثُمَّ خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الشَّامِ مَعْقُودًا مَعَ أُسَامَةَ ، ثُمَّ رَجَعْتُ بِهِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ فَمَا زَالَ مَعْقُودًا فِي بَيْتِ أُسَامَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ أُسَامَةُ . فَلَمَّا بَلَغَ الْعَرَبَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنْهَا عَنِ الإِسْلامِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لأُسَامَةَ : أَنْفِذْ فِي وَجْهِكَ الَّذِي وَجَّهَكَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخَذَ النَّاسُ بِالْخُرُوجِ وَعَسْكَرُوا فِي مَوْضِعِهِمُ الأَوَّلِ ، وَخَرَجَ بُرَيْدَةُ بِاللِّوَاءِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُعَسْكَرِهِمُ الأَوَّلِ ، فَشَقَّ عَلَى كِبَارِ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، وَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ ، وَعُثْمَانُ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، فَقَالُوا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ الْعَرَبَ قَدِ انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، وَإِنَّكَ لا تَصْنَعُ بِتَفْرِيقِ هَذَا الْجَيْشِ الْمُنْتَشِرِ شَيْئًا ، اجْعَلْهُمْ عُدَّةً لأَهْلِ الرِّدَّةِ تَرْمِي بِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ ، وَأُخْرَى لا نَأْمَنُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يُغَارَ عَلَيْهَا ، وَفِيهَا الذَّرَارِي وَالنِّسَاءُ ، فَلَوِ اسْتَأْنَيْتَ لِغَزْوِ الرُّومِ حَتَّى يَضْرِبَ الإِسْلامُ بِجِرَانِهِ وَتَعُودَ أَهْلُ الرِّدَّةِ إِلَى مَا خَرَجُوا مِنْهُ أَوْ يُفْنِيهِمُ السَّيْفُ ، ثُمَّ تَبْعَثُ أُسَامَةَ حِينَئِذٍ فَنَحْنُ نَأْمَنُ الرُّومَ أَنْ تَزْحَفَ إِلَيْنَا . فَلَمَّا اسْتَوْعَبَ أَبُو بَكْرٍ كَلامَهُمْ ، قَالَ : هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا ؟ قَالُوا : لا ، قَدْ سَمِعْتَ مَقَالَتَنَا ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ ظَنَنْتَ أَنَّ السِّبَاعَ تَأْكُلُنِي بِالْمَدِينَةِ لأَنْفَذْتُ هَذَا الْبَعْثَ ، وَلا بَدَأْتُ بِأَوَّلِ مِنْهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ ، يَقُولُ : " أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ " وَلَكِنْ خَصْلَةٌ أُكَلِّمُ أُسَامَةَ فِي عُمَرَ يُخَلِّفُهُ يُقِيمُ عِنْدَنَا ، فَإِنَّهُ لا غِنَى بِنَا عَنْهُ ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي يَفْعَلُ أُسَامَةُ أَمْ لا . وَاللَّهِ إِنْ أَبَى لا أُكْرِهُهُ ، فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ عَزَمَ عَلَى إِنْفَاذِ بَعْثِ أُسَامَةَ ، وَمَشَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى أُسَامَةَ فِي بَيْتِهِ ، فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يَتْرُكَ عُمَرَ فَفَعَلَ أُسَامَةُ وَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ : أَذِنْتَ وَنَفْسُكَ طَيِّبَةٌ ؟ فَقَالَ أُسَامَةُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَخَرَجَ فَأَمَرَ مُنَادِيهِ يُنَادِي : عَزْمَةً مِنِّي أَلا يَتَخَلَّفَ عَنْ أُسَامَةَ مِنْ بَعْثِهِ مَنْ كَانِ انْتُدِبَ مَعَهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنِّي لَنْ أُؤْتَى بِأَحَدٍ أَبْطَأَ عَنِ الْخُرُوجِ مَعَهُ إِلا أَلْحَقْتُهُ بِهِ مَاشِيًا ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفَرِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ كَانُوا تَكَلَّمُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ فَغَلُظَ عَلَيْهِمْ ، وَأَخَذَهُمْ بِالْخُرُوجِ ، فَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنِ الْبَعْثِ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ . وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ يُشَيِّعُ أُسَامَةَ وَالْمُسْلِمِينَ ، فَلَمَّا رَكِبَ أُسَامَةُ مِنَ الْجُرْفِ فِي أَصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثَةُ آلافِ رَجُلٍ وَفِيهِمْ أَلْفُ فَرَسٍ ، فَسَارَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى جَنْبِ أُسَامَةَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيكَ ، فَانْفُذْ لأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي لَسْتُ آمُرُكَ وَلا أَنْهَاكَ عَنْهُ . إِنَّمَا أَنَا مُنَفِّذٌ لأَمْرٍ أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ سَرِيعًا فَوَطِئَ بِلادًا هَادِئَةً لَمْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِسْلامِ جُهَيْنَةَ وَغَيْرَهَا مِنْ قُضَاعَةَ ، فَلَمَّا نَزَلَ وَادِي الْقُرَى قَدَّمَ عَيْنًا لَهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُدْعَى حَرِيثًا ، فَخَرَجَ عَلَى صَدْرِ رَاحِلَتِهِ أَمَامَهُ مُغِذًّا حَتَّى انْتَهَى إِلَى أُبْنَى ، فَنَظَرَ إِلَى مَا هُنَاكَ وَارْتَادَ الطَّرِيقَ ، ثُمَّ رَجَعَ سَرِيعًا حَتَّى لَقِيَ أُسَامَةَ عَلَى مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ مِنْ أُبْنَى فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ غَارُونَ وَلا جُمُوعَ لَهُمْ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُسْرِعَ السَّيْرَ قَبْلَ أَنْ تَجْتَمِعَ الْجُمُوعُ وَأَنْ يَشُنَّهَا غَارَةً .

الرواه :

الأسم الرتبة
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ

صحابي

عُرْوَةَ

ثقة فقيه مشهور

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفٍ

ثقة

الْوَاقِدِيُّ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدٌ

يضع الحديث

عَبْدُ الْوَهَّابِ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ

ثقة محدث

أَبُو بَكْرٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.