باب ذكر اهتمام ابي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة انفاذه الامراء بالجنود الك...


تفسير

رقم الحديث : 933

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُسْلِمَةِ ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ ، نَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ ، نَا إِسْمَاعِيلُ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادَ أَبُو بَكْرٍ غَزْوَ الرُّومِ ، دَعَا عَلِيًّا ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ ، وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَوُجُوهَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَغَيْرَهُمْ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى : وَأَنَا فِيهِمْ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلّ لا تُحْصَى نَعْمَاؤُهُ وَلا يَبْلُغُ جَزَاءَهَا الأَعْمَالُ ، فَلَهُ الْحَمْدُ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ كَلِمَتَكُمْ ، وَأَصْلَحَ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ، وَهَدَاكُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، وَنَفَى عَنْكُمُ الشَّيْطَانَ ، فَلَيْسَ يَطْمَعُ أَنْ تُشْرِكُوا بِهِ ، وَلا تَتَّخِذُوا إِلَهًا غَيْرَهُ . فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ بَنُو أُمٍّ وَأَبٍ ، وَقَدْ رَأَيْتَ أَنِّي أَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى جِهَادِ الرُّومِ بِالشَّامِ ، لِيُؤَيِّدَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَجْعَلَ اللَّهُ كَلِمَتَهُ الْعُلْيَا مَعَ أَنَّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ الْحَظَّ الْوَافِرَ لأَنَّهُ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ هَلَكَ شَهِيدًا ، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ، وَمَنْ عَاشَ عَاشَ مُدَافِعًا عَنِ الدِّينِ ، مُسْتَوْجِبًا عَلَى اللَّهِ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ ، وَهَذَا رَأْيِي الَّذِي رَأَيْتُ ، فَأَشَارَ امْرُؤٌ عَلَيَّ بِرَأْيِهِ . فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَخُصُّ بِالْخَيْرِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَاللَّهِ مَا اسْتَبَقْنَا إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ قَطُّ إِلا سَبَقْتَنَا إِلَيْهِ وَ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ سورة الحديد آية 21 قَدْ وَاللَّهِ أَرَدْتُ لِقَاءَكَ بِهَذَا الرَّأْيِ الَّذِي رَأَيْتَ . فَمَا قَضَى أَنْ يَكُونَ حَتَّى ذَكَرْتَهُ قَبْلِي ، فَقَدْ أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ سَبِيلَ الرَّشَادِ ، سَرِّبْ إِلَيْهِمُ الْخَيْلَ فِي إِثْرِ الْخَيْلِ ، وَابْعَثِ الرِّجَالَ بَعْدَ الرِّجَالِ ، وَالْجُنُودَ تَتْبَعُهَا الْجُنُودُ ، فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ دِينَهُ وَمُعِزُّ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ . ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَامَ فَقَالَ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهَا الرُّومُ وَبَنُو الأَصْفَرِ حَدٌّ حَدِيدٌ وَرُكْنٌ شَدِيدٌ ، مَا أَرَى أَنْ تُقْحِمَ عَلَيْهِمْ إِقْحَامًا ، لَكِنْ تَبْعَثُ الْخَيْلَ فَتُغِيرُ فِي قَوَاصِي أَرْضِهِمْ ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْكَ . فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِمْ مِرَارًا أَضَرُّوا بِهِمْ وَغَنِمُوا مِنْ أَدَانِي أَرْضِهِمْ ، فَقَوُوا بِذَلِكَ عَنْ عَدُوِّهِمْ ، ثُمَّ تَبْعَثُ إِلَى أَرَاضِي أَهْلِ الْيَمَنِ وَأَقَاصِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ، ثُمَّ تَجْمَعُهُمْ جَمِيعًا إِلَيْكَ ، ثُمَّ إِنْ شِئْتَ بَعْدَ ذَلِكَ غَزَوْتَهُمْ بِنَفْسِكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَغْزَيْتَهُمْ ، ثُمَّ سَكَتَ وَسَكَتَ النَّاسُ . إِذا قَالَ ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ : مَا تَرَوْنَ ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : إِنِّي أَرَى أَنَّكَ نَاصِحٌ لأَهْلِ هَذَا الدِّينِ شَفِيقٌ عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا رَأَيْتَ رَأْيًا تَرَاهُ لِعَامَّتِهِمْ صَلاحًا فَاعْزِمْ عَلَى إِمْضَائِهِ فَإِنَّكَ غَيْرُ ظِنِّينٍ ، فَقَالَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعَدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، وَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ : صَدَقَ عُثْمَانُ مَا رَأَيْتَ مِنْ رَأْيٍ فَأَمْضِهِ ، فَإِنَّا لا نُخَالِفُكَ وَلا نَتَّهِمُكَ ، وَذَكَرُوا هَذَا وَأَشْبَاهَهُ ،وَعَلِيٌّ فِي الْقَوْمِ لَمْ يَتَكَلَّمْ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَاذَا تَرَى يَا أَبَا الْحَسَنِ ؟ فَقَالَ : أَرَى إنَّكَ إِنْ سِرْتَ إِلَيْهِمْ بِنَفْسِكَ ، أَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِمْ نُصِرْتَ عَلَيْهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقَالَ : بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ ، وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِرًا عَلَى كُلِّ مَنْ نَاوَأَهُ حَتَّى يَقُومَ الدِّينُ وَأَهْلُهُ ظَاهِرُونَ " ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيثَ ، لَقَدْ سَرَرْتَنِي بِهِ ، سَرَّكَ اللَّهُ . ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ فِي النَّاسِ فَذَكَرَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِالإِسْلامِ ، وَأَكْرَمَكُمْ بِالْجِهَادِ ، وَفَضَّلَكُمْ بِهَذَا الدِّينِ عَلَى كُلِّ دِينٍ ، فَتَجَهَّزُوا عِبَادَ اللَّهِ إِلَى غَزْوِ الرُّومِ بِالشَّامِ ، فَإِنِّي مُؤَمِّرٌ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءَ وَعَاقِدٌ لَهُمْ . فَأَطِيعُوا رَبَّكُمْ ، وَلا تُخَالِفُوا أُمَرَاءَكُمْ ، لِتَحْسُنَ نِيَّتُكُمْ وَشُرْبُكُمْ وَأَطْعِمَتُكُمْ فَـ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ سورة النحل آية 128 قَالَ : فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَوَاللَّهِ مَا أَجَابُوا ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مَا لَكُمْ لا تُجِيبُونَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ سورة الأنفال آية 24 ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا سورة التوبة آية 42 لابْتَدَرْتُمُوهُ ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ ، فَقَالَ : يَابْنَ الْخَطَّابِ ، أَلَنَا تَضْرِبُ الأَمْثَالَ ، أَمْثَالَ الْمُنَافِقِينَ ؟ فَمَا مَنَعَكَ مِمَّا عِبْتَ عَلَيْنَا فِيهِ أَنْ تَبْتَدِئَ بِهِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُجِيبُهُ لَوْ يَدْعُونِي ، وَأَغْزُو لَوْ يُغَزِّينِي . قَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ : وَلَكِنْ نَحْنُ لا نَغْزُو لَكُمْ ، إِنْ غَزَوْنَا إِنَّمَا نَغْزُو لِلَّهِ . فَقَالَ عُمَرُ : وَفَّقَكَ اللَّهُ فَقَدْ أَحْسَنْتَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَمْرٍو : اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَإِنَّ عُمَرَ لَمْ يُرِدْ بِمَا سَمِعْتَ أَذَى مُسْلِمٍ وَلا تَأْنُيبَهُ ، إِنَّمَا أَرَادَ بِمَا سَمِعْتَ أَنْ يَنْبَعِثَ الْمُتَثَاقِلُونُ إِلَى الأَرْضِ إِلَى الْجِهَادِ . فَقَامَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، فَقَالَ : صَدَقَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اجْلِسِ ابْنَ أَخِي فَجَلَسَ ، وَقَالَ خَالِدٌ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، فَاللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ، وَمُظْهِرٌ دِينَهُ ، وَمُهْلِكٌ عَدُوَّهُ ، وَنَحْنُ غَيْرُ مُخَالِفِينَ وَلا مُخْتَلِفِينَ ، وَأَنْتَ الْوَالِي النَّاصِحُ الشَّفِيقُ ، نَنْفِرُ إِذَا اسْتَنْفَرْتَنَا ، وَنُطِيعُكَ إِذَا أَمَرْتَنَا . فَفَرِحَ بِمَقَالَتِهِ أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَخٍ وَخَلِيلٍ ، فَقَدْ كُنْتَ أَسْلَمْتَ مُرْتَقِبًا ، وَهَاجَرْتَ مُحْتَسِبًا . قَدْ كُنْتَ هَرَبْتَ بِدِينِكَ مِنَ الْكُفَّارِ لِكَيْمَا يُطَاعَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتَعْلُوَ كَلِمَتُهُ ، وَأَنْتَ أَمِيرُ النَّاسِ فَسِرْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ . وَرَجَعَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَتَجَهَّزَ ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِلالا فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ : أَنِ انْفِرُوا أَيُّهَا النَّاسُ إِلَى جِهَادِ الرُّومِ بِالشَّامِ ، وَالنَّاسُ يَرَوْنَ أَنَّ أَمِيرَهُمْ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَكَانَ النَّاسُ لا يَشُكُّونَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَمِيرُهُمْ ، وَكَانَ أَوَّلَ خَلِقِ اللَّهِ عَسْكَرَ ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ خَرَجُوا إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ مِنْ عَشْرَةٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى اجْتَمَعَ أُنَاسٌ كَثِيرٌ . فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ رِجَالٌ مِنَ الصَّحَابَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ ، فَرَأَى عُدَّةً حَسَنَةً لَمْ يَرْضَ عُدَّتَهَا لِلرُّومِ . فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ ؟ أَنْ نَشْخَصَهُمْ إِلَى الشَّامِ فِي هَذِهِ الْعَدَّةِ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَرْضَى هَذِهِ الْعُدَّةَ لِجُمُوعِ بَنِي الأَصْفَرِ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : مَاذَا تَرَوْنَ أَنْتُمْ ؟ فَقَالُوا : نَحْنُ نَرَى مَا رَأَى عُمَرُ ، فَقَالَ : أَلا أَكْتُبُ كِتَابًا إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ نَدْعُوهُمْ إِلَى الْجِهَادِ ، وَنُرَغِّبُهُمْ فِي ثَوَابِهِ . فَرَأَى ذَلِكَ جَمِيعُ أَصْحَابِهِ ، فَقَالُوا : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ افْعَلْ ، فَكَتَبَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْ قُرِئَ عَلَيْهِ كِتَابِي هَذَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ . سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقالا ، وَيُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْجِهَادُ فَرِيضَةٌ مَفْرُوضَةٌ وَالثَّوَابُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ، وَقَدِ اسْتَنْفَرْنَا الْمُسْلِمِينَ إِلَى جِهَادِ الرُّومِ بِالشَّامِ ، وَقَدْ سَارَعُوا إِلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ حَسُنَتْ فِي ذَلِكَ نَيَّتُهُمْ وَعَظُمَتْ حِسْبَتُهُمْ ، فَسَارِعُوا عِبَادَ اللَّهِ إِلَى مَا سَارَعُوا إِلَيْهُ ، وَلْتَحْسُنْ نِيَّتُكُمْ فِيهِ ، فَإِنَّكُمْ إِلَى إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ، إِمَّا الشَّهَادَةُ وَإِمَّا الْفَتْحُ وَالْغَنِيمَةُ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَ مِنْ عِبَادِهِ بِالْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ ، وَلا يَزَالُ الْجِهَادُ لأَهْلِ عَدَاوَتِهِ حَتَّى يَدِينُوا بِدِينِ الْحَقِّ ، وَيُقِرُّوا لِحُكْمِ الْكِتَابِ . حَفِظَ اللَّهُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَهَدَى قُلُوبَكُمْ ، وَزَكَّى أَعْمَالَكُمْ ، وَرَزَقَكُمْ أَجْرَ الْمُجَاهِدِينَ الصَّابِرِينَ . وَبَعَثَ بِهَذَا الْكِتَابِ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْخُزَاعِيِّ

صحابي

ابْنُ كَعْبٍ

مقبول

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

أَبُو إِسْحَاقَ

ثقة

إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ

متهم بالكذب

إِسْمَاعِيلُ الْعَطَّارُ

ثقة

أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ

ثقة

أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ

ثقة مأمون

أَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ

ثقة

أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُسْلِمَةِ

ثقة

أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.