باب ما جاء في ذكر الانهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والاشجار


تفسير

رقم الحديث : 1323

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الملك بْن أَحْمَد الواسطي ، أنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت الخطيب ، أخبرني عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الْكَتَّانِيّ ، نَا تمام بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرازي الحافظ ، أخبرني أَبِي ، وأبو العباس أَحْمَد بْن عتبة بْن مكين الأطروش ، قالا : أنا أَبُو الْقَاسِم عمار بْن الخزر بْن عمار الجسريني بجسرين ، نَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن زفر الأحمري البعلبكي بدمشق ، قَالَ : قَالَ أَبِي عَبْد اللَّه : حَدَّثَنِي أَبِي يزيد ، عن جدي زفر ، قَالَ : سألت مكحولا عن نهر يزيد وكيف كان قصته ؟ قَالَ : سألت مني خبيرا ، أخبرني الثقة أنه كان نهرا نباطيا يجري شيئا ، يسقي ضيعتين فِي الغوطة لقوم يقال لهم بنو فوقا . ولم يكن فيه لأحد شيء غيرهم . فماتوا فِي خلافة مُعَاوِيَة ولم يبق لهم وارث ، فأخذ مُعَاوِيَة ضياعهم وأموالهم فلم يزل كذلك حتى مات مُعَاوِيَة فِي رجب سنة ستين ، وولي ابنه يزيد فنظر إِلَى أرض واسعة ليس لها ماء . وكان مهندسا فنظر إِلَى النهر فإذا هو صغير . فأمر بحفره ومنعه من ذَلِكَ أهل الغوطة ، ودافعوه فلطف بهم عَلَى أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله . فأجابوه إِلَى ذَلِكَ ، فاحتفر نهرا فِي سعة ستة أشبار ، وعرضه وعمقه ستة أشبار ، وله ملء جنبتيه . وكان عَلَى ذَلِكَ كما شرط لهم . فهذه قصة نهر يزيد . ومات فِي رجب سنة أربع وستين حتى ولي هشام بْن عَبْد الملك ، فسأله أهل قرية حرستا شرب شفاههم وماء لمسجدهم ، فكلم فَاطِمَةَ ابنة عاتكة ابنة يزيد فِي ذَلِكَ ، فأجابته عَلَى أنه احتفر نهرا صغيرا يجري إِلَى مسجدهم للشرب لا لغيره ، وفتح الحجر الذي يمر منه الماء بقرية حرستا فترا فِي فتر مستدير ، يجري لهم من الأرض عَلَى مقدار شبر من ارتفاع بطن النهر . وسأله عَبْد العزيز مولى هشام أن يجري له شيئا يسقي ضيعته ، فأجابه بعد أن سأل فِي أمره يوم الأربعاء ، وصيرت له ماصية فتحها شبر فِي أصغر من شبر . ثم سأله خَالِد عَلَى أن يسقي ضيعته فأجابه إِلَى يوم الخميس فهيئت عليه ماصية كحكاية هذه الماصية . وأقام رجل من أهل دمشق يقال له جرجة بْن قعرا عند سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك شاهدين يشهدان له فِي النهر قناة تجري إِلَى حمام له يديره ، وزعم أنها كانت عجمية ، فسجل له سُلَيْمَان بذلك سجلا وهي رطل من الماء يجري فِي سيلون فِي ديره . وقل الماء فِي ولاية سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك حتى لم يبق فِي بردا إلا شيء يسير . فشكوا ذَلِكَ إِلَى سُلَيْمَان ، فأرسل سُلَيْمَان عبيد بْن أسلم مولاه إِلَى أصل العين لكرايتها ، فدخلوا لكرايتها ، فبينما هم كذلك إذا هم بباب من حديد مشبك يخرج الماء من كوى فيه ، يسمعون داخلها صوت ماء كثير ، ويسمعون صوت اضطراب السمك فيها ، فكتبوا إِلَى سُلَيْمَان بذلك ، فأمرهم أن لا يحركوا شيئا وأن يكروا بين يديه فأكروا . ولم يزل كذلك إِلَى زمن ولاية هشام بْن عَبْد الملك لم يكن فيه شيء أكثر من ذَلِكَ ، فشكا أهل بردا قلة الماء إِلَى هشام بْن عَبْد الملك ، فأمر الْقَاسِم بْن زياد أن يماز لهم الأنهار فمازها ، فأعطى أهل نهر يزيد ست عشرة مسكبة ، والفرق الكبير خمس مساكب ، والفرق الصغير أربع مساكب ، ونهر داريا ست عشر مسكبة ، ونهر ثورة اثنتين وأربعين مسكبة ، ونهر باناس ثلاثين مسكبة ، ومسكبة فيه حملت فيه تصب ليزيد بْن أَبِي مريم مولى سهل بْن الحنظلية ، وثلاث مساكب للفضل بْن صالح الهاشمي حملت فيه من بعده ، ونهر مجذول اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر داعية ثلاث عشرة مسكبة ، ونهر حيوة وهو نهر الزلف اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر التومة العليا خمس مساكب ، ونهر التومة السفلى أربع مساكب ، ونهر الزابون أربع مساكب ، ونهر الملك أربع مساكب ، والقنا لم تماز يومئذ تأخذ ملء جنبتيها . وكان الْوَلِيد بْن عَبْد الملك لما بنى المسجد اشترى ماء من نهر السكون يقال له الوقية ، فجعله فِي القناة إِلَى المسجد ، والحجر شبر ونصف فِي شبر ونصف ، وثقب الثقب شبرا فِي أقل من شبر عَلَى أنه إذا انقطعت القناة أو اعتلت ليس لأحد أن يأخذ من ماء الوقية شيئا ولا لأصحاب القساطل فيها حق ، فإذا جرت يأخذ كل ذي حق حقه ويفتح القساطل عَلَى الولاء . وقال يزيد : أنا أدركت القناة يدخل فيها الرجل يسير فيها ، وهي مسقوفة يمد يديه فلا ينال سقفها ، وليس فيها شيء مثلوم . ومات يزيد بْن مُعَاوِيَة فِي رجب سنة أربع وستين ، فهذه قصة نهر يزيد . وولي سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك سنة ست وتسعين ، وتوفي سُلَيْمَان يوم الْجُمُعَةِ لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين . وسجل سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك لجرجة بْن قعرا سجلا واشهد فيه شهودا ونسخة سجله : بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم هذا كتاب كتبه سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك أمير المؤمنين لجرحة بْن قعرا بثبات قناته فِي نهر يزيد إِلَى ديره لما قامت البينة . وشهد له عَبْد العزيز بْن عَبْد الرحيم اليحصبي ، وعبد اللَّه بْن الحصين بْن المبارك الهمداني ، وزيد بْن أسلم بْن عَبْد اللَّه القرشي ، ومحمد بْن عَبْد الرحيم بْن الْفَضْل بْن العباس الهاشمي ، وكتب شهادته بخطه عَلَى سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك بما فِي هذا الكتاب يوم الخميس فِي شهر رمضان سنة ثمان وتسعين . وكتب سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك بخطه ، وأشهد اللَّه عَلَى نفسه وكفى بالله شهيدا ، بحضرة جماعة من أهل دمشق وغوطتها ، منهم : عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البكري ، ويزيد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الهمداني ، وعبيد اللَّه بْن شبل الفهري ، وحكيم بْن عَبْد اللَّه بْن المبارك الحجبي ، وَالْفَضْلُ بْن عَبْد الكريم القرشي ، وعبد اللَّه بْن المبارك النميري من أهل الغوطة من قرية طرميس ، وذكوان بْن عَبْد اللَّه مولى عَبْد الملك بْن مروان ، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه مولى عَبْد الملك ، وَالْفَضْلُ بْن الْقَاسِم مولى بني هاشم . ومات هشام بْن عَبْد الملك يوم الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة . رواه غيره فَقَالَ : أَحْمَد بْن عبيد اللَّه بْن يزيد .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.