باب صفة خلقه ومعرفة خلقه


تفسير

رقم الحديث : 1905

فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفُرَاوِيُّ الشُّرُوطِيُّ ، بِنَيْسَابُورَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْجُرْجَانِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ . أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُؤَيَّدِ نَازَتِينُ الْمَعْرُوفَةُ بِجُمُعَةَ بِنْتِ أَبِي حَرْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ النيسابورية ، بِنَيْسَابُورَ ، قَالَتْ : أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي الْجَلِيلُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَزَّارُ أَبُو عَلِيٍّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ ، حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةَ هَاجَرَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ ، فَمَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَكَانَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي ، وَتَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ ، فَتُطْعِمُ وَتَسْقِي ، وَسَأَلُوهَا : هَلْ مَعَهَا لَحْمٌ أَوْ لَبَنٌ يَشْتَرُوهُ مِنْهَا ، فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ . وَقَالَتْ : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزْنَاكُمُ الْقِرَى ، وَإِذَا الْقَوْمُ مُرْمِلُونَ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ خَيْمَتِهَا ، فَقَالَ : " مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟ " ، فَقَالَتْ : شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ ، قَالَ : " فَهَلْ لَهَا مِنْ لَبَنٍ ؟ " ، قَالَتْ : بِأَبِي وَأُمِّي هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَاكَ ، قَالَ : " تَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا ؟ " ، قَالَتْ : إِنْ كَانَ بِهَا حَلْبٌ فَاحْلِبْ . قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّاةِ فَمَسَحَهَا ، وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَسَحَ ضَرْعَهَا ، فَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يُرْبِضُ الرَّهْطَ ، فَتَفَاجَّتْ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلَتْهُ الثُّمَالُ ، فَسَقَاهَا ، أَيِّ النَّهْلُ ، فَسَقَاهَا وَسَقَى أَصْحَابَهُ ، فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا عَلَلا بَعْدَ نَهَلٍ حَتَّى أَرَاضُوا ، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ ، وَقَالَ : " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ ، فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ ارْتَحَلُوا ، قَالَ : فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا حُيَّلا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هَزَلا لا نَقِيَّ بِهِنَّ مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ . قَالَ أَبُو عَلِيٍّ : قُلْتُ لأَبِي الْحَسَنِ الأَثْرَمِ : وَمَا لا نَقِيَّ بِهِنَّ ؟ قَالَ : الشَّحْمُ وَاللَّحْمُ وَهُوَ النَّقِيُّ . فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبَ ، وَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَلا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ وَالشَّاءُ عَازِبَةٌ ؟ فَقَالَتْ : لا وَاللَّهِ إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَقَالَ : صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي تَطْلُبُ ، فَقَالَتْ : رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ، حَسَنَ الْخَلْقِ ، مُتَبَلِّجَ الْوَجْهِ ، لَمْ تَعْلُهُ نَخْلَةٌ ، وَلَمْ تَزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ . قَالَ أَبُو عَلِيٍّ : فَسَّرَ لَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ : كَأَنِّي بِرَجُلٍ مِنَ الْحَبَشَةِ أَصْعَلَ أَصْمَعَ ، حَمْشِ السَّاقَيْنِ . قَالَ : فَقَالَ : أَصْعَلُ : صَغِيرُ الرَّأْسِ ، أَصْمَعُ : صَغِيرُ الأُذُنَيْنِ . قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الأَثْرَمُ : ثُجْلَةٌ ؟ قَالَ : الرَّأْسُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُجَاوِزُ الْحَدَّ . وَسِيمٌ قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ ضَحِكٌ ، أَحْوَرُ ، أَكْحَلُ ، أَزَجُّ ، أَقْرَنُ ، فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ ، إِذَا صَمَتَ عَلاهُ الْوَقَارُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ وَسَمَا عَلاهُ الْبَهَاءُ ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ ، فصل ، لا هَذِرٌ ، وَلا نَزِرٌ . كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ ، فَأْجَهَرُ النَّاسِ ، وَأَجْمَلُهُ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، رَبْعَةٌ لا يَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَبْيَضُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ، إِنْ قَالَ سَمِعُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لا عَابِسٌ وَلا مُعْتَدٍ . قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي تَطْلُبُ ، وَلَوْ صَادَفْتُهُ لالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، وَلأَجْهَدَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا . قَالَ : وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَسْمَعُونَهُ ، وَلا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ : وَهُوَ يَقُولُ : جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلا بِهِ فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا يُجَازَى وَسُودَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا فَإِنَّكُمْ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ لَهُ بِصَرِيحٍ ضُرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ بِدَرَّتِهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مُورِدِ قَال : فَأَصْبَحَ النَّاسُ قَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ فَأَخَذُوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ حَتَّى لَحِقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : وَأَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ : لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِي وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِي نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوَلْهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي ضَحْوَةِ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ لِيَهِنْ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ وَيَهِنْ بَنِي كَعْبٍ مَكَانَ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِي قَال : فَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ

صحابي

الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ

ثقة

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ

مقبول

أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ

صدوق حسن الحديث

الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَزَّارُ أَبُو عَلِيٍّ

ثقة

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ

ثقة حافظ

أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ

ثقة

أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ

ثقة صالح

أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْجُرْجَانِيُّ

ثقة صالح

أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفُرَاوِيُّ الشُّرُوطِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.