وقد جاء في صفة النبي عليه الصلاة والسلام من الاحاديث الطوال ما يشتمل على اكثر من هذه...


تفسير

رقم الحديث : 1904

فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ مَاهَانَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ شُجَاعِ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ , أَنْبَأَنَا بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , قالا : أَنْبَأَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيِّ ، عَنْ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ : هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ ، فَمَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي ، وَتَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ وَتُطْعِمُ وَتَسْقِي . فَسَأَلُوهَا لَحْمًا أَوْ تَمْرًا ، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، وَإِنَّ الْقَوْمَ مُرْمِلُونَ ، فَقَالَتْ : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْئٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ خَيْمَتِهَا ، فَقَالَ : " مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟ " ، قَالَتْ : شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ ، فَقَالَ : " هَلْ لَهَا مِنْ لَبَنٍ ؟ " ، قَالَتْ : هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلِبَهَا ؟ " ، قَالَتْ : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنْ رَأَيْتَ لَهَا حَلْبًا احْلِبْهَا ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّاةِ ، فَجَاءَتْ ، فَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِهَا وَضَرْعِهَا ، وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي شَاتِهَا " ، فَتَفَاجَّتْ ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يُرْبِضُ الرَّهْطَ ، فَحَلَبَ فِيهَا ثَجًّا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ ، فَسَقَاهَا ، فَشَرِبَتْ حَتَّى رُوِيَتْ ، ثُمَّ حَلَبَ ، وَأَسْقَى أَصْحَابَهُ ، فَشَرِبُوا حَتَّى رُوُوا ، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ ، وَقَالَ : " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " ، فَشَرِبُوا جَمِيعًا عَلَلا بَعْدَ نَهَلٍ ، حَتَّى أَرَاضُوا ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهَا ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ ، فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا ، ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهَا ، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ أَعْنُزًا عِجَافًا هُزْلا ، مَخُّهُنَّ قَلِيلٌ لا نَقِيَّ بِهِنَّ ، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكُمُ اللَّبَنَ هَذَا ، وَالشَّاءُ عَازِبَةٌ ؟ قَالَتْ : لا وَاللَّهِ ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ ، كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ . قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي يُطْلَبُ ، صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، قَالَتْ : رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ، مُتَبَلِّجَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الْخُلُقِ ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ ، وَلَمْ تَزْرِ بِهِ صُقْلَةٌ ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ ضَحْكَةٌ ، أَحْوَرُ ، أَكْحَلُ ، أَزَجُّ ، أَقْرَنُ ، رَجِلٌ فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ ، إِذَا صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنْحَدِرْنَ ، فصل ، لا نَزِرٌ وَلا هَذِرٌ ، أَزْهَرُ اللَّوْنِ ، يَعْنِي أَجْهَرُ النَّاسِ ، وَأَجْمَلُ النَّاسِ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْلاهُ وَأْحَسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، رَبْعَةٌ لا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ . إِنْ قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لا عَابِسٌ وَلا قَابِحٌ وَلا مُتَنَحٍّ . قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ ، وَلَوْ كُنْتُ وَافَقْتُهُ لالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، وَلأَفْعَلَنَّهُ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا . وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَسْمَعُونَهُ وَلا يَدْرُونَ مَنْ يَقُولُهُ وَهُوَ يَقُولُ : جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتِي أُمَّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلا بِهِ فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا يُجَارَى وَسُودَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا فَإِنَّكُمْ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَايِلٍ فَتَحَلَّبَتْ لَهُ بِصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ بِدَرَّتِهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ قَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذُوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ حَتَّى لُحِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَجَابَهُ حَسَّانٌ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي ضَحْوَةِ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ لِيَهِنْ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ وَقَالَ غَيْرُهُ مِثْلَهُ أَيْضًا : قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : بَلَغِنِي أَنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ : هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ ، فَمَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي ، وَتَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ وَتُطْعِمُ وَتَسْقِي . فَسَأَلُوهَا لَحْمًا أَوْ تَمْرًا ، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، وَإِنَّ الْقَوْمَ مُرْمِلُونَ ، فَقَالَتْ : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْئٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ خَيْمَتِهَا ، فَقَالَ : " مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟ " ، قَالَتْ : شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ ، فَقَالَ : " هَلْ لَهَا مِنْ لَبَنٍ ؟ " ، قَالَتْ : هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلِبَهَا ؟ " ، قَالَتْ : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنْ رَأَيْتَ لَهَا حَلْبًا احْلِبْهَا ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّاةِ ، فَجَاءَتْ ، فَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِهَا وَضَرْعِهَا ، وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي شَاتِهَا " ، فَتَفَاجَّتْ ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يُرْبِضُ الرَّهْطَ ، فَحَلَبَ فِيهَا ثَجًّا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ ، فَسَقَاهَا ، فَشَرِبَتْ حَتَّى رُوِيَتْ ، ثُمَّ حَلَبَ ، وَأَسْقَى أَصْحَابَهُ ، فَشَرِبُوا حَتَّى رُوُوا ، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ ، وَقَالَ : " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " ، فَشَرِبُوا جَمِيعًا عَلَلا بَعْدَ نَهَلٍ ، حَتَّى أَرَاضُوا ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهَا ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ ، فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا ، ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهَا ، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ أَعْنُزًا عِجَافًا هُزْلا ، مَخُّهُنَّ قَلِيلٌ لا نَقِيَّ بِهِنَّ ، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكُمُ اللَّبَنَ هَذَا ، وَالشَّاءُ عَازِبَةٌ ؟ قَالَتْ : لا وَاللَّهِ ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ ، كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ . قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي يُطْلَبُ ، صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، قَالَتْ : رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ، مُتَبَلِّجَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الْخُلُقِ ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ ، وَلَمْ تَزْرِ بِهِ صُقْلَةٌ ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ ضَحْكَةٌ ، أَحْوَرُ ، أَكْحَلُ ، أَزَجُّ ، أَقْرَنُ ، رَجِلٌ فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ ، إِذَا صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَنْحَدِرْنَ ، فصل ، لا نَزِرٌ وَلا هَذِرٌ ، أَزْهَرُ اللَّوْنِ ، يَعْنِي أَجْهَرُ النَّاسِ ، وَأَجْمَلُ النَّاسِ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْلاهُ وَأْحَسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، رَبْعَةٌ لا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ . إِنْ قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لا عَابِسٌ وَلا قَابِحٌ وَلا مُتَنَحٍّ . قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ ، وَلَوْ كُنْتُ وَافَقْتُهُ لالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، وَلأَفْعَلَنَّهُ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا . وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَسْمَعُونَهُ وَلا يَدْرُونَ مَنْ يَقُولُهُ وَهُوَ يَقُولُ : جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتِي أُمَّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلا بِهِ فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا يُجَارَى وَسُودَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا فَإِنَّكُمْ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَايِلٍ فَتَحَلَّبَتْ لَهُ بِصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ بِدَرَّتِهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ قَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذُوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ حَتَّى لُحِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَجَابَهُ حَسَّانٌ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي ضَحْوَةِ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ لِيَهِنْ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ وَقَالَ غَيْرُهُ مِثْلَهُ أَيْضًا : قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : بَلَغِنِي أَنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ . .

صحابي

الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيِّ

ثقة

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ

مقبول

بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ

صدوق حسن الحديث

عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ

ثقة حافظ

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ

ثقة حافظ

بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

ثقة حافظ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ

إمام جبل حجة

أَبُو مَنْصُورِ بْنُ شُجَاعِ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ

مجهول الحال

أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ مَاهَانَ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.