وقد جاء في صفة النبي عليه الصلاة والسلام من الاحاديث الطوال ما يشتمل على اكثر من هذه...


تفسير

رقم الحديث : 1912

وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدَوَيْهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، أَنْبَأَنَا جُمَيْعُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ سَمَّاهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ هِنْدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ ، وَكَانَ وَصَّافًا يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي ، عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا لَعَلِّي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِهِ ، قَالَ : كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَخْمًا مُفَخَّمًا ، يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ ، وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ ، عَظِيمَ الْهَامَةِ ، رَجِلَ الشَّعْرِ ، إِذَا تَفَرَّقَتْ عَنْفَقَتُهُ تَفَرَّقَ ، وَإِلا فَلا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ ، أَزْهَرَ الْعَيْنِ ، وَاسِعَ الْجَبِينِ ، أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ ، بَيْنَهُمَا عَرَقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ ، أَقْنَى الْعِرْنِينِ ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ ، يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ ، كَثَّ اللِّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ ، ضَلِيعَ الْفَمِ ، أَشْنَبَ ، مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ ، بَادِنًا يَتَمَاسَكُ ، سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ ، عَرِيضَ الصَّدْرِ ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ ، أَنْوَرَ الْمُتَجَرَّدِ ، مَوْصُولَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَاللَّبَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ ، عَارِيَ الْبَطْنِ وَالثَّدْيَيْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ ، أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ ، طَوِيلَ الزِّنْدَيْنِ ، رَحْبَ الرَّاحَةِ ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ، سَائِلَ الأَطْرَافِ أَوْ سَبِطَ الْقَصَبِ ، خَمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ ، مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ ، إِذَا زَالَ زَالَ قَلَعًا ، يَخْطُو تَكَفِّيًا ، وَيَمْشِي هَوْنًا ، ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، وَإِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا ، وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا ، خَافِضَ الطَّرْفِ ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلاحَظَةُ ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ ، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلامِ . قَالَ : قُلْتُ : صِفْ لِي مَنْطِقَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ، قَالَ : كَانَ مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ ، دَائِمَ الْفِكْرِ ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ ، طَوِيلَ السَّكْتِ ، لا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ ، يَفْتَتِحُ الْكَلامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ، لا فُضُولَ وَلا يُقَصِّرُ ، لَيْسَ بِالْجَافِي وَلا الْمَهِينِ ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ ، لا يَذُمُّ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَوَّاقًا ، وَلا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ مِنْهَا ، فَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا ، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا ، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى ، فَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ، فَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ ، وَيَفْتَرُّ عَنْ حَبٍّ مِثْلِ الْغَمَامِ . قَالَ الْحَسَنُ : فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحُسَيْنَ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ ، فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَهُ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، عَنْ مَدْخَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَخْرَجِهِ ، وَشَكْلِهِ ، وَمَجْلِسِهِ ، أَوْ قَالَ : وَسَكْتِهِ ، وَلَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئًا ، قَالَ الْحُسَيْنُ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ : جُزْءٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَجُزْءٌ لِنَفْسِهِ ، وَجُزْءٌ لأَهْلِهِ ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْءَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَرَدَّ ذَلِكَ عَنِ الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ ، وَلا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ ، وَقَسَّمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ ، وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ ، وَالأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ ، وَإِجْرَائِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ ، وَيَقُولُ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، أَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغَ حَاجَتِهِ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لا يَقْدِرُ إِبْلاغَهَا أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلا ذَلِكَ ، وَلا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ قَبِلَهُ غَيْرَهُ ، يَدْخُلُونَ رُوَّادًا ، وَلا يَفْتَرِقُونَ إِلا عَنْ ذَوَاقٍ ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً . قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ يُخَزِّنُ لِسَانَهُ إِلا مِمَّا يَعْنِيهِ ، وَكَانَ يُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ ، يُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ ، وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلا خُلُقَهُ ، يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ ، مُعْتَدِلَ الأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يَجُوزُهُ ، الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً . فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَجْلِسُ وَلا يَقُومُ إِلا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، لا يَوْطَنُ الأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ بِهِ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ إِلَى الْمَجْلِسِ ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ ، لا يَحْسَبُ أَحَدُ جُلَسَائِهِ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ ، جَالِسُهُ أَوْ قَادِمُهُ فِي حَاجَةٍ ، صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَتَهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ خُلُقُهُ ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا ، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حُكْمٍ ، وَصَبْرٍ ، وَأَمَانَةٍ ، لا يُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ ، وَلا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ ، مُتَعَادِلِينَ يَتَوَاصَوْنَ فِيهِ بِالتَّقْوَى ، مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ ، وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ ، وَيَحْفَظُونَ الْقَرِيبَ ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ ، وَلا غَلِيظٍ ، وَلا سَخَّابٍ ، وَلا فَحَّاشٍ ، وَلا فَخْمًا ، وَلا مُفَخَّمًا ، وَلا عَيَّابًا وَلا مَدَّاحًا ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي ، وَلا يُؤَيِّسُ مِنْهُ ، وَلا يُحِبُّ فِيهِ ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ : الْمِرَاءِ ، وَالإِكْثَارِ ، وَمِمَّا لا يَعْنِيهِ . وَتَرَكَ النَّاسَ ، كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا قَطُّ ، وَلا يُعَيِّرُ ، وَلا يَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ ، وَعَوْرَاتِهِ ، وَلا عَوْرَتَهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَكَتُوا ، وَلا يَتَنَازَعُونَ الْحَدِيثَ عِنْدَهُ ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِهِ ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونهم ، وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ فَأَرْفِدُوهُ ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ ، وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ . قَالَ : فَكَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ : عَلَى الْحِلْمِ ، وَالْحَذَرِ ، وَالتَّقْدِيرِ ، وَالتَّفَكُّرِ . فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ : فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ ، وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ . وَأَمَّا تَفَكُّرُهُ : فَفِيمَا يَفْنَى وَيَبْقَى ، وَجُمِعَ لَهُ الْحُكْمُ فِي الصَّدْرِ ، فَكَانَ لا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلا يَسْتَفِزُّهُ . وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ : أَخْذِهِ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُنْهَى عَنْهُ ، وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِي إِصْلاحِ أُمَّتِهِ ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
هِنْدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ ، وَكَانَ وَصَّافًا يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي ، عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا لَعَلِّي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِهِ ، قَالَ : كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَخْمًا مُفَخَّمًا ، يَتَلأْلأُ وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ ، وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ ، عَظِيمَ الْهَامَةِ ، رَجِلَ الشَّعْرِ ، إِذَا تَفَرَّقَتْ عَنْفَقَتُهُ تَفَرَّقَ ، وَإِلا فَلا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ ، أَزْهَرَ الْعَيْنِ ، وَاسِعَ الْجَبِينِ ، أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ ، بَيْنَهُمَا عَرَقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ ، أَقْنَى الْعِرْنِينِ ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ ، يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ ، كَثَّ اللِّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ ، ضَلِيعَ الْفَمِ ، أَشْنَبَ ، مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ ، بَادِنًا يَتَمَاسَكُ ، سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ ، عَرِيضَ الصَّدْرِ ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ ، أَنْوَرَ الْمُتَجَرَّدِ ، مَوْصُولَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَاللَّبَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ ، عَارِيَ الْبَطْنِ وَالثَّدْيَيْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ ، أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ ، طَوِيلَ الزِّنْدَيْنِ ، رَحْبَ الرَّاحَةِ ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ، سَائِلَ الأَطْرَافِ أَوْ سَبِطَ الْقَصَبِ ، خَمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ ، مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ ، إِذَا زَالَ زَالَ قَلَعًا ، يَخْطُو تَكَفِّيًا ، وَيَمْشِي هَوْنًا ، ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، وَإِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا ، وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا ، خَافِضَ الطَّرْفِ ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلاحَظَةُ ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ ، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلامِ . قَالَ : قُلْتُ : صِفْ لِي مَنْطِقَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ، قَالَ : كَانَ مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ ، دَائِمَ الْفِكْرِ ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ ، طَوِيلَ السَّكْتِ ، لا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ ، يَفْتَتِحُ الْكَلامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ، لا فُضُولَ وَلا يُقَصِّرُ ، لَيْسَ بِالْجَافِي وَلا الْمَهِينِ ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ ، لا يَذُمُّ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَوَّاقًا ، وَلا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ مِنْهَا ، فَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا ، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا ، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى ، فَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ، فَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ ، وَيَفْتَرُّ عَنْ حَبٍّ مِثْلِ الْغَمَامِ . قَالَ الْحَسَنُ : فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحُسَيْنَ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ ، فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَهُ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، عَنْ مَدْخَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَخْرَجِهِ ، وَشَكْلِهِ ، وَمَجْلِسِهِ ، أَوْ قَالَ : وَسَكْتِهِ ، وَلَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئًا ، قَالَ الْحُسَيْنُ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ : جُزْءٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَجُزْءٌ لِنَفْسِهِ ، وَجُزْءٌ لأَهْلِهِ ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْءَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَرَدَّ ذَلِكَ عَنِ الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ ، وَلا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ ، وَقَسَّمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ ، وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ ، وَالأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِمْ ، وَإِجْرَائِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ ، وَيَقُولُ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، أَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ إِبْلاغَ حَاجَتِهِ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لا يَقْدِرُ إِبْلاغَهَا أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلا ذَلِكَ ، وَلا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ قَبِلَهُ غَيْرَهُ ، يَدْخُلُونَ رُوَّادًا ، وَلا يَفْتَرِقُونَ إِلا عَنْ ذَوَاقٍ ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً . قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ يُخَزِّنُ لِسَانَهُ إِلا مِمَّا يَعْنِيهِ ، وَكَانَ يُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ ، يُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ ، وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلا خُلُقَهُ ، يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ ، مُعْتَدِلَ الأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يَجُوزُهُ ، الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً . فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَجْلِسُ وَلا يَقُومُ إِلا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، لا يَوْطَنُ الأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ بِهِ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ إِلَى الْمَجْلِسِ ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ ، لا يَحْسَبُ أَحَدُ جُلَسَائِهِ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ ، جَالِسُهُ أَوْ قَادِمُهُ فِي حَاجَةٍ ، صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَتَهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ خُلُقُهُ ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا ، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حُكْمٍ ، وَصَبْرٍ ، وَأَمَانَةٍ ، لا يُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ ، وَلا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ ، مُتَعَادِلِينَ يَتَوَاصَوْنَ فِيهِ بِالتَّقْوَى ، مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ ، وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ ، وَيَحْفَظُونَ الْقَرِيبَ ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ ، وَلا غَلِيظٍ ، وَلا سَخَّابٍ ، وَلا فَحَّاشٍ ، وَلا فَخْمًا ، وَلا مُفَخَّمًا ، وَلا عَيَّابًا وَلا مَدَّاحًا ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي ، وَلا يُؤَيِّسُ مِنْهُ ، وَلا يُحِبُّ فِيهِ ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ : الْمِرَاءِ ، وَالإِكْثَارِ ، وَمِمَّا لا يَعْنِيهِ . وَتَرَكَ النَّاسَ ، كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا قَطُّ ، وَلا يُعَيِّرُ ، وَلا يَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ ، وَعَوْرَاتِهِ ، وَلا عَوْرَتَهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَكَتُوا ، وَلا يَتَنَازَعُونَ الْحَدِيثَ عِنْدَهُ ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِهِ ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونهم ، وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ فَأَرْفِدُوهُ ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ ، وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ . قَالَ : فَكَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؟ قَالَ : كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ : عَلَى الْحِلْمِ ، وَالْحَذَرِ ، وَالتَّقْدِيرِ ، وَالتَّفَكُّرِ . فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ : فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ ، وَالاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ . وَأَمَّا تَفَكُّرُهُ : فَفِيمَا يَفْنَى وَيَبْقَى ، وَجُمِعَ لَهُ الْحُكْمُ فِي الصَّدْرِ ، فَكَانَ لا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلا يَسْتَفِزُّهُ . وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ : أَخْذِهِ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُنْهَى عَنْهُ ، وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِي إِصْلاحِ أُمَّتِهِ ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . .

صحابي

الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

صحابي

أَبِيهِ

ضعيف الحديث

عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ

مجهول الحال

رَجُلٍ

جُمَيْعُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْعِجْلِيُّ

ضعيف الحديث

سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ

حافظ ثقة

جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدَوَيْهِ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.