أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، إِمْلاءً ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ ، مِنْ دِيَارِ الْقُدْسِ ، قِرَاءَةً بِالْقُدْسِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيُّ . أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ الْمَدَنِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَيْرٍ ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مُقَاتِلٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، وَقَدِ اسْتَكْمَلَ عَشْرَ سِنِينَ مِنْ هِجْرَتِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ الْخَمِيسِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ ، وَاللِّحْيَةِ ، مُتَلَثِّمٍ بِعِمَامَةٍ عَلَى قَعُودٍ لَهُ حَتَّى جَاءَ ، فَنَزَلَ ، فَعَقَلَ بَعِيرَهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ وَيُنَادِي : السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ هَلْ فِيكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ عَلِيٌّ : أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا تُرِيدُ مِنْ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : أَنَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : قَرَأْتُ التَّوْرَاةَ ثَمَانِينَ سَنَةً ، وَتَدَبَّرْتُهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، فَوَجَدْتُ فِيهَا ذِكْرُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي التَّوْرَاةِ : لَيْسَ بِكَذَّابٍ ، وَلا بِقَوَّالٍ لِلْكَذِبِ ، وَقَدْ جِئْتُ أَطْلُبُ الإِسْلامَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ قَدْ أَصْبَحَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى ، فَوَضَعَ الْحَبْرُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ ، وَنَادَى : وَاانْقِطَاعُ ظَهْرَاهْ ، بِأَبِي وَأُمِّي ، لَمْ أَشْهَدْهُ ، وَلَمْ أَرَهُ ، يَا مُحَمَّدُ الْمُصْطَفَى ، يَا خَيْرَ مَنْ وَلَدَتِ النِّسَاءُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا اللَّهُ ، هَلْ فِيكُمْ قَرَابَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ عَلِيٌّ : يَا بِلالُ ، انْطَلِقْ بِهَذَا الرَّجُلِ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ ، فَانْطَلَقَ بِهِ ، فَقَالَ لَهَا الْحَبْرُ : يَابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، إِنَّ وَالِدِي قَدْ مَاتَ . فَنَادَى الْحَبْرُ ، وَاانْقِطَاعَ ظَهْرَاهْ ، بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ لَمْ أَرَهُ وَلَمْ أُشَاهِدْهُ ، بِاللَّهِ هَلْ يَابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا عِنْدَكِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَتْ فَاطِمَةُ لِلْحُسَيْنِ : هَاتِ الثَّوْبَ الَّذِي نَشَّفَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ بِهِ . فَأَخَذَهُ الْحَبْرُ ، وَأَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَجَعَلَ يَنْشَقُ رِيحَهُ ، وَيَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، مِنْ جَسَدٍ نُشِّفَ فِيهِ هَذَا الثَّوْبُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، صِفْ لِي صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَبَكَى عَلِيٌّ بُكَاءً شَدِيدًا ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لإِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، فَأَنَا أَشْوَقُ إِلَى حَبِيبِي مِنْكَ ، ثُمَّ قَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ وَلا بِالْقَصِيرِ ، كَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ ، جَعْدَ الْمِفْرَقِ ، شَعْرُهُ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ ، صَلْتَ الْجَبِينِ ، وَاضِحَ الْخَدَّيْنِ ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ ، سَبْطَ الأَشْفَارِ ، أَقْنَى الأَنْفِ ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ ، مُفَلَّجَ الثَّنَايَا ، كَثَّ اللِّحْيَةِ ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ ، كَأَنَّ الذَّهَبَ يَجْرِي فِي تَرَاقِيهِ ، كَانَ عِرْقُهُ فِي وَجْهِهِ كَاللُّؤْلُؤِ ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ، لَهُ شَعَرَاتٌ مَا بَيْنَ لَبَّتِهِ وَصَدْرِهِ تَجْرِي كَالْقَضِيبِ ، لَمْ يَكُنْ عَلَى بَطْنِهِ وَلا عَلَى ظَهْرِهِ شَعْرَاتٌ غَيْرُهَا ، يَفُوحُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ ، إِذَا قَامَ غَمَرَ النَّاسَ ، وَإِذَا مَشَى فَكَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرَةٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، وَإِذَا يَتَحَدَّرُ كَأَنَّمَا يَتَحَدَّرُ فِي صَبَبٍ ، أَطْهَرَ النَّاسِ خُلُقًا ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ قَلْبًا ، وَأَسْخَى النَّاسِ كَفًّا ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مِثْلُهُ ، وَلا يَكُونُ بَعْدَهُ مِثْلُهُ أَبَدًا ، قَالَ الْحَبْرُ : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي أَصَبْتُ فِي التَّوْرَاةِ هَذِهِ الصِّفَةَ ، أَيْقَنْتُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٌّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
عَطَاءٍ | عطاء بن أبي رباح القرشي / ولد في :26 / توفي في :114 | ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن |
مُقَاتِلٍ | مقاتل بن حيان النبطي / توفي في :149 | صدوق فاضل عالم صالح |
حَمَّادٌ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ | عبيد الله بن محمد التيمي / توفي في :228 | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَيْرٍ | عبد الله بن محمد العدوى / توفي في :271 | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ الْمَدَنِيُّ | أحمد بن جعفر السامري | مجهول الحال |
الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ | الحسن بن رشيق المصري | ثقة |
أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيُّ | محمد بن أبي الصقر اللخمي / ولد في :396 / توفي في :466 | مجهول الحال |
أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | نصر بن إبراهيم المقدسي / توفي في :490 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ | نصر الله بن محمد المصيصي / ولد في :448 / توفي في :542 | صدوق حسن الحديث |