احمد بن عمر بن العباس بن الوليد بن سليمان بن الوليد المعروف بابن الجليد


تفسير

رقم الحديث : 3129

أخبرنا أبو محمد بنالأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، نا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أنا أبو الخير أحمد بن علي بن سعيد الحمصي الحافظ قدم علينا ، نا أبو المعمر أحمد بن العباس الكاتب ، حدثني أبو عبد الله صالح بن عبيد البغداذي : أن ثلاثة نفر خرجوا من بغداذ ، فجمعتهم طريق البصرة ، فقعدوا في بعض الطريق يتحدثون ، فقال أحدهم : أي شيء أجود ما يجتنيه الإنسان في الدنيا ، فقال بعضهم : المزاح ، وقال الآخر : التيه والصلف ، وقال الآخر : الاستخفاف بالناس ، فقال أحدهم : ليخبرنا كل واحد بما لحقه ، وقال صاحب المزاح : أنا أخبركم خبري ، وبكى . كنت رجلا بزازا في الكرخ ، وكان لي دكان فيها غلمان وأجراء ، وأنا بخير من الله عز وجل ، فخرجت إلى دكاني يوما ، فقعدت فيها فلم أشعر إلا بمخنث قد عبر بي ، فحملني البطر والغرة بالله على المجون ، فقلت : كيف أصبحت يا أختي ؟ فأجابني بجواب مسكت ، فأسقط في يدي وخجلت ، وضحك كل من سمعه . فشاع ذلك في البلد حتى تحدث به النساء على مغازلهن ، والصبيان في الكتاتيب ، وكنت لا أعبر بشارع ، إلا قالوا هذا التاجر ، وصاحوا خلفي : كيف باتت أختك ؟ فلم أطق الكلام ، وخرجت على وجهي ، وتركت كلما أملكه ، وكان ذلك بسبب مزاحي ، وها أنا معكم نادم ، وما تنفعني الندامة . وقال صاحب التيه والصلف : أخبركم خبري ، إني كنت أتقصف ، وكان علي من الله نعم فما أخذتها بشكر ، وكان لي ندماء أفضل عليهم ، فخرجت يوما وهم حولي ، فرأيت على الطريق أعمى يفسر المنامات ، فقلت لأصحابي : تعالوا بنا حتى نسخر من هذا الأعمى ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقلت : يا أعمى ، إني رأيت رؤيا أريد أن أفسرها عليك ، فقال : سل عما بدا لك ، فقلت : رأيت كأني آكل سمكا طريا ، فلما شبعت منه جعلت كأني أدخله في دبري ، فصفق الأعمى بيديه ، وقال كلاما قبيحا ، فلما شاع ذلك في الناس ، وتحدث به الناس ، فكنت لا أعبر في طريق إلا قالوا لي ذلك الكلام فلم أطق الكلام وخرجت على وجهي ، وكان ذلك سبب التيه والصلف الذي كان لي ، وتركت كلما أملكه ، وها أنا معكم . فقال صاحب الاستخفاف بالناس : إني كنت حاجبا لشداد والي الجسرين ، وكان إذا أراد أن يأكل أمرني بأخذ بابه ، وأن لا يدخل إليه أحد ، فلم أشعر يوما إلا قد جاءني رجل يريد أن يدخل إليه فمنعته استخفافا به ، ولما دخل تقدم إلي صاحبي ، فقال : يا هذا أنا أبو العالية ، وصاحبك تقدم إلي أن أجيئه في هذا الوقت فرددته ، فقال : ما أبرح فحملني استخفافي به أن ضربته بعصا كانت في يدي ، فولى عني وأنشأ ، يقول : مدحت شدادا فقال : ائتني بالله في المنزل يا راويه فجئت أسعى وإذا به قد شد والحاجب في زاويه فقال : من أنت الذي جئته وقت الغدا ؟ قلت : أبو العالية فقام يجري بعصا ضخمة وكاد أن يكسر أضلاعيه فطرت مرعوبا وناديته أم الذي يحجبه زانيه فسمع غلمانه وردوا عليه ، فأمر بضرب عنقي ، فخرجت مرعوبا ، وتركت كلما أملكه ، وكان ذلك بسبب استخفافي بالرجل ، وعجبي بنفسي وها أنا معكم ، ولو كنت رفقت لم يصبني هذا ، وكل ما نحن فيه بقضاء الله عز وجل . فقدم القوم وصاروا إلى البصرة وتفرقوا ، وأغناهم الله عز وجل . .

الرواه :

الأسم الرتبة
عبد العزيز بن أحمد الكتاني

ثقة مأمون

أبو محمد بنالأكفاني

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.