أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الصُّوفِيُّ ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ الشِّيرَازِيُّ ، نَا أَبُو الْحُسَيْنِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلَوَيْهِ بْنِ الْحَارِثِ ، نَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمُطَّوِّعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ . حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ الْمُطَّوِّعِيُّ ، نَا أَسْوَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَرْذَعِيُّ ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّمْلِيِّ ، قَاضِي دِمَشْقَ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْعِرَاقَ ، فَكَتَبْتُ كُتُبَ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، وَكَتَبْتُ كُتُبَ أَهْلِ الْحِجَازِ ، فَمِنْ كَثْرَةِ اخْتِلافِهِمَا لَمْ أَدْرِ بِأَيِّهِمَا آخُذُ ، فَعَبَرْتُ مِنْ بَابِ الطَّاقِ وَأَنَا أُرِيدُ الْكَرْخَ وَقَطِيعَةَ الرَّبِيعَ ، فَحَضَرَ صَلاةُ الْمَغْرِبِ ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا أَنْ قُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، تَفَكَّرْتُ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ : مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ ، وَفِي قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ : لا صَلاةَ إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، قَالَ : فَمِنْ كَثْرَةِ اخْتِلافِهِمَا تَرَكْتُ الْجَمَاعَةَ وَخَرَجْتُ ، فَأَصَابَنِي غَمٌّ ، وَبِتُّ بِغَمٍّ ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قُمْتُ وَتَوَضَّأْتُ ، وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، وَقُلْتُ : اللَّهُمُّ اهْدِنِي إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرَضَى ، ثُمَّ أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، دَخَلَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَرَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَلَى يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَسِمُ إِلَيْهِمَا ، وَرَأَيْتُ بِشْرَ الْمُرَّيْسِيَّ عَلَى يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُكَلَّحَ الْوَجْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِنْ كَثْرَةِ اخْتِلافِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ لَمْ أَدْرِ بِأَيِّهِمَا آخُذُ ؟ فَأَوْمَأَ إِلَى الشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ سورة الأنعام آية 89 ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى بِشْرٍ الْمُرَّيْسِيِّ ، وَقَالَ : فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ سورة الأنعام آية 89 ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لَقْد رَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤْيَا ، وَتَصَدَّقْتُ مِنَ الْغَدِ بِأَلْفِ دِينَارٍ ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَ الشَّيْخَيْنِ ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِيمَانُ يَمَانٌ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ " ، وَلِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : " تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ ، وَلا تُعَلِّمُوهَا " ، فَوَجَدْنَا الشَّافِعِيَّ قُرَشِيًّا مُطَّلِبِيًّا ، فَحَقٌّ عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ أَنْ يَتَّبِعُوهُ فِي مَقَالَتِهِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ . رواها أبو بكر البيهقي ، عن أبي عبد الله الحافظ ، عن أبي الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي ، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن داود الدربندي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي - قاضي ملطية - بنحوها ، وروى هذه الحكاية أبو بكر محمد بن عبد الله الشيباني الجوزقي ، عن أبي نصر بن حمدويه المروزي بهذا الإسناد ، ورواها أبو بكر البيهقي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن منصور بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الهروي ، حدثني أبو منصور محمد بن جعفر الفقيه ، نا أسود بن الحسن البردعي ، نا أحمد بن محمد الرملي القاضي ، فذكرها . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |