قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، أنا محمد بن العباس ، حدثني أبي ، عن أخيه أبي جعفر ، قال : دخلت يوما على المأمون بقارا ، وهو يريد الغزو ، فأنشدته شعرا مدحته فيه ، أوله : يا قصر ذا النخلات من بارا إني حننت إليك من قارا أبصرت أشجارا على نهر فذكرت أنهارا وأشجارا لله أيام نعمت بها بالقفص أحيانا وفي بارا إذ لا أزال ازور غانية ألهو بها وأزور خمارا لا استجيب لمن دعا لهدى وأجيب شطارا ودعارا أعصي النصيح وكل عاذلة وأطيع أوتارا ومزمارا فغضب المأمون وقال : أنا في وجه عدو ، وأحض الناس على الغزو ، وأنت تذكرهم نزهة بغداد ؟ فقلت : الشيء بتمامه ثم قلت : فصحوت بالمأمون من سكري ورأيت خير الأمر ما اختار ورأيت طاعته مؤدية للفرض إعلانا وإسرارا فخلعت ثوب الهزل من عنقي ورضيت دار الخلد لي دارا وظللت معتصما بطاعته وجواره وكفى به جارا إن حل أرضا فهي لي وطن وأسير عنها حيث ما سارا فقال له يحيى بن أكثم : ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين ، أخبر أنه كان في سكر وخسار فترك ذلك وارعوى ، وآثر طاعة خليفته ، وعلم أن الرشد فيها ، فسكن وأمسك . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |