احمد بن يوسف بن خالد ابو عبد الله التغلبي


تفسير

رقم الحديث : 3990

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ، وَأَبُو بكر عمر ابنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن مُحَمَّد بن باذويه السهلكي البسطامي ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِما ببسطام ، قَالا : أنا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ البسطامي السهلكي ، أنا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْقَاسِمِ الفارسي ، قَالَ : سَمِعْت أَحْمَد بْن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار القرشي ، يَقُول : دخلت مع خالي بغداد سنة ثلاث وثلاث مائة ، وبغداد تغلي بالعلماء ، والأدباء ، والشعراء ، وأصحاب الحديث ، وأهل الأخبار ، والمجالس عامرة ، وأهلها متوافرون ، فأردت أن أطوف المجالس كلها ، وأخبر أخبارها ، فَقِيلَ لي : إن هاهنا شيخا يقال له : أَبُو العبرطن ، أملح الناس ، يحدث بالأعاجيب ، فقلت لخالي : مر بنا ندخل عَلَى الشيخ ، فَقَالَ : إنه مهوس يضحك منه الناس ، فارتحلنا من بغداد ، ولم ندخل عَلَيْهِ ، وكنت أجد فِي القلب من ذَلِكَ ما أجد ، حتى إِذَا كَانَ انحداري من الشام بعد طول من المدة ، وامتداد من الأيام والأعوام ، وتوفي خالي ، فلما دخلت بغداد ، فأول من سَأَلْت عَنْهُ سَأَلْت عَنْ أَبِي العبرطن ، فَقِيلَ : يعيش ، وله مجلس ، فقمت ، وعمدت إِلَى الكاغد والمحبرة ، وقصدت الشيخ ، فَإِذَا الدار مملوءة من أولاد الملوك والأغنياء ، وأولاد الهاشميين ، بأيديهم الأقلام يكتبون ، وَإِذَا مستمل قائم فِي صحن الدار ، وَإِذَا شيخ فِي صدر الدار ، ذو جمال وهيبة ، قد وضع فِي رأسه طاق خف مقلوب ، واشتمل بفرو أسود ، قد جعل الجلد مما يلي بدنه ، فجلست فِي أخريات القوم ، وأخرجت الكاغد ، وانتظرت ما يذكر من الإسناد ، فلما فرغوا ، قَالَ الشيخ : حَدَّثَنَا الأول ، عَنِ الثاني ، عَنِ الثالث ، أن الزنج والزط كلهم سود . وَحَدَّثَنِي خرباق ، عَنْ نياق ، قَالَ : مطر الربيع ماء كله . وَحَدَّثَنِي دريد ، عَنْ رشيد ، قَالَ : الضرير يمشي رويدا . قَالَ أَبُو بكر أَحْمَد بْن يَعْقُوبَ : فبقيت أتعجب من أمر الشيخ ، فطلبت منه خلوة فِي أيام ، أعود إِلَيْهِ كل يوم فلا أصل إِلَيْهِ ، حتى كانت الليلة التي يخرج الناس فِيهَا إِلَى الغدير ، اجتزت بباب داره فَإِذَا الدار ليس بها أحد ، فدخلت ، فَإِذَا الشيخ وحده جالس فِي صدر الدار ، فدنوت منه وسلمت عَلَيْهِ ، فرحب بي وأدناني ، وجعل يسألني ، فرأيت منه من جميل المحيا ، والعقل ، والأدب ، والظرافة ، واللباقة ما تحيرت ، فَقَالَ لي : هل لك من حاجة ؟ قلت : نعم ، قَالَ : وما هِيَ ؟ قلت : قد تحيرت فِي أمر الشيخ ، وما هُوَ مدفوع إِلَيْهِ ، بما لا يليق بعقله وحسن أدبه وبيانه وفصاحته ، فتنفس تنفسا شديدا ، ثم قَالَ : إن السلطان أرادني عَلَى عمل لم أكن أطيقه ، وحبسني فِي المطبق أيام حياته ، فلما ولي ابنه عرض عَلِيّ ما عرض عَلِيّ أبوه ، فأبيت فحبسني وردني إِلَى أسوأ ما كنت فِيهِ ، وذهب من يدي ما كنت أملكه ، واخترت سلامة الدين ، ولم أتعرض لشيء من الدنيا بشيء من ديني ، وصنت العلم عما لا يليق بِهِ ، ولم أجد وجها لخلاصي ، فتحامقت ونجوت ، فها أنا ذا فِي رغد من العيش .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.