قَالَ : أنا قَالَ : أنا مُحَمَّد بْن عُمَرَ ، حَدَّثَنِي إِسْحَاق ، عَنْ يَحْيَى بْن طَلْحَةَ ، عَنْ عِيسَى بْن طَلْحَةَ ، قَالَ : لما توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتدت العرب ، ارتد أهل هجر عَنِ الإسلام ، فَقَالَ أبان بْن سَعِيدٍ لعبد القيس : أبلغوني مأمني ، قَالُوا : بل أقم ، فلنجاهد معك فِي سبيل اللَّه ، فإن اللَّه معز دينه ، ومظهره عَلَى ما سواه ، وعبد القيس لم ترجع عَنِ الإسلام ، قَالَ : بل أبلغوني مأمني ، فأشهد أمر أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس مثلي يغيب عنهم ، فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم ، فَقَالُوا : لا نفعل ، أنت أعز الناس ، وهذا علينا وعليك فِيهِ مقالة ، يَقُول قائل : فر من القتال ، قَالَ : فحدثني معاذ بن مُحَمَّد بن أَبِي بكر بْن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي جهم ، قَالَ : مشى إِلَيْهِ الجارود العبدي ، فَقَالَ : أنشدك اللَّه أن تخرج من بين أظهرنا ، فإن دارنا متسعة ، ونحن سامعون مطيعون ، ولو كنت اليوم بالمدينة لوجهك أَبُو بكر إلينا لمخالفتك إيانا فلا تفعل ، فإنك إن قدمت عَلَى أَبِي بكر لأمك وقبل رأيك وقال : تخرج عند قوم أهل سَمِعَ وطاعة ، ثُمَّ رجعك إلينا قَالَ : إِذَا لا أرجع أبدا ولا أعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلما أبى عَلَيْهِمْ إلا كلمة واحدة قَالَ أبان : إن معي مالا قد اجتمع ، قَالُوا : احمله ، فحمل مائة ألف درهم ، وخرج معه ثلاث مائة من عبد القيس خفرا حتى قدم المدينة عَلَى أَبِي بكر ، فلامه أَبُو بكر وقال : ألا تثبت مع قوم لم يرتدوا ولم يبدلوا ؟ قَالَ أبان : هم عَلَى ذَلِكَ ما أرغبهم فِي الإسلام وأحسن نياتهم ، ولكن لا أعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |