ابراهيم بن احمد بن محمد بن المولد ابو اسحاق الرقي الصوفي الواعظ


تفسير

رقم الحديث : 4369

قَالَ : ونا قَالَ : ونا ابن أَبِي الدنيا ، أنا أزهر بْن مَرْوَانَ الرقاشي ، نا جعفر بن سُلَيْمَان ، نا أَبُو عمران الجوني ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بن رباح ، عَنْ كعب ، قَالَ : كَانَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السلام يقري الضيف ، ويرحم المساكين ، وابن السبيل ، قَالَ : فأبطأت عَلَيْهِ الأضياف حتى استراب ذَلِكَ ، فخرج إِبْرَاهِيم إِلَى الطريق ، فطلب ضيفا ، فمر بِهِ ملك الموت فِي صورة رجل ، فسلم عَلَى إِبْرَاهِيم ، فرد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السلام ، ثُمَّ سأله إِبْرَاهِيم ، من أنت ؟ قَالَ ابن السبيل : قَالَ : إِنَّمَا قعدت هاهنا لمثلك انطلق ، فانطلق بِهِ إِلَى منزله ، فرآه إِسْحَاق فعرفه ، فبكى إِسْحَاق ، فلما رأت سارة إِسْحَاق يبكي بكت لبكائه ، قَالَ : ثُمَّ صعد ملك الموت ، فلما أفاقوا غضب إِبْرَاهِيم وقال : بكيتم فِي وجه ضيفي حتى ذهب ، قَالَ إِسْحَاق : لا تلمني يا أبه ، فإني رأيت ملك الموت معك ، ولا أرى أجلك يا أبه إلا قد حضر ، فارعه فِي أهلك ، قَالَ : فأمره بالوصية ، وكان لإِبْرَاهِيم بيت يتعبد فِيهِ لا يدخله غيره ، فَإِذَا خرج أغلقه ، قَالَ : فجاء إِبْرَاهِيم ، ففتح بيته الذي يتعبد فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ برجل قاعد ، فَقَالَ له : من أنت ؟ من أدخلك ؟ قَالَ : بإذن رب البيت دخلت ، قَالَ : رب البيت أحق بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ تنحى إِبْرَاهِيم إِلَى ناحية البيت ، فصلى كما كَانَ يصنع ، وصعد ملك الموت ، وقيل له : ما رأيت ؟ قَالَ : يا رب جئتك من عند عبد ليس لك فِي الأرض بعده خير ، قَالَ : ما رأيت ؟ قَالَ : ما ترك خلقا من خلقك إلا وقد دعا له فِي دينه أو فِي معيشته ، ثُمَّ مكث إِبْرَاهِيم ما شاء اللَّه ، ثُمَّ فتح باب بيته الذي يتعبد فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ برجل قاعد ، فَقَالَ له إِبْرَاهِيم : من أنت ؟ قَالَ : أنا ملك الموت ، قَالَ إِبْرَاهِيم : إن كنت صادقا ، فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت ، قَالَ له ملك الموت : أعرض بوجهك يا إِبْرَاهِيم ، فأعرض إِبْرَاهِيم بوجهه ، ثُمَّ قَالَ : أقبل فانظر ، فأقبل إِبْرَاهِيم بوجهه ، فأراه الصورة التي يقبض فِيهَا أرواح المؤمنين ، قَالَ : فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا اللَّه ، ثُمَّ قَالَ : أعرض بوجهك ، فأعرض ، ثُمَّ قَالَ : أقبل وانظر ، فأراه الصورة التي يقبض فِيهَا الكفار والفجار ، قَالَ : فرعب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السلام رعبا حتى أرعدت فرائصه وألصق بطنه بالأرض ، وكادت نفسه تخرج ، قَالَ : فَقَالَ إِبْرَاهِيم : أعرف ، فانظر الذي أمرت ، فامض له ، قَالَ : فصعد ملك الموت ، فَقِيلَ له : تلطف ، يعني : فِي قبض روح إِبْرَاهِيم ، فأتاه وَهُوَ فِي عنب له فِي صورة شيخ كبير ، لم يبق منه شيء ، فنظر إِبْرَاهِيم ، فرآه فرحمه ، فأخذ مكتلا ، فقطف فِيهِ من عنب ، ثُمَّ جاء بِهِ فوضعه بين يديه ، فَقَالَ : كل ، فجعل ملك الموت يريه أنه يأكل ، وجعل يمضغه ويمجه عَلَى لحيته وعلى صدره ، قَالَ فعجب إِبْرَاهِيم وقال : ما أبقت السن منك شيئا ، فكم أتى لك ؟ قَالَ : فحسب ، قَالَ : أتى لي كذا وكذا ، مثل إِبْرَاهِيم ، فَقَالَ إِبْرَاهِيم : قد بلغت أنا هَذَا ، فَإِنَّمَا أنتظر أن أكون مثل هَذَا ، اللهم اقبضني إليك ، قَالَ : فطابت نفس إِبْرَاهِيم عَنْ نفسه ، وقبض ملك الموت روحه فِي تِلْكَ الحال .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.