ابراهيم بن احمد بن يدغباش الحجري


تفسير

رقم الحديث : 4387

حَدَّثَنِي أَبُو بكر يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن أَحْمَدَ بن مُحَمَّد السلماسي ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي طاهر أَحْمَد بن مُحَمَّد ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن نَصْرِ بْنِ كاكا المرندي ، وذكر ، يعني : الأستاذ أبا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري ، الأستاذ الجليل أبا المظفر إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بن الليث ، الذي ابتهجت العلوم بفضله ، ونشرها بطلعته عَلَى رموزها ، وكشفت له سرها ، فَقَالَ : ما عندنا عَلَى معناه أحد جمع من شرائط الكمال ما جمع ، وفرع من ثنايا الإفضال ما فرع ، عَلَى كون الدولة اليمينية والحضرة الأمينية سالف الصدور ، ومطرح رجال كل متميز بالفخر المشهور ، والفعال المذكور ، فافتخروا يا أهل أذريبجان بعلاه ، ومآثره وحلاه ، إنا لنفتخر بمن نبغ فينا ، وجاءنا أو قدم علينا ، وطرا من رجالاتها ، فِيهِم الفلك الدوار ، وأعيان تطيع أوامر أقلامهم الأقضية والأقدار ، كأبي بكر الخوارزمي ، وَأَبِي عَلِيّ الداراني ، وَأَبِي الفتح البستي ، وَأَبِي سعد أَحْمَد بن مُحَمَّد الحروي ، وَأَبِي القاسم الإسكافي ، وَأَبِي النضر العتبي ، وَأَبِي يَحْيَى الحمادي ، والعميد أَبِي نَصْر المشكاني ، والأمير ابن الأمراء أَبِي الفضل الميكالي ، فهو يذكر معهم ، إِذَا عدت الأكارم ، ونشرت عَنْ مطلوبها المعالم ، ولعلكم تقولون : هُوَ عارف بفنون صناعة الكتاب ، عالم بغرائب أسرار الآداب وحدها ، فيقتصرون عَلَى أن ينشدوا فِيهِ : قد كَانَت الأقلام قبل زمانه حمراء فعادت أيما أفراس . كلا إنه كَانَ يقرأ عندنا الحديث ، فنرى من معرفته بمختلف أسماء الرجال ، ومشتبه أنساب ذوي الكمال ، وسائر تِلْكَ الأحوال ، ما مر عَلَى المعدودين الفرح من طلابه ، ويزيد عَلَى الشيوخ المعدودين فِي حفاظ أصحابه ، ويتصل بهذا ما حَدَّثَنِي بعض أدبائنا أنه حضر مجلس أَبِي عُثْمَان بتبريز ، وأبو المظفر يقرأ كتاب الغريبين ، وفي المجلس يومئذ جماعة الوزراء ، وكافة الشيوخ والوجهاء ، فسمع الحاضرون قراءة تحير القلوب ، فَقَالَ بعض أحداث الأدباء : سبحان اللَّه ما أحسنها من قراءة ، وأعذبها من عبارة ، فأنكر الديخدا أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الوزير قوله ، واستخف عقله ، وقال له كالمغضب : ما هَذَا ؟ إنه لو أراد لصنف أحسن منه ، وكان مما يشكره عَلَيْهِ ، أن يَقُول : كَانَ يكتب ما يصدر عَنِ الأمير الأجل ، يذكرنا من جميع قلبه ويخيلنا من وصفه بما كَانَ يليق بِهِ ، ثُمَّ يجعل ذَلِكَ نكتة فيقول : كَانَ الأمير يأمر بِهِ من قلبه ، وكان أَبُو المظفر يكتبه من قلبه ، فقلت له : ويرجو أيها الأستاذ أن لقلبه من كتب إِلَيْهِ بقلبه ، فاهتز لذلك ، فلما سَمِعْت ثناءه عَلَيْهِ ، ودعاءه له جعلت أبشر بعض مساعيه ، وأشكر واصف ما غمرني بِهِ من أياديه وأذكر فَقَالَ : مل إِلَى الاختصار ، وجد بحكم الاقتصار ، فإنك تمدح ممدوحا ، وتشرح مشروحا ، هل تستنكر من السحاب أن تنقع غليل الهضاب ؟ أو تتعجب من النهار أن يضيء لذوي الأبصار ؟ فلست عَلَى الأطوار إلا عند قول أَبِي الطيب المسلم له الفوز بخصل الأشعار : أثنى عليك ولو تشاء لقلت لي قصرت فالإمساك عني نائل وقد قَالَ قبله من لا ينكر الناس فضله : ليس نفس إلا عدا حظك أنه لحظ جزيل لا يعنف نافسه وإن بخس المطرون حقك إنه لحق ثقيل لا يظلم باخسه وأنا أكافئه عنك بدعاء وثناء ومدح وإطراء ، اللهم أطل حياته ، وأكبت عداته ، وأبقه فِي الدهر جمالا ، ولأهله ثمالا ، وزده عَلَى تصاريف الأيام سعودا وإقبالا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.