ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الح...


تفسير

رقم الحديث : 4574

أَنْبَأَنَا أَبُو الفرج غيث بْن عَلِيّ الخطيب ، نا أَبُو بكر الخطيب ، أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَن بْنُ الْحَسَنِ بن مُحَمَّد بن رامين الإستراباذي ، أنا عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الحميدي الشيرازي ، نا الْقَاضِي أَحْمَد بْن مَحْمُودِ بْنِ خرزاد الأَهْوَازِيّ ، حَدَّثَنِي عَلِيّ بن مُحَمَّد النضري ، حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الحلبي ، قَالَ : سَمِعْت سريا السقطي ، يَقُول : سَمِعْت بشرا - يعني ابن الحارث - يَقُول : قَالَ إِبْرَاهِيم بن أدهم : وقفت عَلَى راهب فِي جبل لبنان فناديته ، فأشرف عَلِيّ ، فقلت له : عظني فأنشأ يَقُول : خذ عَنِ الناس جانبا كي يعدوك راهبا إن دهرا أظلني قد أراني العجائبا قلب الناس كيف شئت تجدهم عقاربا قَالَ بشر : فقلت لإِبْرَاهِيم : هَذِهِ موعظة الراهب ، فعظني أنت فأنشأ يَقُول : توحش من الإخوان لا تبغ مؤنسا ولا تبغ أخا ولا تبغ صاحبا وكن سامري الفعل من نسل آدم وكن أوحديا ما قدرت مجانبا فقد فسد الأخوان والحب والإخا فلست ترى إلا مذوقا وكاذبا فقلت : ولولا أن يقال : مدهده وتنكر حالاتي لقد صرت راهبا قَالَ سري : فقلت لبشر : هَذِهِ موعظة إِبْرَاهِيم لك ، فعظني أنت ، فَقَالَ : عليك بلزوم بيتك ، فقلت : بلغني عَنِ الْحَسَن أنه قَالَ : لولا الليل وملاقاة الأخوان ما كنت أبالي متى مت ، فأنشأ يَقُول : يا من يسر برؤية الأخوان مهلا أمنت مكائد الشيطان خلت القلوب من المعاد وذكره وتشاغلوا بالحرص فِي الخسران صارت مجالس من ترى وحديثهم فِي هتك مستور وخلف قران قَالَ الحلبي : فقلت لسري : هَذِهِ موعظة بشر لك ، فعظني أنت ، فَقَالَ : عليك بالإجمال ، فقلت : إني لأحب ذَلِكَ ، فأنشأ يَقُول : يا من يريد بزعمه إجمالا إن كَانَ حقا فاستعد خصالا ترك المجالس والتذاكر يا أخي واجعل خروجك للصلاة خيالا بل كن بها حيا كأنك ميت لا يرتجي منه القريب وصالا قَالَ عَلِيّ بن مُحَمَّد : قلت للحلبي : هَذِهِ موعظة سري لك فعظني ، فَقَالَ لي : يا أخي ، أحب الأعمال إِلَى اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى ما أصدر إِلَيْهِ من قلب زاهد فِي الدنيا ، فازهد فِي الدنيا يحبك اللَّه ، ثُمَّ أنشأ وَهُوَ يَقُول : أنت فِي دار شتات فتأهب لشتاتك واجعل الدنيا كيوم صمته عَنْ شهواتك واجعل الفطر إِذَا ما صمته يوم مماتك قَالَ ابن خرزاذ فقلت لعلي : هَذِهِ موعظة الحلبي لك ، فعظني ، فَقَالَ لي : احفظ وقتك واسخ بنفسك لله تَعَالَى وانزع قيمة الأشياء عَنْ قلبك يصفو بذلك سرك ويزكو بذلك ذكرك ، ثُمَّ أنشدني : حياتك أنفاس تعد فكلما مضى نفس منها انقصت بِهِ جزءا فيصبح فِي نفس ويمشي بمثله ومالك معقول تحس بِهِ رزءا يميتك ما يحييك فِي كل ساعة ويحدوك حاد ما يريد بِهِ الهزءا قَالَ أَبُو مُحَمَّد : قلت لأَحْمَد : هَذِهِ موعظة عَلِيّ لك فعظني ، فَقَالَ له : يا أخي ، عليك بلزوم الطاعة ، وإياك أن تنزح من باب القناعة ، وأصلح مثواك ولا تؤثر هواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك ، واشتغل بما يعنيك بترك مالا يعنيك ، ثُمَّ أنشدني : ندمت عَلَى ما كَانَ مني ندامة ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم سيلقون ربا عادلا ليس يظلم فليس بمغرور لدنياه زاجر سيندم إن زلت بِهِ النعل فاعلم قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن رامين ، قلت لأَبِي مُحَمَّد : هَذِهِ موعظة أَحْمَد لك ، فعظني أنت ، فَقَالَ : اعلم رحمك اللَّه ، أن اللَّه جل ثناؤه ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها ، فانظر أين أنزلت قلبك ؟ فاعلم أنه تقرب القلوب عَلَى حسب ما قرب إِلَيْهَا ، فانظر من القريب من قلبك ، وأنشدني : قلوب رجال فِي الحجاب نزول وأرواحهم فيما هناك حلول بروح نعيم الإنس فِي عز قربه بأفراد توحيد المليك تحول لهم بفناء القريب من محض بره عوائذ بذل خطهن جليل قَالَ أَبُو بكر الخطيب : فقلت للقاضي أَبِي مُحَمَّد بن رامين : هَذِهِ موعظة الحميدي لك فعظني ، فَقَالَ : اتق اللَّه ، وثق بِهِ ، ولا تتهمه ، فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك ، وأنشدني : اتخذ اللَّه صاحبا وذر الناس جانبا جرب الناس كيف شئت تجدهم عقاربا قَالَ أَبُو الفرج غيث الصوري : قلت للشيخ أَبِي بكر : هَذِهِ موعظة الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّد لك ، فعظني أنت ، فَقَالَ : احذر نفسك التي هِيَ أعدى أعدائك أن تتابعها عَلَى هواها ، فذاك أعضل دائك ، واستشعر الخوف من اللَّه بخلافها ، وكرر عَلَى قلبك ذكر نعوتها وأوصافها ، فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء ، واعمد فِي جميع أمورك إِلَى تحري الصدق ، ولا تتبع الهوى فيضلك عَنْ سبيل اللَّه ، وقد ضمن اللَّه تَعَالَى لمن خالف هواه أن يجعل دار الخلد قراره ومأواه ، وأنشدني لنفسه : إن كنت تبغي الرشاد محضا فِي أمر دنياك والمعاد فخالف النفس فِي هواها إن الهوى جامع الفساد .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.