أخبرنا أَبُو منصور بْن خيرون ، أنا أَبُو بكر الخطيب ، نا أَبُو الْقَاسِم الأزهري ، أنا الحسن بْن مُحَمَّد بْن سليمان ، نا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري ، حدثني أَبِي ، حدثني أَبُو عكرمة الضبي ، قال : قال سليمان بْن أَبِي شيخ ، قال راوية بْن هرمة : بعث إلي ابن هرمة في وقت الهاجرة صر إلي ، فقال : اكتر حمارين إلي أربعة أميال من المدينة أين شئنا ، فقلت : هذا وقت الهاجرة ، وأرض المدينة سخنة ، فامهل حتى تبرد ، فقال : لا لابن جبير الخياط علي مائة دينار قد منعتني القائلة ، وضيقت على عيالي ، فاكتريت حمارين ، فركبنا ، فمضيت معه حتى انتهينا إلى الحمراء - قصر الحسن بْن زيد - فصادفناه يصلي العصر ، فأقبل علي بْن هرمة ، فقال : ما جاء بك في هذا الوقت ، والحر شديد ؟ فقال لابن جبير الخياط : علي مائة دينار قد منعتني القائلة ، وضيقت علي عيالي ، وقد قلت شعرا ، فاسمعه ، فقال : قل ، فأنشأ ، يقول : أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا نبل الضباب الذي جمعت في قرني فما بيثرب منهم من أعاتبه إلا عوائد أرجوهن من حسن اللَّه أعطاك فضلا من عطيته على هن وهن فيما مضى وهن قال : يا غلام افتح باب تمرنا ، فبع منه بمائة دينار ، واحضر ابن جبير الخياط ، وليكن معه ذكر دينه ، وماله على ابن هرمة ، فحضر فأخذ منه ذكر دينه ، فدفعه إلى ابن هرمة ، وسلم إلى ابن جبير مائة دينار ، وقال : يا غلام بع بمائة دينار أخرى ، وادفعها إلى ابن هرمة يستعين بها على حاله ، فقال ابن هرمة : يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي ، قال : يا غلام أفعل ذلك ، فانصرفنا من عنده ، فقال لي : ويحك رأيت نفسا أكرم من هذه النفس أو راحة أدنى من هذه الراحة ، فإنا لنسير على السيالة إذا رجل مر ، فذعر ابن هرمة ، فالتفت إليه فإذا هو عَبْد اللَّه بْن حسن بْن حسن ، فقال : يا دعي الأدعياء أتفضل علي ، وعلى أَبِي الحسن بْن زيد ، فقال : والله ما فعلت هذا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |