وأخبرنا بهذه الحكاية أَبُو الحسن علي بْن أَحْمَد بْن الحسن بْن الموحد ، وأبو غالب أَحْمَد ، وأبو عَبْد اللَّه يحيى ابنا الحسن بْن البنا قالوا : أنا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الآبنوسي ، أنا علي بْن عمر الدارقطني ، نا الحسين بْن إسماعيل القاضي ، حدثني عَبْد اللَّه بْن أَبِي سعد ، نا عَبْد العزيز بْن يحيى بْن عَبْد العزيز بْن سعد المدني ، حدثني أَبُو سعيد بْن بشير ، حدثني إِبْرَاهِيم بْن هرمة ، قال : أردت البناء على ابني ، وخروجا إلى باديتي ، وكان يخرج إلى العقيق في كل سنة ، ومرمة الشتاء ، فتذكرت في قريش ، فلم أذكر إلا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طلحة ، فخرجت إليه في مال له بين شرقي المدينة ، وغربيها مما يلي أحدا ، فقال له : رحيه ، وقد هيأت له شعرا ، فلما جئته ، قال لبنيه : قوموا إلى عمكم ، فقاموا إلي حتى أنزلوني عن دابتي ، فسلمت عليه وجلست أتحدث معه ، ورحب بي ، وبش إلي ، فقلت له حيث اطمأن بي المجلس : أردت البادية ، وحضر الشتاء ، ومؤنته ، وأردت أن أجمع على ابني أهله ، وكانت الأشياء متعذرة ، فتذكرت في قومي ، فلم أذكر إلا أنت ، وقد هيأت لك ما أحب أن تسمعه ، فقال : بحقي عليك أن تسمعني شعرا في قرابتي ، ورحمك ، وواجب حقك ما توصل به رحمك ، وتقضى به حاجتك ، فامض إلى باديتك ، واعذرني فيما يأتيك مني فلما قال : انصرفت مضيت إلى باديتي بالعقيق ، فإني ليوما جالس بعد أيام إذ نظرت إلى شويهات تتسايل يتبع بعضها بعضا ، فأعجبني ما رأيت من حسنها ، فما زالت تتسايل حتى انغرست في الوادي ، وإذا غلامان أسودان فيهما ، وإنسان راكب على بغل يحمل بين يديه رزمة حتى جاءني يثني رجله ، ثم قال : أرسلني إليك أخوك إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طلحة هذه ثلاث مائة شاه من غنمه ، وهذان راعيان ، وهذه أربعون ثوبا ومائتا دينار ، وهو يسألك أن تعذره .
الأسم | الشهرة | الرتبة |