أَخْبَرَتْنَا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصِرٍ ، قَالَتْ : أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ ، أنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، نا جُنْدَبٌ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ ، وَإِذَا النَّاسُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِلَقٌ حلق يَتَحَدَّثُونَ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَمْضِي الْحِلَقَ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقْدَةِ ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَلا أَسِي عَلَيْهِمْ قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ نَتَحَدَّثُ بِمَا قُضِيَ لَهُ ، ثُمَّ قَامَ ، فَلَمَّا قَامَ سَأَلْتُ عَنْهُ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ ، فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ ، فَإِذَا هُوَ رَثٌّ الْمَنْزِلِ ، وَرَثُّ الْكِسْوَةِ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ، ثُمَّ سَأَلَنِي : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : أَكْثَرُ شَيْءٍ سُؤَالا ، قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذَاكَ غَضِبْتُ ، فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ ، وَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ ، وَرَفَعْتُ يَدَيَّ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إنا نَشْكُوهُمْ إِلَيْكَ ، إنا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا ، وَنُتْعِبُ أَبْدَانَنَا ، وَنُرَحِّلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُونَا ، وَقَالُوا لَنَا ، قَالَ : فَبَكَى أُبَيٌّ ، وَجَعَلَ يَتَرَضَّانِي ، وَقَالَ : وَيْحَكُمْ لَمْ أَذْهَبْ هُنَاكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أُعَاهِدُكَ لَئِنْ أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلا أَخَافُ فِيهِ لَوْمَةَ لائِمٍ ، ثُمَّ أَرَاهُ قَامَ ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ ، وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ لأَسْمَعَ كَلامَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَاتِي ، فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ النَّاسِ لا آخُذُ فِي سِكَّةٍ إِلا تَلَقَّانِي النَّاسُ ، قُلْتُ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ قَالُوا : نَحْسَبُكَ غَرِيبًا ؟ قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالُوا : مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى بِالْعِرَاقِ ، فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ ، فَقَالَ : وَالَهْفَاهُ أَلا كَانَ بَقِيَ حَتَّى يُبَلِّغَنَا مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُوَحِّدِ ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الآبنوسي ، أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ، نا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ جُنْدَبٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ ، فَإِذَا النَّاسُ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ ، كَأَنَّهُ قَدْ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ - يَعْنِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ - ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سعد كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَفَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، فَكَأَنَّنِي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيَّوَيْهِ شَيْخِ الْجَوْهَرِيِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ | جعفر بن سليمان الضبعي | صدوق يتشيع |
الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ | الحسن بن عمر الجرمي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |
أُمُّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصِرٍ | فاطمة بنت ناصر العلوية / توفي في :533 | مجهول الحال |