ادم نبي الله صلى الله عليه وسلم يكنى ابا محمد ويقال ابو البشر


تفسير

رقم الحديث : 5563

أخبرنا أَبُو سهل بْن سعدويه ، أنا أَبُو الفضل الرازي ، أنا جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب ، نا مُحَمَّد بْن هارون ، نا أَحْمَد بْن يوسف ، نا خلف ، أنا إسماعيل ، أخبرني عَبْد الصمد بْن معقل ، قال : سمعت وهبا ، يقول : إن آدم لما هبط إلى الأرض ، فرأى سعتها ، ولم ير فيها أحدا غيره ، قال : يا رب ، ما لأرضك هذه عامر ليس يسبح بحمدك ، ويقدس غيري ؟ قال اللَّه : إني سأجعل فيها من ولدك من يسبح فيها بحمدي ويقدس لي ، وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري ، يسبح فيها خلقي ، ويذكر فيها اسمي ، وسأجعل من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتي ، وأؤثره باسمي ، فأسميه بيتي ، وأنطقه بعظمتي ، وأحوزه بحرماتي ، ولست أسكنه ، ولا ينبغي لي أن أسكن البيوت ، ولا ينبغي لها أن تسعني ولكني وضعت عظمتي ، وجلالي على عرشي ، فهو الذي استقل بعظمتي ، وعليه وضعت جلالي ، ثم أنا مع ذلك في كل شيء ، ومع كل شيء أجعل ذلك البيت حرما آمنا ، أحرم بحرمته ما حوله ، وما تحته ، وما فوقه ، فمن حرمه بحرمتي استوجب بذلك كرامتي ، ومن أخاف أهله فيه ، فقد أخفر ذمتي ، وأباح حرمتي أجعله أول بيت وضع للناس ببطن مكة مباركا ، يأتونه شعثا غبرا على كل ضامر ، من كل فج عميق ، يرجون بالتكبير رجيجا ويثجون بالبكاء ثجيجا ، ويعجون بالتكبير عجيجا ، فمن اعتمده لا يريد غيره ، فقد وفد إلي ، ونزل بي وضافني ، وحق الكريم أن يكرم وفده وأضيافه ، وأن يسعد كلا بحاجته تعمره يا آدم ما كنت حيا ، ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة ، وقرنا بعد قرن ، حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك هو خاتم النبيين معرضه من تهامة أجعله من خزانة ، وحماية ، وسقاية يكون أمينا عليه ما كان حيا ، فإذا انقلب إلي وجدني قد دخرت من أجره وفضيلته مما يتمكن به القربة عندي ، وأفضل المنازل في دار المقامة ، اجعل ذكر ذلك البيت ، وسناه ومجده لنبي من ولدك هو قبل هذا النبي ، وأبوه يقال له : إِبْرَاهِيم أعافيه فيشكر ، وابتليه فيصبر ، ويعيذني فيصدق ، وينذر لي فيفي ، أعلمه مناسكه ، وشرائعه ، وأريه حله وحرامه ، وأنيط له سقايته . أجعل إِبْرَاهِيم أمام ذلك البيت ، وأهل تلك الشريعة يأتم به من ورد ذلك البيت من أهل السموات والأرض يطلبون فيه آثاره ، ويتبعون فيه سنته ، ويهتدون فيه بهديه ، فمن فعل ذلك استكمل نسكه ، وأوفى نذره ، ومن لم يفعله منهم ضيع نسكه ، وأخطأ بغيته ، فمن سأل عنه يومئذ ، فإنا مع الشعث الغبر الموفين نذورهم ، المستكملين مناسكهم ، المتبتلين إلى ربهم الذي يعلم ما يسرون وما يعلنون ، وليس هذا الأمر الذي ذكرت لك شأنه ليس بزائد فيما عندي من الملك والسعة ، إلا كما رشت قطرة من رشاش وقعت في سبعة أبحر يمده من بعده سبعة أبحر لا تحصى ، بل القطرة أزيد في الأبحر من هذا الأمر ، في ملكي وسلطاني لما عندي من السعة ، وليس هذا الأمر لو لم أخلقه بناقص شيئا مما عندي ، إلا كما نقصت ذرة رفعت من جميع تراب الأرض ، ورمالها ، وحصبائها وجبالها ، بل الذرة أنقصت من الأرض ، وترابها ، وجبالها ، ورمالها من هذا الأمر ، ولو لم أخلقه فيما عندي من الملك والسعة .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.