أخبرنا أَبُو الحسن بْن قبيس ، أنا أَبُو الحسن بْن أَبِي الحديد ، أنا جدي أَبُو بكر ، أنا أَبُو مُحَمَّد بْن زبر ، نا الحسن بْن عليل العنزي ، نا مسعود بْن بشر المازني ، نا الأصمعي ، قال : كان آدم بْن عَبْد العزيز وهو ابن عمر بْن عَبْد العزيز في أيام حداثته ، يشرب الخمر ، ويفرط في المجون والخلاعة ، يقول الشعر ، فرفع إلى المهدي أنه زنديق ، وأنشد شعرا له كان قاله في أيام الحداثة على طريق المجون ، فأخذه ، فضربه ثلاث مائة سوط يقرره بالزندقة ، فقال : والله لا أقر على نفسي بباطل أبدا ، ولو قطعت عضوا عضوا ، والله ما أشركت بالله طرفة عين قط ، فقال المهدي : فأين قولك : أسقني واسق خليلي في مدى الليل الطويل قهوة صهباء صرفا سبيت من نهر بيل قل لمن يلحاك فيها من فقيه أو نبيل أنت دعها وارج أخرى من رحيق السلسبيل فقال : يا أمير المؤمنين ، كنت من فتيان قريش أشرب النبيذ ، وأتمجن مع الشباب ، واعتقادي مع ذلك الإيمان بالله وتوحيده ، فلا تؤاخذني بما أسلفت من قولي ، قال : فخلى سبيله . قال : ومن قوله أيضا شعرا : اسقني واسق غصينا لا نرد بالنقد دينا أسقنيها مزة الطعم تريك الشين زينا قال : ثم أناب وأقلع ، وقال في ذلك أشعارا منها قوله : ألا هل فتى عن شربه الراح صابر ليجزيه يوما بذلك قادر شربت فلما قيل ليس بمقلع نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر أخبرنا بهذه القصة والأبيات الثلاثة الدالية أَبُو منصور بْن خيرون ، أنا أَبُو بكر الخطيب ، أنا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الدمشقي بها ، أنا جدي ، فذكرها .
الأسم | الشهرة | الرتبة |