ارقم بن شرحبيل الاودي الكوفي


تفسير

رقم الحديث : 5711

قرأت على قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني ، عن عَبْد العزيز بن أَحْمَد الكتاني ، أنا عَبْد الوهاب الميداني ، أنا أَبُو سليمان بن زبر ، نا عَبْد الله بن أَحْمَد الفرغاني ، أنا مُحَمَّد بن جرير الطبري ، قَالَ هشام بن مُحَمَّد : قَالَ أَبُو مخنف : تسمية الذين بعث بهم إلى معاوية : حجر بن عدي بن جبلة الْكِنْدِيّ . والأرقم بن عَبْد الله الْكِنْدِيّ من بني الأرقم ، وشريك بن شداد الحضرمي ، ثُمَّ النتعي ، وصيفي بن فسيل ، وابن ضبيعة بن حرملة العبسي ، وكريم بن عفيف الخثعمي من بني عامر بن شهران ، ثُمَّ من بني قحافة ، وعاصم بن عوف البجلي ، وورقاء بن سمي البجلي ، وكدام بن حيان ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن حسان العنزيان من بني هميم ، ومحرز بن شهاب التميمي من بني منقر ، وعَبْد الله بن حوية السعدي من بني تميم ، فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء ، فحبسوا بها . ثُمَّ إن زيادا أتبعهم برجلين آخرين مع عامر بن الأسود ، بعتبة بن الأخنس من بني سعد بن بكر بن هوازن ، وسعد بن نمران الهمداني ، ثُمَّ الناعطي فتموا أربعة عشر رجلا ، فبعث معاوية إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأدخلهما ، وقبض كتابهما ، وقرأه على أهل الشام ، فإذا فيه : بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم . لعَبْد الله معاوية أمير المؤمنين من زياد بن أبي سفيان . أما بعد : فإن الله جل ثناؤه قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء ، فكاد له عدوه ، وكفاه مؤنة من بغى عليه . إن طواغيت من هذه الترابية السبئية رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين ، وفارقوا الجماعة جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا الحرب ، فأظهرنا الله عليهم ، وأمكننا منهم ، وقد دعوت خيار أهل المصر وأشرافهم وذوي الستر والدين منهم ، فشهدوا عليهم بما رأوا وعلموا ، وقد بعثت بهم إلى أمير المؤمنين ، وكتبت شهادة أهل المصر وخيارهم في أسفل كتابي هذا . فلما قرأ الكتاب وشهادة الشهود عليهم ، قَالَ : ماذا ترون في هؤلاء النفر الذين شهد عليهم قومهم بما تسمعون ؟ فقَالَ له يزيد بن أسد البجلي : أرى أن تفرقهم في قرى الشام فيكفيكهم طواغيتها ، ودفع وائل بن حجر كتاب شريح بن هانئ إلى معاوية فقرأه فإذا فيه : بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ، لعَبْد الله معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ . أما بعد : فإنه بلغني أن زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي ، وأن شهادتي على حجر أنه ممن يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويديم الحج ، والعمرة ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، حرام الدم والمال ، فإن شئت فاقبله وإن شئت فدعه . فقرأ كتابه على وائل وكثير وقَالَ : ما أرى هذا إلا قد أخرج نفسه من شهادتكم . فحبس القوم بمرج عذراء وكتب معاوية إلى زياد أما بعد : فقد فهمت ما اقتصصت من أمر حجر وأصحابه ، وشهادة من قبلكم ، فنظرت في ذلك ، فأحيانا أرى قتلهم أفضل من تركهم ، وأحيانا أرى العفو عنهم أفضل من قتلهم والسلام . فكتب إليه زياد مع يزيد بن حجية بن ربيعة التيمي . أما بعد : فقد قرأت كتابك ، وفهمت رأيك في حجر ، فعجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم ، وقد شهد عليهم بما سمعت من هو أعلم بهم ، فإن كَانَت لك حاجة في هذا المصر فلا تردن حجرا وأصحابه إلي . فأقبل يزيد بن حجية حتى مر بهم بعذراء ، فقَالَ : يا هؤلاء أما والله ما رأيي برأيكم ، ولقد جئت بكتاب فيه الذبح ، فمروني بما أحببتم مما ترون أنه لكم نافع أعمل بِهِ لكم وانطلق بِهِ . فقَالَ له حجر : أبلغ معاوية ، أنا على بيعتنا ، لا نستقيلها ولا نقيلها ، وإنه إنما شهد علينا الأعداء الأظناء . فقدم يزيد بالكتاب إلى معاوية فقرأه ، وبلغه يزيد مقَالَة حجر ، فقَالَ معاوية : زياد أصدق عندنا من حجر ، فقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أم الحكم الثقفي ، ويقَالَ : عُثْمَان بن عمير الثقفي ، جذاذها ، جذاذها فقَالَ له معاوية : لا تفي أثرا ، فخرج أهل الشام ولا يدرون ما قَالَ معاوية وعَبْد الرَّحْمَنِ ، فأتوا النعمان بن بشير فقالوا له مقَالَة ابن أم الحكم ، فقَالَ النعمان : قتل القوم ، وأقبل عامر بن الأسود العجلي وهو بعذراء يريد معاوية ليعلمه علم الرجلين اللذين بعث بهما زياد ، فلما ولى ليمضي قام إليه حجر بن عدي يرسف في القيود ، فقَالَ : يا عامر ، اسمع مني ، أبلغ معاوية أن دماءنا عليه حرام ، وأخبره أنا قد أومنا وصالحناه ، وصالحنا وإنا لم نقتل أحدا من أهل القبلة ، فتحل له دماؤنا فليتق الله ولينظر في أمرنا ، فقَالَ له نحوا من هذا الكلام ، فأعاد عليه حجر مرارا . فكَانَ الآخر أعرض ، فقَالَ : لقد فهمت لك - أكثرت ، فقَالَ له حجر : إني ما سمعت بعيب وعلى أية تلوم إنك والله تحبى وتعطى ، إن حجرا يقدم ويقتل ، فلا ألومك أن تستثقل كلامي ، اذهب عنك ، فكأنه استحيا فقَالَ : لا والله ما ذاك بي ، ولأبلغن جهدي ، فكَانَ يزعم أن قد فعل ، والآخر أبى . فدخل عامر على معاوية فأخبره بأمر الرجلين ، قَالَ : وقام يزيد بن أسد البجلي ، فقَالَ : يا أمير المؤمنين هب لي ابني عمي ، وقد كَانَ جرير بن عَبْد الله كتب فيهما : إن امرأين من قومي من أهل الجماعة والرأي الحسن ، سعى بهما ساع ظنين إلى زياد ، فبعث بهما في النفر الكوفيين الذين وجه بهم زياد إلى أمير المؤمنين وهما ممن لم يحدث في الإسلام ، ولا بغيا على الخليفة فلينفعهما ذلك عند أمير المؤمنين ، فلما سألهما يزيد ذكر معاوية كتاب جرير ، فقَالَ قد كتب إلي فيهما جرير يحسن الثناء عليهما ، وهو أهل أن يصدق قوله وتقبل نصيحته ، وقد سألتنا ابني عمك فهما لك . وطلب وائل بن حجر في الأرقم فتركه ، وطلب أَبُو الأعور السلمي في عتبة بن الأخنس فوهبه له ، وطلب حمرة بن مالك الهمداني في سعد بن نمران الهمداني فوهبه له ، وكلمه ابن مسلمة في ابن حوية فخلى سبيله . وقام مالك بن هبيرة السكوني ، فقَالَ لمعاوية : دع لي ابن عمي حجرا فقَالَ : ابن عمك حجرا رأس القوم وأخاف إن خليت سبيله أن يفسد علي مصري ، فيضطرنا غدا إلى أن نشخصك وأصحابك إليه بالعراق ، فقَالَ : والله ما أنصفتني يا معاوية ، إن قاتلت معك ابن عمك فيلقاني منهم يوما كيوم صفين حتى ظفرت كفك وعلا كعبك ولم تخف الدوائر ، ثُمَّ سألتك ابن عمي فسطوت أو بسطت من القول فيما لا أنتفع بِهِ وتخوفت فيما زعمت عاقبة الدوائر ، ثُمَّ انصرف فجلس في بيته فبعث معاوية هدبة بن فياض القضاعي من بني سلامان بن سعد ، والحصين بن عَبْد الله الكلابي ، وأبا شريف البدي فأتوهم عند المساء ، فقَالَ الخثعمي حين رأى الأعور مقبلا : يقتل نصفنا وينجو نصفنا ، فقَالَ سعيد بن نمران : اللهم اجعلني ممن ينجو وأنت عنه راض ، وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن حسان العنزي : اللهم اجعلني ممن يكرمني بهوانهم وأنت عني راض ، فقَالَ : فطالما عرضت نفسي للقتل فأبى الله إلا ما أراد . فجاء رَسُول معاوية إليهم في تخلية ستة منهم ويقتل ثمانية ، فقَالَ لهم رسول معاوية : إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي فإن فعلتم تركناكم ، وإن أبيتم قتلناكم ، وإن أمير المؤمنين يزعم أن دماءكم قد حلت له بشهادة أهل مصركم عليكم ، غير أنه قد عفا على ذلك ، فابرءوا من هذا الرجل نخل سبيلكم ، فقَالُوا : اللهم إنا لسنا فاعلي ذلك . فأمر بقبورهم فحفرت ، وأدنيت أكفانهم ، وقاموا الليل كله يصلون ، فلما أصبحوا قَالَ أصحاب معاوية : يا هؤلاء ، لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة ، وأحسنتم الدعاء ، فأخبرونا ما قولكم في عُثْمَان ؟ قَالُوا : هو أول من جار في الحكم ، وعمل بغير الحق ، فقَالَ أصحاب معاوية : أمير المؤمنين كَانَ أعلم بكم ، ثُمَّ قاموا إليهم ، فقَالُوا : تبرؤن من هذا الرجل ، قَالُوا : بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه ، فأخذ كل رجل منهم رجلا ليقتله ، ووقع قبيصة بن ضبيعة في يدي أبي شريف البدي ، فقَالَ له قبيصة : إن الشر بين قومي وقومك أمرا فليقتلني سواك ، فقَالَ له : برتك رحم ، فأخذ الحضرمي فقتله ، وقتل القضاعي قبيصة بن ضبيعة . قَالَ : ثُمَّ إن حجرا ، قَالَ لهم : دعوني أتوضأ ، قَالُوا له : توضأ ، فلما أن توضأ ، قَالَ لهم : دعوني أصلي ركعتين فإني والله ما توضأت قط إلا صليت ركعتين ، قَالُوا له : صل ، فصلى ثُمَّ انصرف ، فقَالَ : والله ما صليت صلاة قط أقصر منها ، ولولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت ، لأحببت أن استكثر منها ، ثُمَّ قَالَ : اللهم إنا نستعديك على أمتنا ، فإن أهل الكوفة شهدوا علينا ، وإن أهل الشام يقتلوننا ، أما والله لئن قتلتموني بها ، إني لأول فارس من المسلمين هلك في واديها ، وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها ، فمشي إليه الأعور هدبة بن فياض بالسيف فأرعدت خصائله ، فقَالَ : كلا ، زعمت أنك لا تجزع من الموت ، فأنا أدعك فابرأ من صاحبك ، فقَالَ : وما لي لا أجزع وأنا أرى قبرا محفورا ، وكفنا منشورا ، وسيفا مشهورا ، إني والله وإن جزعت من القتل لا أقول ما يسخط الرب فقتله ، وأقبلوا يقتلونهم واحدا واحدا حتى قتلوا ستة ، قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن حسان العنزي ، وكريم بن عفيف الخثعمي : ابعثوا بنا إلى أمير المؤمنين ، فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقَالَته ، فبعثوا إلى معاوية يخبرونه بمقَالَتهما ، فبعث إليهم أن ائتوني بهما . فلما دخلا عليه ، قَالَ الخثعمي : الله الله يا معاوية ، فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى دار الآخرة الدائمة ، ثُمَّ مسؤول عما أردت بقتلنا ، وفيم سفكت دماءنا ، قَالَ معاوية : ما تقول في علي ؟ قَالَ : أقول فيه قولك ، قَالَ : أتبرأ من دين علي الذي كَانَ يدين الله بِهِ ؟ فسكت ، وكره معاوية أن يجيبه . ثُمَّ قام شمر ، ويقَالَ : سمي ابن عَبْد الله من بني قحافة ، فقَالَ : يا أمير المؤمنين هب لي ابن عمي ، فقَالَ : هو لك غير أني حابسه شهرا ، فكَانَ يرسل إليه بين كل يومين فيكلمه ، وقَالَ له : إني لأنفس بك على العراق أن يكون فيهم مثلك ، ثُمَّ إن شمرا عاوده فيه الكلام ، فقَالَ : تم لي على هبة ابن عمي ، فدعاه فخلى سبيله ، على أن لا يدخل الكوفة ما كَانَ له سلطان ، وقَالَ : تخير أي بلاد العرب أحب إليك أن أسيرك إليها ، فاختار الموصل ، فكَانَ يقول : لو قد مات معاوية قدمت المصر ، فمات قبل معاوية بشهر . ثُمَّ أقبل على عَبْد الرَّحْمَنِ العنزي ، فقَالَ له : يا أخا ربيعة ما قولك في علي ؟ قَالَ : دعني لا تسألني فإنه خير لك ، قَالَ : والله لا أدعك حتى تخبرني عنه ، قَالَ : أشهد أنه كَانَ من الذاكرين الله كثيرا ، ومن الآمرين بالحق ، والقائمين بالقسط ، العافين عن الناس ، قَالَ : ما قولك في عُثْمَان ؟ قَالَ : هو أول من فتح باب الظلم ، وأرتج أبواب الحق ، قَالَ : قتلت نفسك ، قَالَ : لا بل إياك قتلت ولا ربيعة بالوادي ، يقول حين كلم شمر الخثعمي في كريم بن عفيف الخثعمي ولم يكن له أحد من قومه يكلم فيه ، فبعث بِهِ معاوية إلى زياد وكتب إليه أما بعد : فإن هذا العنزي شر من بعثت بِهِ فعاقبه عقوبته الذي هو أهله ، واقتله شر قتله ، فلما قدم بِهِ على زياد بعث بِهِ زياد على قس الناطف ، فدفن حيا . قَالُوا : ولما حمل العنزي والخثعمي إلى معاوية قَالَ العنزي لحجر : يا حجر لا يبعدنك الله ، فنعم أخو الإسلام كنت ، وقَالَ الخثعمي : يا حجر لا تبعد ولا تفقد فقد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، ثُمَّ ذهب بهما وأتبعهما بصره ، وقَالَ : كفى بالموت قاطعا لحبل القرائن ، وذهب بعتبة بن الأخنس ، وسعيد بن نمران بعد حجر بأيام ، فخلى سبيلهما . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.